في إطار الحركة الانتقالية الجزئية الأخيرة لرجال السلطة التي أعلنت عنها مصالح وزارة الداخلية،  ترأس السيد محمد مهيدية  والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد يوم الثلاثاء 9 غشت 2016  بمقر الولاية حفل تنصيب السيد:

– عبد الحق المروع، قائدا، رئيسا للملحقة الإدارية الخامسة، بالمنطقة الحضرية وجدة سيدي إدريس القاضي

– و السيد  بوبكر خروبو، قائدا، رئيسا للملحقة الإدارية 15 التابعة للمنطقة الحضرية سيدي يحي،  وذلك بحضور السيد رئيس المجلس العلمي المحلي ومختلف المصالح العسكرية والأمنية  والهيأة القضائية ورجال السلطة والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي وسائل الإعلام وهيات المجتمع المدني،

حيث تقدم السيد محمد مهيدية والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد  بالكلمة التالية :

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

يطيب لي في مستهل هذا اللقاء أن أعرب لكم عن خالص شكري، على تلبيتكم الدعوة لحضور حفل تنصيب السادة رجال السلطة الجدد الذين التحقوا للعمل بالنفوذ الترابي لعمالة وجدة أنكاد و الذي يندرج في إطار الحركة الانتقالية التي دأبت وزارة الداخلية على تنظيمها .   و ذلك بهدف خلق دينامية جديدة في دواليب الإدارة الترابية، وتعزيزها بأطر ينتظر منها المساهمة بفعالية في مسار التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والعمرانية التي أرسى دعائمها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من خلال  تبني مفهوم جديد للسلطة وضع جلالته خطوطه العريضة في خطاب 12 أكتوبر 1999 الموجه إلى مسؤولي الإدارة الترابية و أطر الإدارة المركزية و ممثلي المواطنين.

لقد شكل هذا المنهج الجديد قطيعة واضحة مع أساليب العمل في الماضي، و الذي ركز على مختلف مهام و مسؤوليات السلطة، التي أصبحت تضمن في المرحلة الجديدة حماية الحريات الفردية و الجماعية و تصون حقوق المواطنين و تتيح الظروف المناسبة لترسيخ و توطيد دولة الحق و القانون كما ارتبط المفهوم الجديد للسلطة برعاية و حماية المصالح العمومية و متابعة حسن سير الشؤون المحلية و السهر على الأمن و الاستقرار و المساهمة الفعالة في المحافظة على السلم الاجتماعي.

و لا جرم في أن تنزيل المفهوم الجديد للسلطة كان له أثر مباشر و ايجابي على المكانة التي  أراد جلالة الملك للمواطن أن يتبوؤها في رؤيته الشمولية لتنمية البلاد فوضعه في صلب انشغالاته  ليحتل الصدارة في خطاباته للأمة، حيث اعتبر جلالته  أن الوطن لايكون إلا بالمواطنين، و جعل من صيانة كرامة المواطن الهدف من كل الإصلاحات والمبادرات التنموية. وكما جاء في إحدى خطب جلالته :

 » إننا نعتبر أن الرأسمال البشري رصيدا أساسيا في تحقيق كل المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية »

  و لبلوغ هده الغايات انخرط المغرب في مراجعات عميقة لعدد من التشريعات و القوانين بهدف خلق مناخ ملائم  لممارسة مختلف الأنشطة  سياسية كانت ، اقتصادية أو اجتماعية. و لعل دستور 2011 ، الذي اعتبره صاحب الجلالة في خطابه « خطوة أساسية في مسار ترسيخ نموذجنا الديمقراطي التنموي المتميز … مع الحرص على قيام كل المؤسسات والهيئات بالدور المنوط بها على الوجه الأكمل والالتزام بالحكامة الجيدة، بترسيخ العدالة الاجتماعية ، وتعزيز مقومات المواطنة الكريمة » لخير مثال على ذلك.

            و موازاة مع الإصلاح الدستوري تم تبني خطة جديدة للرقي بالإدارة العمومية و ذلك بتثمين الرأسمال البشري و تعزيز روابط الثقة بين الإدارة والمواطن، من خلال الرفع من أداء الإدارة والارتقاء بها إلى مستوى النجاعة والفاعلية والمردودية، وكذا تحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين وتسهيل الولوج إليها، فضلا على تنزيل أحكام الدستور في شقه المتعلق بالحكامة وبتخليق المرفق العمومي ودعم الشفافية في التدبير العمومي.

      أيها الحضور الكريم.

  وفي ظل هذه الدينامية المستمرة ، عرفت بعض الوحدات  الإدارية التابعة لعمالة وجدة أنكاد برسم هذه السنة تغييرا على مستوى رئاستها، وفي هذا الإطار تم  تعيين:

*السيد عبد الحق المروع، قائدا، رئيسا للملحقة الإدارية الخامسة، بالمنطقة الحضرية وجدة سيدي إدريس القاضي، خلفا للسيد محمد بوحيات، الذي رقي لمنصب رئيس منطقة حضرية بعمالة سلا.

     السيد عبد الحق المروع، من مواليد 1985 بمدينة الصويرة، متزوج، حاصل على شهادة الماستر في الهندسة الكهربائية من كلية العلوم و التقنيات بجامعة القاضي عياض بمراكش سنة 2012 و دبلوم المعهد الملكي للإدارة الترابية الفوج 51 برسم سنة 2016.

    * كما تم تعيين السيد بوبكر خروبو، قائدا، رئيسا للملحقة الإدارية الخامسة عشر التابعة للمنطقة الحضرية وجدة سيدي يحيى،

        السيد بوبكر خروبو، من مواليد 1983 بمدينة سلا، متزوج، حـــاصل على شـــهادة المــــاســـتر في الاتـــــصــــالات  و المعلوميات بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط سنة 2013  و دبلوم المعهد الملكي للإدارة الترابية الفوج 51 برسم سنة 2016.

أيها الحضور الكريم.

من البديهي أن مهمة رجال السلطة لا تمارس من داخل المكاتب نظرا لطبيعتها المرتبطة بتدبير المجال ورعاية مصالح السكان، لذلك نحث السادة رجال السلطة، في إطار تجسيد سياسة القرب، على الحضور اليومي والدائم في الميدان لملامسة الواقع من خلال الاقتراب من المواطنين والاستماع إليهم والإلمام  بمشاكلهم وإشراكهم  في إيجاد الحلول المناسبة.

و ذلك ترسيخا للدينامية التي تم تأصيلها من خلال المفهوم

 الملكي للسلطة الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده

   كما نهيب بكافة رجال السلطة وأعوانهم بالتحلي باليقظة والحزم والالتزام بالنزاهة والحياد الايجابي خلال الاستحقاقات المقبلة التي ستعرفها البلاد.

     وايمانا بأهمية توفير الأمن لاعتباره الركيزة الأساسية التي يمكن عبرها الانطلاق لتحقيق متطلبات التنمية والديمقراطية ، ندعو كافة رجال السلطة في تنسيق تام  مع مختلف المصالح الأمنية بمختلف مستوياتها إلى  مواصلة الانخراط في المقاربة الاستباقية ضد  مختلف المخاطر من أجل المحافظة على أمن وسلامة المواطنين، واليقظة المستمرة لهذه الأجهزة من أجل التصدي لكل المحاولات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار البلاد،  و ذلك ترسيخا لمفهوم الحكامة الأمنية التي لا تكتمل إلا بتكامل عمل الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان حياة كريمة للمواطن والجماعات داخل الدولة.

أيها الحضور الكريم.

لا يسعني  في ختام كلمتي هذه إلا أن أنوه بالخدمات والجهود الحميدة التي بذلها رجال السلطة  الذين غادروا مهامهم، و أشكرهم على جديتهم وتفانيهم في أداء واجبهم، متمنياً للجميع التوفيق والعون في مسؤولياتهم الـمُسْتَقبلية.

      وبالـمُقَابل، فإن جميع الفعاليات ، من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية ومنتخبين ومسؤوليين إداريين واقتصاديين ومهنيين ومجتمع مدني، مدعوة إلى تسهيل مأمورية رجال السلطة وتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لهم في إطار الاحترام المتبادل والغيرة الصادقة على المصالح العليا للبلاد تحت القيادة الرشيدة لمولانا المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه ونصره.

« وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ » صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته