Home»Régional»صار الشارع هو بيتي وفراشي وكل عالمي: حياة قوامها ثقافة التهميش والإقصاء

صار الشارع هو بيتي وفراشي وكل عالمي: حياة قوامها ثقافة التهميش والإقصاء

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد صار مألوفا لدينا أن نشاهد المتسكعين في المناطق المعروفة بالحركة الدائبة مثل الأسواق وإشارات المرور والحدائق والشوارع الرئيسية والمقاهي، وقد يحترف المتسكع بعض المهن الهامشية تغطي على تسكعه كمسح الأحذية ومسح زجاج السيارات أو بيع السجائر (الدخان) بالتقسيط. كما قد يلجأ إلى اعتراض سبيل المارة وإزعاجهم وسرقة أمتعتهم من نقود أو سلاسل أو هواتف محمولة، وقد تجد منهم مدمنا للمخدرات أو للأقراص المهلوسة، ويكونون على شكل جماعات و يفترشون الأرض.

يعتبر التسكع ظاهرة من الظواهر الاجتماعية الملفتة للانتباه وهو مظهر من مظاهر الضياع في حاجة إلى التدخل بشكل جد مستعجل من أجل تنشئة اجتماعية سليمة .مع تأمين الاحتياجات الأساسية التي تتجاوز المأكل والمشرب والملبس والمأوى إلى الحاجة إلى الأمن والطمأنينة والحب والتقدير.
ومن بين أسباب التسكع قد نجد :

– التفكك الأسري وتبعاته من نفقة لا تؤمن أدنى شروط العيش الكريم .

– فقدان الطفل للرعاية والحنان والدفء الأسري، مما يؤثر سلبا على نفسيته.

– الإنجاب غير الشرعي، فإنجاب الأطفال ضحايا خارج مؤسسة الزواج يعطي للمجتمع أطفال محرومين من حق الانتساب إلى أسرة ، ومحرومين من أب شرعي يمنحه نسبه، ورغم التقدم الذي وصل إليه العلم حيث أصبح من الممكن تحديد النسب بالاعتماد علة تحليل الحمض النووي مما سيساعد على التقليل من الانحلال الخلقي.

إن المتسكع مادة طرية ويسهل استيعابها هنا وهناك وفي جميع الاتجاهات، إما إلى الانحراف والإجرام، وإما إلى التطرف الفكري أو العزلة والتشرد والجنون، ذات شخصية عدوانية.

إن أصول أغلب المتسكعين من القرى والأرياف والبوادي؛ و الأحياء الهامشية بالإضافة إلى الفقر المدقع ومعضلة البطالة المتفشية في المدن.
وهذه الظاهرة خصبة لنمو عدة ظواهر تشكل خطرا محدقا بالمجتمع مثل والجريمة والانحلال الخلقي
و التطرف الفكري وظواهر اجتماعية أخرى.

لهذا وجب على المسؤولين وعلى المجتمع المدني بكل مكوناته أن يكثفوا الجهود لاحتواء هذه قبل استفحالها وذلك بمحاربة الفقر والتهميش ، أو على الأقل الحد من آثاره الوخيمة ومنها: تسكع الأطفال والشباب. لأن المتسكع نافر من الناس، فاقد الثقة فيهم وهو بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجهنا في أية لحظة، وهو صعب التطويع.

والأخذ بيده تبدأ باسترجاع تلك الثقة المفقودة بينه وبين المجتمع والتواصل معه عن طريق ربط علاقات إنسانية تهدف إلى تحطيم الحواجز النفسية التي يستشعرها تجاه المجتمع ومدركين أن المتسكع يكون متعودا على نوع من الحرية المطلقة، يفعل ما يشاء متى يشاء وكيفما يشاء، و الحد من حريته مسألة صعبة تستوجب التخطيط من أجل بلوغ الهدف.

فالتنمية البشرية تبدأ من هنا

ذ.يحيى قرني

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. وجدي
    11/06/2008 at 23:00

    كثر المتسكعون والمتسولون ،وكثر بناء المؤسسات الاجتماعية،المعوقون ،العجزة ،الخيرية……..ومع موجة التنمية البشرية كثر ت مراكز أخرى سلمت للسيدة…والسيدة…..والسيدة…….،3 سيدات حظين بمجموعة من المراكز الاجتماعية والبقية تأتي لكن معظمها فارغ والمسكعون في الشوارع.
    لكن أتساءل أيضا ما هو دور الجهات الأمنية في المدينة في هذه القضية أليست لها السلطة والقوة و الامكانيات لكي تجبر هذه الفئات من ولوج هذه المراكز؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *