Home»Régional»مهرجان موازين تختل فيه الموازين

مهرجان موازين تختل فيه الموازين

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله و سلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه

مهرجان موازين تختل فيه الموازين
حضرت إيقاعات العالم وغيب الحق الذي يأبى النسيان!


انتهى يوم 24 ماي-أيار المنصرم مهرجان موازين في دورته السابعة و الذي امتد ما بين 16 و المنصرم 24 ، الدورة خلفت وراءها جدلا واسعا و متعدد المواضيع و الأطراف .فكل انتقد المهرجان من جهته و زاوية ،الفنانون المغاربة استنكروا الفارق الصارخ نتيجة الفارق الصارخ بينما تقاضاه الفنانون العرب و العجم و بين هزالة أجورهم .و البعض استنكرت توقيت المهرجان .الذي صادف الذكرى الستينية لنكبة فلسطين .بينما البعض الآخر احتج على التوقيت المتزامن مع موعد قرب انطلاقات الامتحانات مما سيؤثر سلبا على نتائج التلاميذ و الطلبة .فضلا عن أشاء أخرى بعضها طفا على السطح و البعض الأكبر بقي أسيرا في كواليس المهرجان و المنظمين .

و أبدأ بالإطار العام و السياق التاريخي تحديدا، فبينما كان العالم العربي و الإسلامي يخلد تلك الذكرى المريرة: الذكرى الستينية لنكبة فلسطين الجريحة .كان القائمون على المهرجان منشغلون إلى النخاع بالمهرجان.و يا" للصدفة ".انطلاقة المهرجان كانت في أسبوع الذكرى أي 16 ماي .و يا ليت المنظمين استحضروا هذا البعد العربي . و استقدموا أحد المطربين الملتزمين بقضايا الأمة،كالفنان مرسيل أو جوليا بطرس و غيرهم كثير .و لو من أجل مجاملة مشاعر المغاربة الذين كانوا يولون وجوههم إلى هناك ، حيث كان يطرق مسامعهم الشعار البليغ بكرة و عشيا : حق يأبى النسيان .

و لأنه حق يأبى النسيان للفلسطينيين، و باطل لا بد أن يزول و يتبدد للصهاينة.و لأن الأمم المتحضرة لا يمكنها أن تنفصل عن تاريخها و ذاكرتها الحضارية.فإن ثلة من الفنانين المتصهينين كانوا على موعد هناك في عاصمة الأنوار الفرنسية ،و عاصمة حقوق الإنسان الأبيض لا غير. مع الذكرى الستينية لقيام دولة الكيان الصهيوني.و صيانة لذاكرة المعتدي الصهيوني،و ضخه بشتى ألوان الدعم الفني و المعنوي ، بعد ضخه السخي بمليارات من الدولارات الأمريكية .ناهيك عن الدعم السياسي اللامشروط للمدللة إسرائيل في الكونجرس الأمريكي و أروقة الأمم المتحدة على سحق الأمم الضعيفة …فالحفل و إن كان حفلا فنيا ،ولكن القضية لم تغادر الفنانين المتصهينين. الذين اجتمعوا لدعم و مغازلة الكيان الصهيوني الذي يمر بأحلك فتراته التاريخية قتامة .و بالتالي فالاحتفالية الرمزية هي ذات مغزى عميق في إعادة الثقة لهذا الكيان المهلهل. و أنظر إلى المفارقة العجيبة بين وهناك و هنا .و أعني بذلك ،مشاركة المغنية سيدار الحاملة للدماء و الجينات الفلسطينة ،المتنصلة من القضية و الهم الفلسطينيين .الباحثة اللاهثة وراء مفاتيح ولوج الشهرة و العالمية .و كأنها لا تعرف شيئا اسمه النكبة . و فعلا هناك العديد من البشر يعانون ما يمكن تسميته بمرض الانفصال التاريخي ،وهو من عائلة فقدان الذاكرة و الانفصال في الشخصية عافانا الله منها .أي أنهم يعيشون خارج المدار التاريخي ، و خارج دائرة الزمان.و منهم كذلك المغربية الأصل المغنية صوفيا السعدي التي أبت إلا أن تحتفي بالذكرى الستينية لقيام الكيان الصهيوني المغتصب مديرة ظهرها لأمة الجريحة،وطبعا إذا ما سألتها عن المشاركة .فلن تتردد في الإجابة بأنها غنت للسلام . و الحقيقة أنها محقة. فقد غنت للسلام ، و لكنه سلام أحادي الجانب : السلام لدولة إسرائيل و فقط . و الموت و القصف و الحصار للفلسطينيين.و الحمد على وجود الفنانين أمثال اللبناني وليم نصار، فقد نشرت يومية القدس العربي في عددها ليوم الجمعة 30ماي . أنه رفض استلام جائزة أفضل مقطوعة موسيقية في مهرجان للموسيقي في كيبيك بكندا. حيث كان عليه مصافحة المؤلفة الموسيقية الإسرائيلية أيلينا أنحايل،و علل ذلك ، و هو لا يحتاج إلى تعليل ،" أعلم أن قراري هذا سيترتب عليه الكثير من المواقف وردات الفعل وربما تنعكس علي حياتي الشخصية، إلا أنني أعتز بقراري هذا خصوصا أنه يتزامن مع الذكري الستين لاغتصاب فلسطين،وقد ختم نصار رسالته بالجملة التالية: أنا مع فلسطين ظالمة كانت أم مظلومة".

