وجدة سيتي تنفرد بنشر كتاب الدبلوماسي المغربي ابن قرية سيدي لحسن قاسم رابح واعمر : ثافلوث ـ او لعبة الحظ ـ الجزء1
انه شرف كبير ان يخص الدبلوماسي الكبير ابن قرية سيدي لحسن السيد قاسم رابح واعمر ، ابن القرية الذي رغم تضاريس السنين وتشعباتها الاجتماعية والتاريخية و السياسية لم ينس قريته ولو للحظة من اللحظات ، كما لم ينس تقاليدها وعادات اهلها ، ولم ينس ناسها ، شيوخا وكهولا ، حيث ما زال يتذكرهم واحدا واحدا …
واننا اذ نعتبر ان نشر فقرات الكتاب » ثافلوث » بشكل حصري على صفحات وجدة سيتي فخرا لنا ولكل ابناء قرية سيدي لحسن ـ اولاد اعمر ـ شبابا وشيبا ، وكلنا لعبنا : ثافلوث …فشكرا لكم يا ابن بلدي رابح قاسم واعمر نيابة عن كل » أراو نتمورث …أثاعمر »
قدوري الحوسين بن الحاج حمو قصار العمراوي : مدير وجدة سيتي
===================
قاسم رابح واعمر
صدى السنين :
1: ثـفـلـوث.. أو لعبة الحظ
إهداء
ـ1ـ
إلى الذين تعبا كثيرا من أجلى ..
إلى روحي والدي ووالدتي..
إلى إخواني و أخواتي..
إلى زوجتي وبناتي..
أهدى أولى صفحات حياتي.
المؤلف
إهداء
ـ2ـ
إلى أصدقاء طفولتي الذين أعتذر لهم على ذكر أسمائنا،كما كنا ننادى بعضنا البعض،ونحن لا نزال براعما…وإذا خانتني الذاكرة ولم أذكر أسماء البعض فإني أرجو منهم المعذرة…
إلى كل الأصدقاء…قدماء تلاميذ مدرسة سيدي لحسن -أولاد اعمر-أهدى صفحة من طفولتنا جميعا…
إلى الأجيال الصاعدة من أطفال وشباب أولاد اعمر أهدى جانبا من حياة آبائهم وأجدادهم،
إلى:
– روح المرحوم على بن المختار – عاشور
– حمادة بن رمضان – شحلال
– روح المرحوم بلقاسم بن فاتح – السهلى
– عبد السلام بن قدور-السهلى
– محمد بن قادة -الكيحل
– الخضر بن حمو- قدوري
– محمد بن بلقاسم -قدوري
– قروع
– كناد
– بلقاسم بن مسعود ــ قاسم
– فراجي بن حمو صالح-علاي
– أحمد بن أمبارك- علاي
– أحمد بن اعمر- شحلال
– محمد بن عبد العزيز- بودهن
– حمو بن عبد العزيز- بودهن
– محمد بن رمضان – شحلال
– عبد القادر بن رمضان- شحلال
– محمد بن اعمر- السهلى
– أحمد بن محمد بن عاشور- السهلى
– ابريك بن المهدى- السهلى
– محمد بن فراجي – علاي
– عبد الرحمان بن فراجي- علاي
– محمد بن البشير- شحلال
– بوجمعة بن العربي – علاي
– أحمد بن حمادة – شحلال
– بوجمعة بن حمو- شحلال
– محمد بن المختار- عيادي
– محمد بن اليماني- علو
– بلقاسم بن امبارك – علو
– الميلود بن بودجاجة – عيادى
– محمد بن مجديدـ
– سليمان بن الطيب
– البشير بن عبد القادر جبيلو
– مصطفى بن الحاج فاتح – السهلى
– محمود بن بوزيان- عيادى
– على بن العيد- علو
– محمد بن بوجمعة فلالى- السهلى
– اعمر بن رابح – عاشور
– مصطفى بن إدريس- زريفى
– احمد بن حمو ــ قدوري
– محمد بن حموــ قدوري
– البشير بن قصار- قدوري
– أحمد بن الشايطة
– بوجمعة بن عبد الله
– البشير بن أحمد – قداد
– رابح بن الشيخ-أيناو
– ميمون بن الشيخ-أيناو
– قدور بن احمد- ايناو
– محمد بن ايناوـ أيناو
– رحال بن محمد ـ الزيانى
– رمضان بن بوجمعةــ الزيانى
– المختار تابو
– امحمد بن رابح
– فراجي بن موسى لانجريان
– بلقاسم بن البشير- عمري
– عبد السلام بن البشيرــ عمري
– على بن حمو
– محمد بن الطاهر
– فكرودى علال
– فكرودى الحبيب
– فكرودى محمد
– فكرودى العيد
– عمري محمد
– احمد بن حمو
– لغريسى احمد
– بور كبة إدريس
– بور كبة البشير
– عزوزوط حمو
– عزوزوط فراجي
– إلى روح المرحوم حادينى محمد
– على بن مزيان
– محمد بن المهدى
– البشير بن حمو عزة
– امحمد بن عبد القادرــ بالعابد
– محمد بن السنوسى
– عبد الله بن يمينة
– قدور الوجكلى
– شحلال محمد بن امحمد بن موسى
– موغلى موسى
– علاي رابح
– محمدين محمد
مع التحيات الأخوية الطيبة للمؤلف:
رابح بن رمضان – قاسم ـ
الإهداء
ـ 3 ـ
إلى المعلمين المحترمين ،
المربيين لأجيال كبيرة من تلامذة
مدارس سيدي لحسن ـ أولاد اعمرـ أهدي
هذه الصفحات،عرفانا لهم بالجميل ولما تحلوا
به من مكارم الأخلاق ونكران الذات من أجل
تعليمنا…
إلى:
أرواح المرحومين: قدوري حمو قصار وبلعابد محمد
وعلاي عبد الرحمان تغمدهم الله جميعا برحمته الواسعة
وأسكنهم فسيح جنانه…
المؤلف.
====================
من غبش الطفولة
كانت سنوات الأربعينيات من القرن الماضي من أصعب السنوات التي عرفتها منطقتنا من المغرب الشرقي…وقد يفسر هذا بالحرب الكونية الثانية…التي أرخت بضلالها على جميع أنحاء المعمور…فما بالك بالمغرب الذي شارك في الحرب إلى جانب فرنسا بصفتها البلد المستعمر له أو الباسط حمايته عليــه…
كل المنتجات المغربية كانت تنقل إلى فرنساـــ وذلك رغم ضآلة هذه المنتجات في أولاد أعمرـــ فإن السلطات الاستعمارية قد ضيقت الخناق على المواطنين العزل المسالمين، وعلى جميع الفلاحين…صغارا كانوا أو كبارا لكي يجمعوا محاصيلهم الزراعية من حبوب وماشية لتبعث إلى الجبهة…
وقد خلفت هذه السياسة نتائج وخيمة على السكان الذين كانوا يشكون أصلا من قلة الموارد الاقتصادية نظرا للجفاف الحاد الذي خيم على المنطقة لمدة طويلة،فانتشر الجوع وكثرت الفاقة، وضربت الأوبئة أطنابها في الساكنة ولتحصد أعدادا هائلة من الأرواح البشرية …
وكمعظم أهل القرية ونظرا للظروف القاسية التي فرضت على الأهالي،فإن والدي الذي كان تزوج حديثا، لم يجد بدا من النزوح إلى مدينة جرادة،مدينة الفحم الحجري، التي أصبحت قبلة لكل القبائل المجاورة…بل وحتى البعيدة…
وإذا كان الشغل داخل منجم الفحم الحجري قد وجد للنازحين حلا،فإن هذا الحل كان بمثابة أهون الشرين: فإما أن يموت الإنسان جوعا في الهواء الطلق أو أن يسد رمقه ويموت بالتقسيط من جراء مرض السليكوز الخبيث الذي يحدثه غبار الفحم الحجري المتسرب إلي المسالك الهوائية في الجهاز التنفسي للعامل ليسدها شيئا فشيئا…
وخلال تواجده بالمنجم ، تعرض والدي لعدة حوادث الشغل…كان أخطرها كسور في كتفه وعل مستوى الصدر ، بالإضافة إلى إصابته بجروح بليغة برأسه …
يبدو أن والدي وشقيقه الحبيب الذي يكبره سنا كانا على علم تام بآثار غبار الفحم الحجري على صحتهما، لهذا، فبمجرد التحسن النسبي الذي طرأ على الأوضاع عامة عقب انتهاء الحرب،وربما لهطول أمطار الخير كذلك التي خففت من حدة الجوع ووقع الأوبئة…فقد غادرا المنجم وعادا إلى القرية…
نزلت الأسرتان بمكان بقرية « المعدن » يدعى « تايسارت تملالت » وهو المكان الذي سأرى فيه النور في شهر دجنبر 1949…وقد تزامن مولدي مع ذكرى المولد النبوي الشريف…بحيث أدى التفاءل المفرط بوالدي إلى أن أطلق علي اسم » رابح « ….وكان هذا الاسم فيما مضى يطلق على العبيد….وقبل أن ترحل أسرتي من جرادة ، كانت قد رزئت في أختي الصغرى التي كانت تدعى كلتومة…وكان عمرها لا يتجاوز ثلاث سنوات…وحتى لا ألقى نفس المصير فإن المعتقدات كانت تقضي بتسميتي باسم من أسماء العبيد الذين يقال بأن العين لا تصيبهم…
لا أذكر شيئا كثيرا من غبش طفولتي الأولى، ما عدا بعض المشاهد المؤلمة، سواء من جراء الإصابات بالأمراض أو بالجراح أو بوخز الأشواك…
كانت أولى هذه اللحظات التي بقيت عالقة بذهني هو الألم الحاد الذي كنت اشعر به في رأسي ،جراء حمى خطيرة كادت تؤدي بحياتي …حيث كلن وجه والدي يطل علي ويناديني ، وكان يخيل إلي أن صوته يصل إلي من مكان بعيد …وقد علمت فيما بعد أنى كنت مصابا بـ « بوحمرون »…
مشاهد أخرى لا تقل ألما..اذكر منها أننا كنا نصاب بأمراض العيون…وكان هناك مرهم يتداول ضد هذه الأمراض بحيث كنا نجبر على وضع بعض القطرات مباشرة في العيون… ولا أغالي إذا قلت أنه كان يخيل إلي أنهم كانوا يضعون جمرات محرقة في عيني..
انتقلنا بعد ذلك إلى قرية تسمى » إير أنوا وسرى » حيث بدأت شركة تسويق الحلفة في استقبال وتكديس ما يجمعه المواطنون من هذا النبات طيلة اليوم المضني والشاق ، مقابل ثمن بخس،..ومع ذلك فإن المواطنون وجدوا في هذا النشاط متنفسا رغم موسميته وضحالة مردوديته….
ونحن في الطريق إلى هذه القرية…وكنت على ظهر حمار.. الذي كانت حمولته تميل يمنة ويسرة …وكان لا من شخص يسهر على مراعاة توازن الحمولة…وبم أنني كنت قابعا على ظهر الحمار وسط أغراض الأسرة..فإن والدتي هي التي كانت تقوم بهذا العمل…وحتى أجازيها أو أدخل عليها السرور…فقد روت لي بأني طلبت منها السهر علي حتى لا أقع أرضا وعندما أكبر فسوف أصنع لها أسنانا من الحديد كحديد لا فتات المعلومات التي تنصب على جنبات الطرق …وكنت قد رأيت إحدى هذه اللافتات لأول مرة قرب مركز حراسة الغابة ب »بزوز »….
نزلنا جيرانا على بعض أبناء القبيلة أذكر منهم : ألواواش،ومحند النوش،والفضيل، وخالي أحمد قدور،كما أذكر نساءهم الفضليات واللواتي كنا نناديهن بلغة الأطفال ب « باشة وباحة ومعة وأنة…. »
وكانت لوالدي علاقة طيبة مع جميع الجيران…وكان يدخل مع بعضهم في مناقشات ساخرة لا تنتهي …تتوج بالقهقهات الطويلة…
وفى يوم من هذه الأيام الخريفية، وعندما انصرفت الكوكبة نساء ورجال إلي التلال المجاورة لجمع الحلفة بقيت في الخيمة رفقة أخي محمد وأختي فاطمة …ولست أدري كيف جاء ت الفكرة لأخي محمد بأن يهيأ لنا الشاي بالملح بدلا من السكر…مما جعل أختي فاطمة تتقيأ منذ الكأس الأولى ، أما أنا فقد أصبت بنوع من الدوار لم أستفق منه إلا بعد أن ناولتني » باحة » و »أنة » الكثير من الماء الدافئ ثم ضغطتا على معدتي لأتقيأ كل ما شربت من الأملاح …
ومن بين ما أذكر كذلك أسراب الطائرات الفرنسية التي كانت تمر على مقربة كبيرة من خيامنا محدثة أصواتا مزعجة…هذه الأصوات التي كانت ترعبني في البداية… ومع مرور الزمن كنت أخرج كلما مرت وأوجه إليها عصاي لأسدد في اتجاهها طلقات لا تخطئ من فوهة بندقيتي الافتراضية…وكان الكل يهنأني على هذه العمليات الشجاعة…
لم تكن مسألة جمع الحلفة بالمسالة الهينة ، بحيث أن أغصانها الطويلة والرقيقة، الشبه لينة، كانت تنتهي بأشواك حادة كالإبر تلسع اليدين والمرفقين…ولكي يجمع المرء كمية ثقيلة في الميزان، فإنه كان عليه أن يمضي وقتا طويلا محدودب الظهر، متنقلا من نبتة الحلفة إلى أخرى وبيده قطعة خشبية قد لا يتجاوز طولها عشر سنتمترات ، تشد عادة بخيط على مرفق اليد اليمنى حتى لا تضيع..وعند الاستعمال تمسك باليد اليمنى لتلف عليها اليد اليسرى اكبر مجموعة من أغصان الحلفة وبحركة آلية من الشخص الذي يقوم بالعملية…. يجذبها بقوة إلى الأعلى ليقتلعها من أصل منبتها…دون إلحاق ضرر بجذورها التي لا تتأخر في إرسال خلفة للأغصان التي اقتلعت أو يبست…, وإذا أراد المرء أن يكون حذقا ماهرا فإنه عليه أن يعيد الكرة بشكل أوتوماتيكي طوال النهار …مما يولد آلاما فظيعة في العمود الفقري وفي اليدين والمرفقين والساقين بالإضافة إلى وخز الأشواك…
1 Comment
ممكن الكتاب من فضلكم