خلفيات ما سمي بالتغيبات غير المشروعة للأساتذة
في ظرف زمني قياسي، وفي ظروف دقيقة جدا ، وعلى بعد يومين او ثلاثة ايام من الشروع في امتحانات الباكالوريا ، استدعي اساتذة عدد من المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها لأجتماعات طارئة قصد تبليغهم التعليمات والأوامر الجديدة القاضية بضرورة التوقيع يوميا حسب جداول الحصص حتى اثناء الغياب التام للتلاميذ ، والزام الأساتذة بالبقاء في مؤسسات فارغة ، حيث من المعلوم ان التلاميذ على مستوى الثانوي التأهيلي لا يترددون في مغادرة المؤسسات ، يتحدون كل من يقف في طريقهم سواء كان الأساتذة او ادارة لمؤسسة او الأباء ، بل وحتى السلطات على علم بذلك ، ولا أحد يحرك ساكنا سوى احتجاجات الأساتذة التي سرعان ما يخبو صداها ، لأن رجل التعليم تم تجريده من كل صلاحياته وحولوه الى موظف اداري ينفذ التعليمات فقط .
ان هذا القرار اثار اندهاش جميع العاملين في حقل التعليم ، وحتى خارجه خصوصا اذا ما تم وضعه في سياق الأصلاح التربوي والذي ركز بشكل كبير على اهمية الحوار مع القواعد التعليمية بل ذهب تقرير المجلس الأعلى للتعليم ولأول مرة الى ابعد من ذلك عندما اقر بان القرارات كانت تتخذ بشكل فوقي وتفرض على القواعد التعليمية ، ولذلك فان ما ذهبت اليه اجتهادات بعض الجهات فيما سمي ب " التغيبات غير المشروعة لرجال التعليم " يشكل ضربة قوية لمصداقية الأصلاح التربوي ويدفعنا الى التساؤل عن الخلفيات الحقيقية لهذه القرارات الفوقية التي تدمر ما تبقى من كرامة رجال التعليم ، الذين لا زالت بعض عقليات سنوات الجمر والرصاص تعتبرهم ذلك المشجب العريض الذي تعلق عليه كل مشاكل البلاد والعباد . فلماذا اختار المسؤولون هذا الظرف الزمني للشروع في تطبيق هذا المخطط ووضع اللجان لتتبع ومراقبة الأساتذة ؟ ولماذا لم يطبق في الأسدس الأول او بداية الثاني من السنة الدراسية الحالية او المقبلة ؟
أ
أن النقاش الجدي الذي دار بين الأساتذة ، وفي عدد من المؤسات أظهر بشكل واضح مدى نضج القواعد التعليمية ، ورغبتها الصادقة في اصلاح ما افسده الكثير من المسؤولين بوطنية عالية ، وتضحيات متواصلة دون الدعوة او الألحاح على محاسبة ومحاكمة من تسببوا في هذه الكارثة الوطنية ، ولكن بعض الجهات تلجأ الى سياسة القفز على الحواجز ، فيصبح همها الوحيد هو الأيقاع برجال التعليم ، وتمريغ سمعتهم في التراب . الم يكفيهم ما عاناه رجال التعليم منذ اواسط السبعينيات الى الآن ؟ فمن مصلحة من ان يتم تدمير ربان العملية التربوية التعليمية ؟
ان الذين اختاروا هذه لمرحلة الزمنية ، يدركون ومنذ ان كانوا تلاميذ بالمدرسة المغربية ، ان التلاميذ ينقطعون بمحض ارادتهم عن المؤسسة بمجرد انتهاء المقررات لتحضير الأمتحانات وهذه الظاهرة اصبحت من الثوابت في نظامنا التعليمي منذ استقلال المغرب لأسباب متعددة وفي مقدمتها ذلك الكم الهائل من الدروس الذي يتطلب الحفظ ويتنافى مع الجودة النوعية وغيرها …وبالتالي فان تنقل ما سمي بلجان المراقبة عبر المؤسسات في هذا الظرف الزمني سيدفعها حتما الى الخروج بخلاصات واحدة وهي " التغيبات غير المشروعة لرجال التعليم " وبناء على ذلك ترفع التقارير الى المصالح المركزية بالوزارة ، لتهلل بعض الجهات وتؤكد ان تغيبات رجال التعليم من أهم أسباب فشل المنظومة التعليمية …
ان المرحلة الجديدة ، وما يعرفه المغرب من انفتاح ، والتأكيد المستمر على الحداثة والديموقراطية يستلزم من المسؤوليم التريث لآنه لا أحد يملك عصا موسى السحرية لتغيير ما تم افساده خلال اربعة عقود من الزمن ، كما يستوجب التراجع عن القرارات التي تختلق نوعا كبيرا من الأحباط لدى رجال التعليم وتحد من رغبتهم في التفاعل مع اي اصلاح كيفما كان نوعه . فمن مصلحة من ان تبقى دار لقمان على حالها ؟
11 Comments
تحية نضالية كريمة لاستادنا اتمحترم فعتى الاقل هناك رجال لم يبدلوا المعاطف. مثتما عرفتك في القسم استادا مخلصا احترمك لمواقفك اتمبدئية.
ييييييييييياه ، بعد أكثر من عشرين سنة خلال مشاركتنا في الأتحاد السوفييتي لم اسمع عنكم الى يومنا هذا ، ففوجئت وانا اتصفح يوميا جريدة وجدة سيتي التي أدمن عليها لتتبع مختلف أخبار الجهة الشرقية وأخبار سرة التعليم ، فاذا بي فاجأ بصورتك التي جعلتني التهم المقال بشعور غريب شعور النضال شعور الشجاعة المعهودة فيك والذي ما يزال هو هو ونحن في الأتحاد السوفييتي نواجه مؤامرة البوليزاريو في كواليس المؤتمر …. انها ايام وما اروعها من ايام اخي زريبة ، فتحياتي وتقديري اليكم ايها المناضل الشجاع … اما بخصوص الموضوع لذي اثته فاننا جال التعليم في اكاديمية الرباط نتابع عن كثب كل ما يقوم به اساتذة الجهة الشرقية ، وخصوصا اساتذة ثانوية عبد المومن الذين كان لهم الفضل في الخروج ببيان جعل جميع الأساتذة في الأكاديميات التي تجرى فيها التجارب ان يحذون حذو هذه الثانوية المناضلة / وختاما اخي زريبة ورفيقي في درب النضال تحيات جميع الزملاء والرفاق الذين اخبرتهم بمقالكم الشجاع / تحياتي / أخوك الرافعي
أبدأ من حيث انتهى صاحب المقال…نعم يجب ان نتريث لأن الخطب عظيم وقطاعنا يتداعى للسقوط ونحن نكتفي بالتفرج او نناقش بعض صغار الأمور غاضين الطرف عما هو أساس.
نعم يجب أن نتريث وحبذا لو تريث إخواننا قليلا قبل إصدار كل هذه البيانات وما واكبها من تعاليق أوحت بأن هناك حربا ضروسا على نساء ورجال التعليم..أظن بأن قطاع التربية والتكوين ملكنا جميعا ..هو مصدر رزقنا وهو ملاذنا وملاذ ابناء الطبقة الكادحة التي ننتمي إليها.فالأجدر بنا أن نفكر بروية في إنقاذه مما يتخبط فيه وأول ما نبدأ به شيء من النقد الذاتي البناء الذي يمكن أن ينطلق من السؤال التالي : ألم يساهم بعضنا مع أطراف أخرى بطبيعة الحال في تدهور القطاع؟إن هذا اللغط المسموع لم يأت من فراغ ..لهذا فلنتأمل ولنجعل مصيرنا ومصير ابنائنا نصب اعيننا قبل فوات الأوان. وقبل كل هذا ؛ ماذا سنخسر جميعا إذا لزمنا مؤسساتنا دون تغيب إلى أن يحين موعد توقيع محضر الخروج؟ونكون بذلك في وضعية قانونية وفي غنى عن إحراج بعضنا البعض..ولنكن صرحاء فهناك بعض الإخوان والأخوات ؛بمجرد انسحاب آخر تلميذ من المؤسسة؛يغادرون مقرات عملهم إلى مدنهم أو قراهم تاركين الإدارة في حيص بيص حائرة في امرها : أتغض الطرف وتكون بذلك قد أخلت بواجبها؟أم تقوم بالإجراء اللازم فتصبح هدفا للنقد الجارح من قبل الجميع؟
أعود إلى ما بدأت به مداخلتي ..فلنتريث ونترك ردود الأفعال العاطفية جانبا ولنواظب عل الحضور ولنستغل هذه الفرصة لنناقش جميعا هذه المعضلة ..ولنزح عنا التهمة التقليدية: غواية العطل التي يلصقها بنا الخواص قبل العوام ودامت لنا الصحة جميعا لنواجه هذا الوضع الكارثي والسلام./.
إن مغادرة التلاميذ المؤسسات التعليمية مبكرا هي السبب الأساسي في عدم زيارة المدرس المؤسسة ابعض اليام أواخر السنة الدراسية وخلال شهر يونيو تحديدا، لقد نادى رجال التعليم لمحاربة هذه الظاهرة وأبلغوا المسؤولين سواء على الصعيد الإقليمي أو الجهوي أو الوطني، ولكن لا روح لمن تنادي.
لقد كان الأجدر بهم إصدار مذكرات وقوانين تلزم التلاميذ بمواصلة الدراسة وما أكثرها عوض شد الحبل مع المدرس؛(يتبع، لإطلاع القارئ الكريم على اقتراحات في هذا المجال كما تقدمنا بها زمانا).
حسبنا الله ونعم الوكيل.
سنحذوا ان شاء الله حذو المؤسسات الرافضة للقرار،انطلاقا من قناعتنا بأن جل رجال التعليم يقومون بواجبهم وان كانت هناك حالات شاذة والشاذ لا يقاس عليه.
ما هي المحفزات التي تقدمها الوزارة للذين يقومون بمهام اضافية لصالح الناشئة أولا والتعليم ثانية وللوطن ثالثة.
ما هي المحفزات التي قدمتها الوزارة لرجال التعليم الذين ينشطون المؤسسات التعليمية من خلال الأندية الثقافية والرياضية والبيئية والصحية ؟
ما هي المحفزات التي تقدمها الوزارة للمتطوعين من رجال التعليم كلما دعت الضرورة لذلك؟أم أن وزارتنا لا تعرف الا لغة العقاب والترهيب و…و….
عندي اقتراح اقترحه على القراء من رجال التعليم وليعطوا رأيهم فيه ألا وهو تخصيص مدة معينة قد تكون 15 يوما أو أقل أو أكثر تخصصها الوزارة لقضاء الأغراض الخاصة موزعة على السنة وتدخل فيها الأمراض الصغيرة التي لا تستدعي الشهادة الطبية مثل الزكام أو اوجاع الرأس أو العياءء أو اوجاع العادة الشهرية….شريطة ألا يذكر السبب بل يعلل بغرض شخصي.
أما الأمراض فيجب تقديم شواهد طبيية نثبت صحة ذلك.
أظن ان خصصنا للأستاذ هذا الهامش من الزمن خلال السنة فان المور ستسير على ما يرام .
أما لغة الزجر فلن تأتي أكلها ،لأننا سنفقد لغة التطوع والمساهمة في البناء ،ولا أظن أن هناك عاقلا من رجال ونساء التعليم سوف يدخل مجالس التدبير أو اللجن الثقافية والبيئية…….خلال الموسم المقبل ولن يقبل عاقل بتحمل التنسيق في مادته والتطوع بوقته ما دا م البعض يحاول المساس به ،ولتبحث وزارتنا في « الموقف » عن منسقي المواد ومنشطي الأندية،وعن مكلفين بالمختبرات……………………………
في الحقيقة ظاهرت الغياب لدى التلميذ في أ واخر السنة الدراسية أمر لبد منه خصوصا ان تلميذ في حاجة لتلك المدة من اجل توسيع فترت الإستعداد لخوض إمتحانات الباكالوريا ومنه فإن أخد اي اجراء في حق هذا الموضوع ضار بسيد التلميذ إلى انه ليس من المعقول ان الاستاذ يبقى طوال الوقت داخل المؤسسة وبضرورة التوقيع يوميا حسب جداول الحصص حتى اثناء الغياب التام للتلاميذ هذا الامر يجب النظر فيه من قبل الجهات المختصة ودخول مع رجال التعليم في نقشات من اجل معرفة ضرر الناتج عن الإجراء المتخد في حقهم .
وشكرا
مسكين أنت يامن لقب نفسه بعلي سالم
الاغرب من المكرة نفسها ،هو تطبيقها في نيابات دون غيرها ،فمثلا في مدينة بركان ،غادر المتعلمون مؤسساتهم قبل 25ماي و لا من يحرك ساكنا ،فهل نيابة بركان خارج تغطية السيد الوزير؟
فإا سلمنا بان تلامي الثانوي قد يصهب ضبطهم و كدا استعدادهم للامتحان الوطني ،فبم نفسر الغياب المبكر لتلاميذ الاعدادي ،فكما أشرت فقيل 25مايو كانت جل الاعداديات شبه فارغة و بايعاز من الاساتة و الاداريين..
فبالله عليكم ،لم الكيل بمكيالين ؟
أخليت الاعداديات لجعلها مراكز لامتحانات البكالوريا ادن من السبب في تغيب التلاميد?
شكرا لزميلي ’’مدرس’’ على رثائه! وما أحوجنا إلى هذا الرثاء!