و قبل ذلك .كانت هناك نكبة مغربية بامتياز.هي محرقة معمل ليساسفة و هو معمل بمدينة الدار البيضاء لإنتاج الأفرشة،و الذي ذهب ضحيته أزيد من خمسين ضحية حرقا .ربما كان من باب المواساة أن يتم تأجيل المهرجان ، مراعاة لمشاعر العائلات المفجوعة في أبنائها و بناتها عند حدوث الفاجعة أولا ، ثم عند تسلمها لذلك المبلغ " الحقير " -10 ألاف درهم حوالي 1200دولار – من أجل إسكاتهم ثانيا .و هنا أتوجه إلى تلك الشركات الوطنية الكريمة العطاء التي اصطفت طوابير من أجل تمويل المهرجان والإنفاق السخي عليه.ليس حبا في الفن و الفنانين، أو من أجل تلميع صورة المغرب ، و لكن من أجل قرة عين مدير المهرجان المستشار الملكي منير الماجيدي.فلماذا لم تأخذهم الشفقة و الرحمة بهؤلاء المغاربة الذين أحرقوا حرقا في واضحة النهار.و يتبرعوا ببعض من تلك الملايين السخية الكثيرة التي بعضها أنفق في مرحاض الفاتنة نانسي عجرم التي أصرت على تزويدها بمرحاض متنقل مريح كلف الأحبة المغاربة أربعة ألاف دولار.و بعملية حسابية .يمكن أن نقول أن مرحاض المليونيرة نانسي أغلى من أرواح ثلاثة و نصف مغاربة من الذين أحرقوا في ليساسفة على اعتبار التعويض الحقير الذي منح لعائلاتهم .أما عن الأجر الذي أخذته مشكورة ، فيتراوح و حسب ما تردد هنا و هناك و في أقل تقدير ما بين 50 ألف و 70 ألف دولار . و عليه إذا ما قمنا بعملية حسابية أخرى. و جمعنا أجرة و مصاريف تلك الفيالق الجرارة من المغنيين و المغنيات و الراقصين و الراقصات و رعاياهم الذين زحفوا على المهرجان من أربعين بلد ، و يكفي في هذا الصدد مثلا ما نشرته يومية المساء في عددها ليوم الثلاثاء ، ما مفاده أن عمرو دياب جلب معه مصوران، أحدهما كاميرامان، والآخر مصور صحفي خاص، وحارسان شخصيان، بالإضافة إلى أفراد فرقته الموسيقية المكونة من واحد وعشرين عازفا. و قارنا أجورهم و ما تقاضوه ضيوف المهرجان، و ما صرف عليهم.فالأمر قد يعدل أو يقارب لا قدر الله تعويضات إحراق جميع اليد العاملة بالحي الصناعي بعين السبع .مع العلم بأن قانون التعويض خاضع للعرض و الطلب .فكلما كثر الضحايا انخفض التعويض . و كلما قل الضحايا ارتفع التعويض .أنظر مثلا ما يطلبه نواب الملك الأربعة بالقصر الكبير من يومية المساء من تعويض قدره 600 مليون .و هم أربعة نفر لم يحرقوا !

أما ثالثة الأثافي ،فهي إقدام عضو فرقة المنحرفين ماركوس ديل ايخو بالتجرد من ثيابه كما ولدته أمه ، أمام الجمهور المغربي الطيب الذي لم يجد بدا إلا أن يغض بصره عن عورة هذا المنحرف، و ينصرف في هدوء . و كان الله في عون تلك العائلات المغربية الطيبة المكونة من الأب و الأم و الأبناء و البنات الذين خرجوا لرؤية مهرجان السي الماجيدي.و الحقيقة أنني لا أكاد أتصور هذا المنظر المنحط ؟و لن أجانب الصواب إذا ما قلت بأن بعض العائلات التي حضرت مفاجأة المنحرفين سوف تقاطع مهرجان موازين ،و ستتقزز من كلمة مهرجان .خاصة إذا كانت الفرقة إسبانية .إذ كلما ذكرت الكلمة، إلا و استحضروا عور الفنان الكبير ضيف المهرجان ماركوس ديل ايخو يتبختر عاريا.و هنا أسأل السادة العباقرة منظمي المهرجان : ألم يكونوا على علم بالحالات الهستيرية لهذه الفرقة التي يكفيها عربدة أن تسمى باسم المنحرفين .هل انقرض المنحرفون المغاربة حتى نستوردهم من الجارة إسبانيا و بالعملة الصعبة ،ربما يحتاج المنظمون في المرات القادمة إلى الاستعانة بمترجمين محلفين كما تفعل القنصليات الأجنبية بالمغرب من أجل جلب أناس نصف محترمين ، لا يتخلون على ملابسهم بهذه السرعة الفائقة و أمام الملأ.و إذا كان و لا بد من التجرد من الملابس ، فالمرجو أن يكون بعد منتصف الليل حين ينصرف الصغار، و أن يعلن بأنه ممنوع متابعة الحفل لمن هم أقل من 18 سنة كما كان يحدث في وقت من الأوقات عند كان للحياء العام اعتبار ،على ملصقات الأفلام المعروضة في قاعات السينما و المتضمنة لقطات إما مرعبة أو خادشة للحياء.و علاوة على هذا المنحرف الإسباني فهناك المنحرفة ويتني هيوستون، ذات السجل الأسود و المغامرات الكثيرة في عالم المخدرات ؟، فضلا عن بعض أنصاف المنحرفين هنا و هناك .ربما كان الأجدى بالمهرجان أن يتخذ له شعارا في دورته الحالية :من أجل تأهيل الفنانين المنحرفين .

و لأن المصائب تأتي تترا .فإذا كانت الفاتنة المليونيرة نانسي قد لاقت التكريم و حفاوة الضيافة ، مأكلا و مشربا و إيواء و كنيفا و أجرة .فإن الزميل هشام بهلوان الصحفي مصور القناة الثانية المكلف بنقل وقائع المهرجان، قد لاقى بدوره حفاوة منقطعة النظيرة و لكن من طينة ثانية ..ربما لأن قوات البلير-اسم تعرف به فرقة من قوات الأمن – لهم طريقة خاصة للتعبير عن فرحتهم و محبتهم للصحافة . و هكذا أكرم نفر من البلير المصور الصحفي بهلوان بباقة فنية منتقاة من أطايب الركل و الرفس في مهرجان السلم و السلام .ربما لأن اسم زميلنا الصحفي هو بهلوان .الشيء الذي جعل رجال البلير يبهلوونه بأيديهم و أرجلهم سامحهم الله ..و الواقع أنها رسالة إلى الزميل بهلوان، فلو كان مصورا خاصا لأحد الفنانين الكبار كعمرو دياب أو عجرم لأكرم غاية الكرم و لجاب الدنيا طولا و عرضا من دون أن يتعرض له أحد ، و لكنه لسوء حظه يعمل في قناة فقيرة لا حول لها و لا قوة .و مع ذلك تنفق بسخاء و تذوب حبا في لغة موليير.

جريدة الاتحاد الاشتراكي الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – حزب حكومي مشارك غي الحكومة الحالية –استغربت و اندهشت من منعها حضور ندوات صحفية للمطربين العرب و العجم ، أقيمت على هامش المهرجان .مما اعتبرته فعلا ينم عن خلفيات ونوايا بعيدة عن العمل الصحفي النزيه، وتكشف مدى التواطؤ لبعض الأطراف في العملية، خاصة بعد استدعاء منابر صحفية وإعلامية لحضور ندوة المصري عمرو دياب بفضاء خاص. "

