دلالة احتفاء ثانوية عابد الجابري التأهيلية بوجدة بالأستاذ عبد المجيد رحماني الحائز على الجائزة الوطنية الأولى للاستحقاق المهني لأطر التربية والتكوين
محمد شركي
وجه لي الصديق الفاضل السيد عبد المجيد رحماني أستاذ مادة علوم الحياة والأرض دعوة كريمة لحضور حفل الاحتفاء بحصوله على الجائزة الوطنية الأولى للاستحقاق المهني لأطر التربية والتكوين للموسم الدراسي 2015/ 2016 ، وذلك يوم الخميس على الساعة العاشرة صباحا بمؤسسة عابد الجابري التأهيلية بمدينة وجدة والتي يعمل بها . وكان الاحتفال متواضعا في شكله ، وفي الحيز الزمني المخصص له بحيث لم يأحذ شيئا من وقت المتعلمين لأنه كان خلال فترة الاستراحة الصباحية إلا أن دلالته كانت كبيرة نظرا لقيمة الجائزة التي حصل عليها هذا الأستاذ المعروف بجديته المنقطعة النظير ، والمنقطع للبحث الدائم والمستمر، والذي يتخذ من مقر إقامته مختبرا لتطوير خبرته التدريسية في مادة تخصصه ،وهو انطباع يرد على ذهن من يزوره في بيته . والأستاذ رحماني رجل دائم التفكير والتأمل في البيئة ومكوناتها بحكم اختصاصه ، وهو معروف بالدقة المتناهية في العمل والبحث وفق الضوابط العلمية المعمول بها في مجال البحث العلمي الرصين ، وهو لا يدخر جهدا في تطوير أبحاثه العلمية المخبرية والميدانية ، ويولي مهمته التدريسية بالغ الأهمية ، وهو صاحب ضمير حي يراعي الخالق سبحانه في عمله ، كما أنه صاحب غيرة على قطاع التربية والتعليم ، ولا يرضى بالأعمال الناقصة والمبتورة والمرتجلة والسطحية والإشهارية ، ولا يكلف بمهمة إلا اضطلع بها جادا كل الجد مقدرا المسؤولية المنوطة به كل التقدير . وهو إلى جانب هذا وذاك رجل زاهد كل الزهد في الأضواء الإعلامية، الشيء الذي يجعله يعمل في صمت ونكران ذاته، ويحتسب أجره على ما يبذله من جهد عند خالقه جل في علاه . ولولا أني ألححت عليه للحديث عن جائزته التي استحقها عن جدارة لما قبل أن ينشر هذا المقال الذي يكشف النقاب للرأي العام التربوي والعام عن قيمة هذه الجائزة المعنوية والتي لا تريد وزارة التربية الوطنية أن تبقى طي الكتمان ،وهي التي أصدرت مذكرة وزارية في الواحد والثلاثين من شهر مارس 2016 تحت رقم 16/022 موجهة إلى المديريات المركزية، والجهوية ،والإقليمية، ومديريات المؤسسات التربوية، والأطر التربوية وموضوعها : « تنظيم الجائزة الوطنية للاستحقاق المهني لأطر التربية والتكوين برسم الموسم الدراسي 2015/2016 » ، وفيها إشارة إلى الدوافع التي حذت بها لخلق هذه الجائزة التحفيزية، وهي تفعيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية 2015/2016 ، وتجسيد المشروع التربوي الهادف إلى تعزيز موقع المدرسة في الحياة العامة ، وتثمين الرأسمال البشري تحفيزا للفاعلات والفاعلين التربويين ،وتقديرا لمجهوداتهم وتشجيعا لهم على التجديد والابتكار من أجل مدرسة مغربية جديدة وفق رؤية تتجسد في مبادىء الانصاف ،وتكافؤ الفرص، والجودة للجميع، ونشر وترسيخ قيم المواطنة، وثقافة الحق والواجب ،وتعميم السلوكات الحضارية . ومعلوم أن خلق هذه الجائزة جاء عبر التنسيق بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين .
ولكم وددت أن يصل وقع حيازة الأستاذ عبد المجيد رحماني على الجائزة الوطنية الأولى للاستحقاق المهني إلى كل أطر التربية في الجهة والإقليم لكون هذا الانجاز يعد تشريفا وطنيا للجهة والإقليم . وكان من المفروض أن يحتفى بمن شرف الجهة والإقيلم الاحتفال اللائق به كما كان الاحتفاء به وطنيا . والاحتفاء بهذا الانجاز جهويا وإقليميا وبصاحبه هو في الحقيقة تجسيد لروح المذكرة الوزارية التي عرفت ديباجتها الإشارة إلى التحفيز، والتثمين، وإعادة الاعتبار، واحترام الكرامة، وتقدير المجهودات، والتشجيع على الاجتهاد والتجديد والابتكار ،والانصاف، وتكافؤ الفرص ، وترسيخ قيم المواطنة وثقافة الحق والواجب ، وتعميم السلوكات الحضارية . ولقد كان حريا أن تغتنم فرصة حصول السيد رحماني على الجائزة الأولى الوطنية للاستحقاق المهني للاحتفاء بها وبصاحبها في محفل يمكّن الأطر التربوية من معرفة قيمة العمل المستحق لتلك الجائزة . وأكاد أجزم أن الأغلبية الساحقة من الأطر التربوية بالجهة والإقليم لا تعلم شيئا عن هذا الانجاز الهام والمشرف للجميع. وكان من المفروض أن تتاح لصاحب الجائزة الفرصة ليكشف للأطر التربوية المسار الذي سلكه من أجل الظفر بهذه الجائزة عسى أن يفيدهم ذلك ويحفزهم على التنافس من أجل الحصول على نفس الجائزة في المواسم الدراسية المقبلة ، وكل ذلك سيكون بطبيعة الحال صالح الناشئة المتعلمة ، ولفائدة الرفع من جودة التعليم .
وإنني لأثمن تشريف المدير الإقليمي السيد محمد زروقي مؤسسة عابد الجابري بحضور الحفل الذي أقيم احتفاء بالأستاذ رحماني بالرغم من مشاغله الكثيرة ، وأنوه بالكلمة التي أثنى بها على صاحب الجائزة معتزا به ، كما أنوه بكلمة مدير المؤسسة السيد حسانة الذي اعتز بدوره بجهود الأستاذ المتميزة ، ولا يفوتني أن أثمن حضور مفتشة مادة علوم الحياة والأرض السيدة يعقوبي التي أثنت الثناء الحسن على الأستاذ رحماني ، وأثمن أيضا حضور الطاقم التربوي لهذه المؤسسة واعتزازه بالشرف الذي حظيت به مؤسستهم .
وفيما يلي العمل الذي استحق الجائزة الوطنية للاستحقاق المهني :
مجموع أو حصيلة هذا العمل هو11 انتاجا، وهو عبارة عن 3 بحوث محررة ، وثلاثة أفلام تربوية ، و5 أقراص تفاعلية على الشكل التالي :
1 ) الانتاج المحرر :
ـ دراسة تجريبية خاصة بالسلوكات الجنسية ، والدفاعية عند الأسماك داخل المربى المائي .
ـ تحليل علمي لمقتطفات من كتاب الحيوان للجاحظ .
ـ جذاذات تطوير المهارات وتقييمها عبر الاحصائيات .
2) الانتاجات التربوية الرقمية ، وهي عبارة عن أفلام وثائقية تربوية وعلمية تتعلق بما يلي :
ـ دراسة تجريبية داخل المربى المائي لتتبع ميداني لمراحل التوالد عند السمك .
ـ التربية البيئية والتعلم ، انتاج وتتبع مشروع بيئي بمدرسة الفردوس الابتدائية بوجدة وادماج مراحله في المقرر الدراسي .
ـ الماء والمرافق الصحية أهميتهما ودورهما في محاربة الهدر المدرسي .
3) الأقراص المدمجة التفاعلية وتتضمن ما يلي :
ـ السلوكات الجنسية عند سمكة البلط الخملي والسمكة الأمازونية تجارب وتمارين مدمجة وشبكة تقويم ودراسة إحصائية .
ـ التربية على حقوق الإنسان عبر التفاعل بين تلاميذ وتلميذات مؤسسة عبد المؤمن التأهيلية بوجدة .
ـ دليل الخرجة البيئية ، ويتعلق الأمر بمنهجية العملية الميداني بالموقع ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية ( مصب ملوية ).
ـ التربية البيئة ، ويتعلق الأمر بمشروع ذي ثلاثة أبعاد : ( تربية بيئية ، بيداغوجيا ميدانية، وتنمية )
ـ جذاذات شبكة المهارات ، ويعلق الأمر بتحليل إحصائي للمهارات المستهدفة في مقرر الجيولوجيا( مستوى السنة الأولى علوم تجريبية وعلوم رياضية ).
وإنني إذ أنوه بمجهودات هذا الأستاذ الألمعي ،وهو زميلي في الدراسة في المرحلة الابتدائية بمدرسة ابن طفيل بوجدة ، وأشيد بعمله المتميز المستحق عن جدارة للجائزة الوطنية للاستحقاق المهني ، أقترح حفاوة مناسبة له على مستوى الأكاديمية و على مستوى المديرية الإقليمية خصوصا وأنه التحق بثلة الأطر المتقاعدة منذ شهر أكتوبر المنصرم ، إلا أنه لا زال مرابطا بالقسم، وهو يقضي فترة التمديد التي تعقب إنهاء مشوار العمل بموجب مسطرة التقاعد المطبقة على الأطر التربوية . وأقترح على جمعية مدرسي العلوم، وفيها فضلاء أن تحتفي هي الأخرى به للتشريف الذي شرف به الجمعية والمادة .
وأخيرا أعبر عن ارتياحي الكبير لتعاطفي مع هذا الأستاذ النموذجي حين استهدف بمؤسسة زيري بن عطية التأهيلية بوجدة والتي قضى بها مدة طويلة إلا تلك إدارتها السابقة لم تعرف قدره ،ولم تعترف بجديته ، وتفانيه في عمله ، وافترت عليه افتراءات باطلة انتقاما من غيرته على مصلحة المتعلمين ، و من جديته في التعامل مع مشروع المؤسسة الذي أرادت به تلك الإدارة العبث ،علما بأنه رجل مشاريع بامتياز، ورجل غيور على مؤسسته ومحيطها وممتلكاتها ، وقد كان له موقف مشرف في عهد إدارة أسبق من اعتدائها على الغطاء النباتي للمؤسسة ، وذلك بقطع عدد لا يستهان به من أشجارها دون وجه حق . ولقد كان مرة أخرى ضحية إجراء إداري كاد أن يحرمه من حقه في الانتقال المشروع إلى مؤسسة عابد الجابري التأهيلية التي يعمل بها حاليا لولا أن تداركته عناية الله وأنصفته من حيف محقق ، ولازال دائما شاكرا لتعاطفي معه في ما مر به من متاعب لأنه فتى أصيل، ومن طينة طيبة تحفظ العهد، وترعى الود ، وهو ذو جرأة وشجاعة إذا تطلب الأمر ذلك ومع ذلك هو رجل حيي . ومما يزيده تألقا أنه ناشط بيئي ممتاز ومتميز يعرف قدره جيدا المختصون في المجال البيئي حين يقدم أعمالا في منتهى الدقة والجودة . ومن كان هذا شأنه لا يمكن أن ينجو من حسد الحساد وكيدهم خصوصا إذا كانوا من الذين يتكلمون ولا يفعلون بل يتكلمون بما لا يفعلون ، وعليهم تنطبق عبارة : » قتلنا الثعبان » التي نسخر بها من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا . وأختم بالقول : لقد كانت الحفاوة بك متواضعة في شكلها إلا أن دلالتها كانت في الحقيقة كبيرة .وأسأل المولى جل وعلا أن يمتعك بموفور الصحة والعافية والسعادة بعد تقاعدك ، وبقية عمرك ، ويجعل سعيك مشكورا يوم لقائه ، ويجازيك كل خير على ما قدمته لقطاع التربية ، وأن يوفقك لتكون بحوثك الجادة وقفا في سبيل الله لفائدة الناشئة المتعلمة وأطر التدريس الشابة.
