تنبؤات نابليون: عندما ستستيقظ الصين…
مثل جرى على لسان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت عندما قال (عندما تستيقظ الصين فان العالم سيعرف زلزالا). وفعلا كانت الصين في عصر نابليون نائمة ، أو هكذا كان يبدو للناس.و الآن تعد الصين من الدول التي لها باع كبير في السياسة و الاقتصاد و القوة العسكرية، ولها الكلمة في المحافل الدولية . بل إنها تساهم في رسم الخريطة السياسة الدولية وتحديد مناطق نفوذها. ولحد الآن لا تمارس دورها كقوة عظمى.بل إن جهودها اتجهت نحو بناء قوتها العسكرية و الاقتصادية و العلمية.
في أحد الأفلام الوثائقية التي رصدت أسباب تفوق المارد الصيني، اتجه الباحث و الموثق إلى رصد حالة قطاع التعليم في الصين الآن، أي في الوقت الحاضر،فوجد أن الدولة الصينية ومنذ الثورة الثقافية في عهد ماو تسي تونج ،عملت على تعميم التعليم ، وجعلته واجبا من واجبات الدولة. لأن أي إصلاح لا يمر عبر مواطنين جهلة أو في أحسن الأحوال أميين.
الصين في الوقت الحاضر ، خلقت نظاما تعليميا ، يعزل فيه المتفوقون ليدرسوا في مدارس خاصة.و يخضعون لتربية خلقية تتخذ من النظام ركيزة أساسية التلاميذ يتعلمون من خلال الخضوع لهذا الأساس لشيئين رئيسين : الضبط الذاتي أو الانضباط الذاتي: l autodiscipline و الانضباط لقانون المدرسة:. la discipline
ثم يتعلم التلميذ أشياء أخرى كحب القيام بالواجبات المدرسية، و الاعتماد على النفس و المطالعة و البحث، و الاهتمام بالبيئة…
بدون شك راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صور المدرس المغربي في الجنوب المغربي وهو في القسم محاطا ب3تلاميذ ، يستفزونه و يمارسون عليه تهجماتهم بل ويضربونه …وانقلب القسم إلى حمام مغربي من كثرة الصراخ و الصخب، أو شبيه بمجلس النوام في ذروة المناقشة و المعارضة. وعوض فتح تحقيق نزيه ، وإعادة الاعتبار للمدرس يصدر أمر من طرف الجهات المسيرة للشأن التربوي هناك بتوقيفه عن العمل بل و إلصاق المرض النفسي به(أحمق أو مجنون)؟بدون إجراء بحث معمق عن الأسباب و النتائج و الاستماع ال جميع الأطراف و في أقسام أخرى…الخ
وكأننا بهذا القرار نشجع كل تلميذ عل التطاول على مدرسه،وتكون النتيجة هي طرد المدرس عوض معاقبة التلميذ.ومن تجربة الصين يتبين أن أول أمر قررته لتصحيح مسار المدرسة و التدريس هو إقرار الانضباط الداخلي للتلميذ و انضباطه لقانون المدرسة، واحترام المؤسسة و المدرس والقيام بالواجب…
وبدون شك كذلك و بدون نسيان ما تهدف له الحكومة الحالية من قرار إلغاء مجانية التعليم و اللجوء إلى متعلمين بدون تكوين بيداغوجي للقيام بمهمة التدريس .الغاء مجانية التعليم تعد ضربة قاضية و قاصمة لهذا القطاع.
إلا أن السؤال المطروح: إذا كانت الدول التي عرفت تطورا نوعيا وتقدما في العلم و التكنولوجيا و البحوث العلمية و الطبية و في جميع الميادين، راهنت على المدرس، والمدرسة باعتبارها المكان السليم والذي يكون النخبة في كل الميادين،فإننا نتساءل و بمرارة لماذا تعمل الدولة في شخص الحكومة المغربية على إعدام وإقبار التعليم و الإجهاز على بقايا مدرسة و التنكيل بالمدرسين ؟ و هل المراهنة على إبقاء المدرسة مفتوحة في وجه الأثرياء(التعليم الطبقي) وحدهم، كفيل أو يمكن أن يجلب التقدم و اللحاق بركب الدول المتقدمة، و يساهم في الاستقرار الاجتماعي؟
أليس بهذا القرار نساهم في نشر الجهل و الأمية في صفوف عريضة من فئات الشعب(الأغلبية الساحقة)؟ وإذا تخلت الحكومة عن قطاع الصحة سنحصل على أجيال جاهلة أمية و مريضة.و يكون ذلك هو الطريق الميسر إلى تكوين جيش من المرضى و المتطرفين فكريا .لأن هؤلاء لا يملكون سلاحا فكريا قوامه النقد والملاحظة و التحليل و التركيب و المقارنة و التمييز و التعليل و البرهنة… بل سيكنون لقمة سهلة لأنصار الخطب الحماسية و غسيل الأدمغة؟؟؟
التكوين الفكري وترويض العقل على القيام بالعمليات الذهنية العليا وسائر العمليات العقلية المتوسطة و البسيطة، لا يتعلمها الفرد في أي مكان إلا مكان المدرسة الرسمية…
Aucun commentaire