عبد الله قازوز الذي قاد ليزمو للصعود إلى القسم الأول ينفي خبر ترأسه للفريق حاليا
كان الحديث شيقا معه، عبر لي ونحن نتابع جنبا إلى جنب بالملعب البلدي بوجدة مباراة برسم الدورة الثامنة من دوري رمضان لقدماء اللاعبين، عن سعادته وهو يتواجد بمدينته وجدة بين الأحباب والأصدقاء في شهر رمضان الكريم، عن سعادته بعودة فريق الاتحاد الاسلامي الوجدي لكرة القدم إلى القسم الوطني الثاني، وعن سعادته كذلك بالثقة التي وضعها فيه العديد من الوجوه الرياضية لما اقترحوا عليه رئاسة فريق ليزمو خلال الموسم الرياضي القادم.
وفي غياب التوثيق والأرشيف لفترات زاهية للرياضة الوجدية عامة وفريق الإتحاد الإسلامي الوجدي على الخصوص، فإن الشخص الذي تحاورت معه على مدرجات الملعب البلدي بوجدة لم يكن سوى الرئيس الذي قاد سفينة الفريق الثاني بمدينة وجدة – ليزمو – موسم 1990/1991 إلى تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول، وهو يعتبر آنذاك أصغر رئيس يسير أحد أعرق الفرق الوطنية عن سن يناهز 23 سنة.
لقد بذل السيد عبد الله قازوز كل ما علمته شهامة أهل مدينة وجدة خلال عشر سنوات من التسيير الرياضي لفريق الاتحاد الاسلامي الوجدي، أربعة منها من سنة 1987 إلى غاية 1990 كرئيس منتدب رفقة المرحوم جمال الدين، وكرئيس فعلى لمدة ست أعوام من سنة 1991 إلى حدود سنة 1997، لصناعة فريق كان يضرب له ألف حساب، وكان بالفعل رقما صعبا أمتع وصنع الأفراح والأعراس على رقعة الملعب البلدي بأرضية ترابية صلبة.
تضحيات جسيمة، ومواقف كثيرة، كبرت معها هامة هذا الرجل في عيون أهل الشرق، وهو يساهم رفقة المرحوم جمال الدين في بلوغ الاتحاد الاسلامي الوجدي دور نصف نهاية كأس العرش موسم 1986/1987، قبل أن يتمكن لوحده من تحقيق أكبر إنجاز في تاريخ الاتحاد الاسلامي الوجدي ويلتحق بالقسم الوطني الأول ويلعب بطولة قوية ضد فرق عتيدة كالرجاء والوداد والجيش..، كانت تضم في صفوفها أكبر المدربين وأمهر اللاعبين آنذاك..
بظهوره خلال أواخر شهر رمضان الكريم وفي عيد الفطر السعيد بمدينته وجدة التي عشقها وأحب أهلها، وبعد غياب دام عدة سنوات نظرا لالتزاماته المهنية بالديار الأوروبية، وتزامنا مع صعود فريقه المحبوب الاتحاد الاسلامي الوجدي الذي عشقه حتى النخاع، وبعد عدة اتصالات به من طرف مجموعة من المهتمين بالشأن الرياضي المحلي ومحبي الاتحاد الاسلامي الوجدي، طفت على السطح أخبار عن إمكانية تقلد السيد عبد الله قزوز مهام تسيير هذا الفريق العريق، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1958 ، وهو ما دعاني، خلال دردشتي مع الرجل بالملعب البلدي بوجدة ، لكي أطرح عليه السؤال التالي..هل فعلا ستلبي رغبة عقلاء مدينة وجدة وتقود فريقك المحبوب في بطولة القسم الوطني الثاني…
جواب هذا الرجل الشهم، الذي ضحى بوقته وماله الخاص رفقة بعض المناضلين ممن جاوروه في التسيير وفي تأطير الفريق، واللذين كان يقدرهم ويحترم آرائهم ، خلال حقبة زمنية عرف فيها الفريق الوجدي تألقا لم يسبق له نظير، كان مقنعا بحيث أكد بأنه ما زال في بلاد الغربة لمدة أخرى، بالرغم من أن شركته التي ورثها عن المرحوم والده الحاج محمد قازوز، الذي توفي يوم 14 شتنبر 2016، عرفت توسعة شملت مدينة الدار البيضاء، مما جعله يتنقل باستمرار على الخط الفاصل بين العاصمة الإقتصادية وأوروبا.
ومع ذلك، ونظرا لحبه الكبير لهذا الفريق، لم يخف هذا الرجل المقدام الإستراتيجية التي سيتخذها ،إن شاءت الأقدار مستقبلا، وأخذ على عاتقه قيادة الفريق، الذي أنجب العديد من اللاعبين المتألقين كعبد القادر لشهب، والتي تكمن في خلق ناد رياضي نموذجي، من خلال إعادة هيكلته على أسس متينة وتوفير السيولة المالية الكافية لتأهيله، والتي ما فتئت تورق أغلب المسيرين في البطولة الوطنية، بالإضافة إلى جلب لاعبين مرموقين من الديار الأوروبية حيث تجمعه علاقة متينة مع مسيري فريقي أوكسير وباري سان جيرمان، دون أن يستثني عملية إعداد الخلف والتعاقد مع أطر تقنية مؤهلة تجعل اللاعبين يثقون في أنفسهم ويرفعون من تحدياتهم، بالإضافة إلى توفير مقر يليق بفريق له تاريخ نضالي كالاتحاد الاسلامي الوجدي.
حسن الزحاف
Aucun commentaire