رجل التعليم ….قادر على رفع التحدي…..
شاركت في لقاء تكويني حول "آلية تفعيل مجالس التدبير " بنيابة تاوريرت ,وبكل صدق لم أكن أتوقع أن يكون لهذا التكوين ذلك الوقع الايجابي على رجل التعليم الذي علمني وعلمنا درسا في المسئولية معبرا عن انشغاله وتتبعه لكل ما يجري واستعداده للتضحية والمبادرة والمغامرة والمثابرة والمسايرة ,ان توفرت ظروف ذلك.
حضر اللقاء حوالي 210 مستفيد يمثلون مجالس التدبير من جميع المؤسسات التابعة للنيابة ,وبعد كلمة السيد النائب الإقليمي التوجيهية ,انقسم الحاضرون الى مجموعات من 30 مستفيد ,حيث تدخل المؤطرون السبعة بعرض حول مجالس التدبير من الجوانب التشريعية والتنظيمية ,وطرحوا الكثير من التساؤلات والنقاشات ,لتنقسم كل مجموعة الى ورشات وزعت عليها بطاقات تقنية تدارس خلالها الحاضرون حول عوائق تفعيل أدوار مجالس التدبير والاقتراحات التي من شأنها إعادة السكة الى مكانها ووضع العجلة على الطريق الصحيح ,ثم حررت كل ورشة بطاقة تقنية تم شرح مضامينها من طرف مقرر الورشة لينته اللقاء بوجبة غذاء في جو أخوي مرح وبعده التقى الحاضرون من جديد في جلسة عامة طرحوا خلالها بعض انشغالاتهم أجاب عليها السيد النائب الإقليمي بكل وضوح .
وكنت أحاول الاستماع الى ما يدور في الورشات ,فاتضح لي أن رجل التعليم يملك من الكفاءة ما يؤهله للعب الدور المعهود به والذي سلب منه وساهم فيه أيضا بقبوله الأمر الواقع ومسايرة التسيب والميوعة مما أفقده الكثير من الهبة والمكانة والكرامة والاحترام والتقدير ,وقد أعجبت ببعض الشروح التي تفوق أحيانا ما نعتقده من أن رجل التعليم غائب عن المستجدات,بل العكس غيب وهمش بقدرة وقادر وإصلاح غابر وغمام غير عابر ,فأصبح أمام واقع الحال صابرا مترقبا متفرجا .
ان ما تتقدم به وزارة التربية الوطنية من إلقاء العبء الأكبر للتردي على كاهل رجل التعليم يحمل الكثير من المغالطة والمغامرة,وان كل ما تنوي الوزارة إصلاحه من بنايات وتجهيزات وظروف عامة طابعها المادي هو الغالب لن يعطي أكله ,ان لم تنتبه الى ما يشكله رجل التعليم من قوة ضاربة قادرة على التحدي وقادرة على الإبداع والتفنن والتجديد والتأقلم ,إن تم إشراكها فعليا وإقحامها عمليا في كل القرارات.
الجميع يعترف أن الإصلاح قد توقف عند باب المؤسسة ,وفي نفس الوقت ومن بين التساؤلات التي طرحت هذا المخطط الاستعجالي الذي يحمل الكثير من المبالغة منها العزم على تحقيق التجهيز التام لكل مؤسسات البوادي عند الدخول المدرسي القادم ,ثم تراجعه تدريجيا وتأجيل ذلك الى أربع سنوات,وقد تصبح أربعين سنة" لا نتمنى ذلك" ,ومن الأسئلة التي أحرجنا بها عدم ثقة رجل التعليم في وزارته ففي وقت نزل أعضاء المجلس الأعلى للتعليم الى الميدان مؤازرين بموظفي وزارة التربية الوطنية ,في وقت فوجئ الجميع بالمذكرة 60 المتعلقة بالدخول المدرسي القادم والتي تحمل بين طياتها الكثير من التراجعات ,أكثر مما تحمل إجراءات عملية بل ويعتبرها البعض تتناقض مع ما تروجه الوزارة عند قولها بمحاربة الاكتضاض عندما تنص المذكرة على عدم تجاوزه 45 في القسم ,اللهم ان كانوا يعتبون هذا العدد ليس من باب الاكتضاض.
ان رجل التعليم يشك في بعض النوايا ويتريث في التعامل مع الخطوات ,رغم ما يحمله من أمل وقدرة على المشاركة في البناء والمساهمة في التغيير .
– عندما يطرح رجل التعليم أنه لا يحتاج أحيانا الا لمجرد كلمة شكر فماذا تقولون؟.
