تحصل على ميزة في الباكلوريا دون المرور بسلك الابتدائي
إنها وسام العربي تلميذة مثابرة من حي بودير بوجدة، نموذج في علو الهمة وتحدي الصعاب، حصلت هذه السنة على شهادة الباكلوريا مسلك الآداب في ثانوية للا أسماء التأهيلية بميزة مستحسن، رغم أن أسرتها رفضت تسجيلها في السنة الأولى ابتدائي كباقي أقرانها خوفا عليها.. فما قصة وسام؟
لماذا رفض والدها تسجيلها في المدرسةّ؟
يقول والدها السيد حسن العربي، وقد أنهكه المرض ونهش جسمه النحيف: » كنت مدمنا على الجرائد، وكنت أتتبع كل يوم أخبار الجرائم والاغتصاب.. فكان هاجس الخوف على بنتي الوحيدة هو الذي جعلني أمتنع عن تسجيلها في المدرسة. كنت وقتها مُعلما في نواحي كرسيف وتوقفت عن العمل بسبب العجز الصحي (بسب التلف الذي أصاب رئتي اليمنى).
يواصل الوالد حديثه، وعلامات الأسف على محياه: « بعد ذلك شعرت بالندم وبدأت أعطي دروسا لابنتي في البيت بنفسي، وضعت لها برنامجا يعتمد على القراء والكتابة باللغتين العربية والفرنسية ثم الحساب… ولمست فيها رغبة أكيدة في التحصيل والاجتهاد… قدمت ترشيحها لنيل شهادة الدروس الابتدائية ضمن قائمة الأحرار، وبعد ثلاث دورات، تمكنت من اجتياز الامتحان في سنة 2000 »
و ماذا عن المرحلة الإعدادية؟
الوالد: واجهتنا مشاكل في التسجيل في الإعدادي، إذ رفضت النيابة الإقليمية بوجدة تسجيلها ونصحوني بالتوجه نحو التكوين المهني، لكن وسام كانت مصرة على متابعة دراستها، فاضطررت إلى التوجه إلى وزارة التربية الوطنية في الرباط… لم يسمح لي حراس الأمن بالدخول إلى مكتب السيد الوزير، فحررت رسالة استعطاف إلى وزير التربية الوطنية وأرسلته في البريد المضمون، ثم أرسلت ملتمسا إلى كل من السيد مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد (محمد أبو ضمير آنذاك)
بعد وقت وجيز جاء الفرج وتوصلت بمراسلة من النائب الإقليمي تخبرني بالسماح بتسجيل ابنتي في إعدادية عبد الرحمن بن عوف.
كنت أرافقها يوميا إلى الإعدادية و ينوب عني أخوها في غيابي. لكن حين وصلت إلى البكالوريا ، سمحت لها بالذهاب لوحدها.
بعد إنهائها لمرحلة الإعدادي، انتقلت إلى ثانوية للا أسماء التأهيلية وفي هذه السنة حصلت على ميزة مستحسن بمعدل: 13.95 ، بدون دروس الدعم.
أثناء لقائنا بوالدها الذي تحفظ على التسجيل معه خجلا من جسمه النحيف، كان السيد ناظر ثانوية للا أسماء يرفع من معنوياته ويخفف من وطأة الشعور بالندم على عدم تسجيل ابنته في سن التمدرس. السيد الناظر أثنى على انضباط التلميذة وسام وتنويه الأساتذة باجتهادها، مضيفا أنها حصلت على نتائج مشرفة في المراقبة المستمرة في الأولى باك: 16.18 .
ماذا بعد الباكلوريا؟
يقول السيد حسن العربي: لن أفرض على بنتي أية شعبة، لكنني أتمنى من أعماقي أن تتوجه نحو الحقوق، وبذلك تتمكن من الدفاع عن حقوقها.
إنجاز: مصطفى بلطرش
1 Comment
مبروك إلا أن أبوضمير كان يخرق القانون بتسجيله غير ممدرسي ما يعني أن الباكالوريا من هدا القبيل مزورة