3 Comments
الحمد لله والشكر لله. وهنيئا لأخينا وصاحبنا وجارنا الأستاذ عبد المجيد الرحماني على هذا الاستحقاق الوطني وهو أهل له لما يتميز به من أخلاق عالية وسلوك راقي. لقد عرفت الأخ الرحماني بثانويتنا العريقة « عمر بن عبد العزيز » منذ 1975 ودرسنا في كلية العلوم برباط الخير وكنا نسكن بمنزل واحد خلال سنوات عديدة. والأخلاق الحميدة فهي أصيلة فيه لأنه معدنه نبيل وهو ابن الشيخ الرحماني رجل العلم والقرآن والتميز العلمي فهو دائما في المقدمة. أطال الله عمرك أخي عبد المجيد وهنيئا ألف ألف ألف …. مرة وبارك الله فيك وفي كل العائلة وفي كل الغيورين على المهنة ومنكم يتجسد : قل للمعلم ووفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا.
الاستاذ رحماني اهل لكل تقدير وتكريم وما حصوله على جائزة الاستحقاق المهني الا دليل على ذلك
عرفته استاذا مخلصا في عمله متفانيا فيه حريصا على البحث عن الجديد في انجاز الدروس وادماجه في ما يقدمه لمتعلميه درء للرتابة والملل
كما انه مثال الاستاذ الذي لا يبخل عن زملائه بما راكمه من خبرات وتجارب يضع رهن اشارتهم كل ما يفيد في الارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية
بارك الله جهودك ووفقك لبذل المزيد
في البداية أتقدم بأحر التهاني الى الأستاذ الفاضل عبد المجيد رحماني على حصوله على الجائزة الوطنية الأولى للاستحقاق المهني وتسلمها من يد السيد الوزير . كما أتقدم بالشكر الجزيل الى ادارة مؤسسة عابد الجابري التأهيلية في شخص السيد المدير وحضور المدير الإقليمي السيد محمد الزروقي بهذا الحفل المتواضع والذي لم يأخد شيئا من وقت التلاميذ ، لأنه أجري في وقت استراحة كما جاء على لسان كاتب المقال . فهنيئا لهذا الأستاذ المجتهد والباحث في مادة العلوم الطبيعية الذي حول منزله الى مختبر يفيذ به الناشئة و طلاب العلوم . هناك فرق أليس كذلك بين أستاذ يخدم الصالح العام همه الوحيد التلميذ و الطالب ، و » أستاذ » يلهت وراء الماديات والماديات فقط . لقد ضيعت ثانوية » …. » أستاذ متميز توج على الصعيد الوطني . وفازت ثانوية أخرى ومن حسن الحظ بنفس المدينة . ومن حقها أن تحتفل وتغتخر بهذا الأستاذ وانتمائه الى طاقمها . وكما قال الكاتب يجب تخصيص يوم بكامله ليعرض هذا الأستاذ الفائز تجربته بوسائل متواضعة على الأخرين يمكن أن يكون التتويج من نصيبهم في المواسم القادمة . وتكون المدينة الألفية متوجة وفائزة كذلك باذن الله .
هنيئا لمدينة وجدة بابنها البار المجتهد . وهنيئا لمدرسة ابن طفيل » جامع الخيرية » التي خطى بها خطواته الأولى . وهنيئا لطريق طايرت بابنها الذي ترعرع بين احضانها ومشى في دروبها وازقتها والتي اختير لها اسم العلامة مهداوي بنسعيد بن عبد الرحمان وعلى فكرة فقد كان الأستاذ المتوج جار للعلامة رحمه الله وأسكنه فاسح الجنان .
وختاما أقول لابد من أن تعمم هذه الجائزة على باقي الإدارات وفي مختلف التخصصات كاعتراف بالجميل للجهد المبذول كاستحقاق مهني .
هنيئا لمدينة وجدة وهنيئا للأستاذ المحترم . والسلام عليكم .
– عكاشة أبو حفصة .