– عندما يتحدث رجل التعليم على أنه قد يبذل مجهوادات ويساهم في الباءات التربوية لكنه يكافأ وبنقط مثل من لا يقوم بأي دور بل أحيانا يصاب بالحيف لأنه جبل على قول الحقيقة. فماذا تقولون؟
– عندما يقول رجل التعليم بأنه يحتاج الى تفعيل أدوار مجالس التدبير عن طريق انتخابات حقيقية واعتبارات واقعية واختيارات لمن يستحق أن يمثل رجل التعليم ويملك من الكفاءة ما يؤهله لذلك.فماذا تقولون؟
– عندما يقول رجل التعليم أنه يتقدم بمبادرات للشراكة ولم تجبه الادارة لكثر من ستة أشهر .فأي مسطرة هاته؟
– عندما يقول رجل التعليم أن مجلس التدبير يتداول في دريهمات في غياب الاستقلال المالي أو على الأقل تفويض اعتمادات الصيانة والتسيير. فماذا تقولون؟
– عندما يقول رجل التعليم بأنه جهز القاعة المتعددة الوسائط منذ سنتين ولا زال ينتظر الحواسب في إطار مشروع جيني. فماذا تقولون؟
– عندما يقول رجل التعليم بأنه عندما يحاول تنظيم نشاط داخل المؤسسة يجد نفسه يتخبط وحده في الإعداد لها بل ويصبح حديث المقاهي. فماذا تقولون؟
– عندما يقول لك رجل التعليم ماهي الطرق التي تعتمد في تدريس الأقسام المشتركة المفبركة المفككة والتي تضم ست مستويات. فماذا تقولون؟
– عندما يقول لك رجل التعليم أنه قام ببحث معمق لبحث معضلة الهدر المدرسي فوجدها تكمن في انعدام المرافق الصحية خاصة بالنسبة للفتيات ,وأنه قام بعقد شراكة لإقحام التعليم الأولي وبمساهمة من أساتذة المؤسسة ماديا لأداء أجرة المربية ومع ذلك لم يتوفقوا لانعدام المرافق الصحية .فماذا تقولون؟
– عندما يقول لك ما تفسير اختيار عدة كتب داخل نفس المدينة وعلى أي أساس وما هي معايير الاختيار. فماذا تقولون؟
ان رجل التعليم يحمل هما ويعكس غما ,يئن وحده ويضمد جراحه وحده ,يستغيث ولا يجد المغيث ,يعترف بأنه مقصر لكنه مغيب ومهمش,يعترف بأنه لا يساير لأنه لا يستشار قبل اتخاذ القرار.
اسمحوا لي هذه مجرد مقتطفات من انطباع شخصي وتتبع ورصد لرجل رأيت فيه عزيمة وإرادة وحيوية وقدرة علة الإسهام والمساهمة فقط يحتاج أحيانا الى دعم معنوي فلا يجده .
اللهم أجب دعوته وفرج كربته من هم أثقل كاهله وأفقده الثقة في نفسه وغيره ,انك
6 Comments
M. Lamakaddam : vous parlez des professeurs comme des personnes à besoins spécifiques, des attardés mentaux dont les plus petites manifestations d’intelligence sont perçues comme des prouesses dignes d’être notées, étudiées,commentées, rapportées. Vous oubliez que les personnes dont vous parlez sont les acteurs de l’action pédagogique, que ce sont eux sur qui repose, pour le meilleur et pour le pire, tout le système éducatif.Parler d’eux de la sorte, c’est les considérer comme des dégénérés qu’il faut voir comme des objets de curiosité.
سلام الله عليك أخي محمد بلمقدم ، إن ما جاء في تدخلات المشاركين في اللقاء التكويني من تعثرات ومشكلات تحول دون تفعيل الأدوار المنوطة بالمجالس التدبيرية لايعرفها في الحقيقة إلا الأطر التعليمية العاملة في الميدان ، وأقصد السادة الأساتذة بالدرجة الأولى والسادة المديرين بالدرجة الثانية وزملائي المفتشين بالدرجة الثالثة وباستمرار تهميش وإقصاء هذه الأطراف من المساهمة في إعداد مشاريع الإصلاح على ضوء المشكلات الحقيقية للتعليم ، فإنه يستحيل أن تنخرط الأطر السالفة الذكر في تنفيذ هذه المشاريع ، و بذلك لن تقوم للإصلاح قائمة أبد الدهر.
آمين يا رب.
لقد كانت المرة الثانية التي وجدت فيها نفسي أمام مؤطر في المستوى بعد المرة الاولى التي قدم فيها إلينا مؤطر محترم من نيابة الناظور منذ سنة تقريبا..و لذلك أدعو النيابة و الأكاديمية أن تتفق مع هذين السيدين المحترمين ، الأول في المجال التربوي و الثاني في المجال الإداري..أما غيرهما فلا يحسنون إلا النقد و تعداد المشاكل التي يعرفها كل الناس ..نريد من يفيدنا و يشرح صدورنا للعمل و ليس من يتظاهر امامنا بأنه شجاع في وقت أصبح كل واحد يزعم أنه شجاع…فشكرا للسيد صاحب المقال.
كان من المفروض أن تكون لمجالس المؤسسة(تدبير+تربوي+اقسام+..) دورا اساسيا في ارساء الاصلاح المنشود كما جاء به الميثاق. لكن شيئ من هذا لم يحدث و بشهادة ( البنك الدولي و المجلس الاعلى و المواطن البسيطو…). ورغم ان ميزانية التربية و التكوين ضخمة جدا مقارنة مع الامكانيات الشحيحة التي يتوفر علها الوطن. فما هو سر هذا الفشل الدريع و « المستحق »؟
اعتمدت في التحاليل (سواء للبنك او المجلس الاعلى) مؤشرات و احصائيات عادية و كلها تفترض أن منظومتنا التربوية تخضع كشقيقاتها في العالم الى منطق : غايات و اهداف مشروع مجتمعي مرغوب فيه واضح المعالم+ برامج ومناهج تفي بالغرض+ اطر تربوية مؤهلة لتنفيذ الدور المنوط بهم+ تقويم تربوي لكل المراحل + تعديل في كل شيئ غير ملائم لالهداف و الغايات .
وكل متتبع بسيط منغمس في الشأن التربوي المغربي سيستنتج انه لا علاقة لمنظومتنا التربوية بهذا المنطق . فقد ابتلت منظومتنا بمسؤولين « بإسم التخطيط » او على الاصح « التخبيط » بعتوا فسادا بمنظومتنا التربوية و اوصلوها الباب المسدود (كادنت المنظومة التخلص من احد عرافيها الكبار « الحادك » عن طريق المغادرة الطوعية لكن سرعان ما عاد من النافدة كمستشار للوزير لتبقى الامور على حالها و يستمر العبث). ويكفي ان اعطي بعض الاشارات لمنجزات هؤلاء في تخريب المنظومة التربوية:
1- مجالس الاقسام و التوجيه افرغت من مهامها و الخريطة المدرسية تحدد النتائج خارج السياق التربوي و خارج متطلبات الميثاق و اذا اكد الميثاق انه لا يمكن لأي تلميذ ان يحصل على شهادة التعليم الابتدائي او الاعدادي الا عند حصوله على المعدل او بعد مداولات فإن جل التلاميذ يحصلون على هذه الشواهد رغم انف المحالس كلها و بدون معدل و بدون مداولات و بالتالي حتى الاحصائيات التي اعتمدها المجلس الاعلى فهي غير و اقعية . اما نسب التكرار فهي من صنع الخريطة المدرسية و لا تعكس حقيقة المردودية و ما هو خطير ان يقرر المجلس الاعلى و البرنامج الاستعجالي بتقليص نسبة التكرار ب 50% وسيتحقق ذلك بجرة قلم « تعليمات » جارج السياق التربوي « امر الخريطة » وانا اتساءل اذا كان الامر مجرد ارادة تترجم الى امر بنجاح دون مواصفات تربوية فلماذا لا نقرر بجرة قلم ان تكون نسبة النجاح 100% و السلام.
إن العبث بالمنظومة التربوية سيستمر ما دامت الامور تقرر خارج المجالس دون الاخد بعين الاعتبار الجانب التربوي …….
شكرا جزيلا للأستاذ قنوش والذي يتابعنا من بعيد ويرصد كل الكتابات ويدلي رايه في كل المناسبات ,وشكرا الى الأخ المستفيد على هذا التقدير الذي لا أستحقه لهذه الدرجة ,بل ان واجبي وضميري يفرض علي التعامل مع كل مهمة اكلف بها بما يتطلب الأمر من جدية ومثابرة لارضاء الله سبحانه وتعالي ثم لأكون عند حسن ظن الأاف المستفيدة,وهو واجب قبل كل شيء .
وشكرا للأستاذ الكاتب السيد زايد الطيب والذي أتابع كل كتاباته رغم اختلافي احيانا مع آرائه وهي طبيعة بشرية الا أنه يتميز عادة باللياقة والجرأة الأمر المطلوب في القراء والبمعلقين ,وفي هذه المرة أختلف معه في قوله تصنيفي الأساتذة تصنيفا لا يليق بهم ,ومن أكون حتى أتجرأ على هذا الوصف . أخي الكريم انني أعلم أن الكثيرين من الأساتذة يملكون قدرات ومهارات ماهرة وامكانيات قاهرة ,لكن الباب موصد في وجههم وهذا هو المقصود من مقالي. انني أنبه المسئولين على أن رجل التعليم مغيب وتغييبه يعرقل كل اصلاح واشراكه قد يساهم في بناء مجتمع متكامل متخلق ومتعلم ,وعلى العكس ان وزارتنا هي التي تصنفه كذلك وان كان بعضهم وبعضنا ومن كل الفئات قد انفلت منه زمام المبادرة واصبح شبه غائب فلله الحمد لا زال التعليم يملك رجالا قادرين على النهوض به ان وفرت لهم ظروف ذلك,ولنا عودة الى الموضوع ان تيسر ذلك.