و إلى الفنانين المغاربة المشاركين في المهرجان .الذين أعلنوا عن استيائهم الكبير من المعاملة غير المتوازنة مقارنة مع نجوم المشرق الذين شاركوا في المهرجان .و رغم ذلك ،و رغم علمهم المسبق فقد شاركوا…و قد نشرت يومية الصباح تصريحا للفنانة لطيفة رأفت حول انطباعاتها عن المهرجان .و وجهة نظر لطيفة يمكن و بدون أدنى تحفظ يمكن تعميمه على باقي المشاركين المغاربة ؟!فهناك مشاركة في المهرجان ثم يعقبها انتقاد على التمييز الفاضح بين الفنان المغربي و غير المغربي مع علمهم المسبق بهذه الإجراءات !و قد جاء في التصريح :أنا لست ضد الفنانين العرب مرحبا بهم و لكن يجب أن يكون حجم الاهتمام بهم موازيا لحجم الاهتمام بالفنان المغربي . الكلام موجه بالأساس لمنظمي المهرجان الذين أغدقوا على الفنانين العرب و العجم و قتروا على الفنانين المغاربة.كما أنه موجه لوسائل الإعلام سيما القناتين الأولى العمومية و الثانية شبه العمومية على إهمالهما تغطية حفل الفنانين المغاربة .لطيفة رأفت اتهمت صراحة التلفزيون المغربي بكونه يعاني عقدة الأجنبي . و لكن طالما الفنانة الكبيرة لطيفة تعلم هذا الحيف لماذا لم تقاطع المهرجان ؟
تجيب الفنانة عن هذا بكونها و لله الحمد .فهي فارضة لوجودها و لديها جمهور – اللهم بارك و أحفظها من عين الحساد -و لا تحتاج إلى تغطية القناة الأولى و الثانية .و في الأخير وجهت رسالة إلى من يهمه الأمر : لا تمروا مرور الكرام على الفنان المغربي" و هنا أستدرك على الفنانة المغربية .لأنه لو مر على الفنان المغربي مرور الكرام لأكرموا أشد كرم . و لكن يظهر أن مرورهم كان غير ذلك .

اليومية نفسها نقلت خبرا مفاده أن هناك تحريات أمنية عن خطباء و مساجد هاجموا مهرجان موازين حفظه الله .و الطريقة التي بذرت بها الأموال الكبيرة و أشياء أخرى ..و صبوا جم غضبهم على كل من موله ونظمه و رعاه ، و هنا و لا شك أن اليومية تقصد يرعاه أي الملك محمد السادس ،و اعتبرت أنه لا يحق لهؤلاء و الوعاظ أن يجرؤوا على هذا القول، و أكرمتهم بسيل من التهم الطائفية المنتقاة .و الحقيقة أن هذه مفارقة عجيبة فكيف نسمح لفنان من انتقاد المهرجان و نحضر الشيء نفسه على واعظ أو خطيب .كما اعتبرت تجرد المنحرف الإسباني نسبة لانتمائه لفرقة المنحرفين عن ملابسه مجرد شائعة .! بعض الفنانين المغاربة .عبروا عن امتعاضهم و لكن بطريقة قانونية: فمثلا عبرت حياة الإدريسي عن استيائها من إعفاء الفنان الأجنبي من دفع الضرائب .مما جعل الساحة المغربية سوقا حرة ؟. و أن هذه الضرائب يمكن أن تعود نفعا على الفنان المغربي عند مرضه أو ابتعاده عن الساحة الغنائية نتيجة عجز أو تقدم في السن .
الفنانة ماجدة اليحياوي اعتبرت هذه الضرائب هي من باب احترام الهوية و الشخصية المغربية .
بينما ذهب كريم التدلاوي و نعمان لحلو إلى ضرورة إعمال مبدأ الكوطا و هي نسبة و سقف لمشاركة الفنان الأجنبي في المهرجانات المغربية . هذه النسبة هي لا تتعدى 20% . 80% من الفنانين و المشاركين المغاربة .
يذكر أن دورة مهرجان موازين السابعة أي الأخيرة ، قد عرفت مشاركة 40 دولة .مثلوا 60في المائة من المشاركين في مقابل 40 من الفنانين المغاربة .أحيت 100حفل
بينما على مستوى العقود فقد كان ما تقضاه المغاربة مجموعين هو فقط 10 في المائة مقابل 90 للفنان العربي و العجمي .مع كلفة إجمالية للمهرجان ناهزت 22 مليون أورو أي أزيد من 30 مليون دولار .

ذ: رشيد شريت

/cherriet.presse@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مواطن
    14/06/2008 at 23:45

    انما الامم الاخلاق ما بقيت غان هم دهبت اخلافهم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *