واقع المساعد التقني بالصيدلية بين غياب تنصيص قانوني وتوصيف وظيفي
بقلم/ غزلان السعيدي
تجسيدا للحمة وطنية بقطاع الصيدلة وتعرية لواقع قانوني واقتصادي واجتماعي للمساعدين التقنيين بالصيدلية واعترافا بالدور الهام المنوط بهم بالمنظومة الصحية ,ارتأت جمعية الخلود للمساعدين التقنيين بالصيدلية لولاية وجدة تنظيم ملتقى وطني سادس تحت شعار « المساعد التقني بالصيدلية :نضال من أجل هوية »وهي تيمة اختزلت الواقع المرير الذي ينغص مسارها العملي في غياب تنصيص قانوني وتوصيف وظيفي يضمن لها حقوقها وكرامتها من قبل الوزارة الوصية والمشرع المغربي .
وفي هدا السياق ندد رئيس الملتقى المختار زعيمي بالحيف والتهميش الذي يطال هاته الشريحة قانونيا وتشريعيا, وعن قيمتها الوظيفية جزم بأن المساعد التقني بالصيدلية يعد حلقة قوية في المشهد الصحي وعلاج المرضى,وفي نفس المنحى أكد رئيس نقابة الصيادلة الدكتور خالد الصفراوي » أن هوية الصيدلي هي من هوية المساعد التقني وهوية المساعد التقني هي من هوية الصيدلي وكلانا نستقل مركبا واحدا »
وعن الجمعية الوطنية للمساعدين التقنيين بصيدليات المغرب وضح الحسين تمزاورت عضو المكتب المسير » أن موضوع الهوية أمرا شائكا نناضل ونحيا من أجله في معركة من الاكراهات واللوبيات والانشقاقات لكن تكاثف جهود الجمعيات المحلية واستجابة الجهة الوصية الفعلية ووحدة الرؤى والهدف سيكسر المستحيل ويحقق مشروعية القطاع .
وفي كلمة لرئيس قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة الدكتور علي بركي نوه بالدور الفعال للمساعدين التقنيين بالمنظومة الصحية معبرا عن سروره العميق بمشاركته في الملتقى ,وبنفس الأريحية أشادت رئيسة جمعية الامل بالناظور بنجاح الفعالية لكونها قد جمعت شمل الصيادلة بمساعديهم وعبرت عن معاناتهم بصدق قانونيا وتشريعيا وعمليا .
كما أثثت جمعية الخلود للمساعدين التقنيين بالصيدلية لمحاضرات قيمة ,ألقاها كل من الصيدلي الدكتور عبد الحميد بيطاري الاولى بعنوان: التغذية والصحة تناول خلالها أثر السليمة والمتوازنة منها على الجسم والعقل مبرزا أهمية الخضر والفواكه والجافة منها في الوقاية من الأمراض وانتهاج نظام غذائي طبيعي وممارسة الرياضة هما السبيلان للنقص من ارتفاع الوزن وحالات الاكتئاب .
ومن جهة أخرى عدد الدكتور زكرياء قباج مسؤول بمختبرات سيرفيي للأدوية الخصائص العلاجية ل DAFLON 500 وميزة التنعيم التي تختزل فترة العلاج والألم في محاضرة عنونها « أمراض البواسير والاوردة » .
وبتعريف الضغط الدموي وأنواعه وسبل الوقاية منه وكيفية التعايش مع المرض الذي مثل اشكالية عظمى لدى الوزارة الوصية ومنظمة الصحة العالمية, كانت محاور محاضرة ارتفاع الضغط الدموي القاتل الصامت التي أطرها الدكتور يوسف حديدو أخصائي في أمراض القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة.
وتنويها بالخدمات الاستشفائية والإنسانية وإكبارا للجهود المبدولة في البحث العلمي والتفاني في العمل توجت جمعية الخلود المحاضرين بأدرع الملتقى الوطني السادس وشواهد تقديرية للجمعية الأخوية بالرباط وجمعية البوغاز بطنجة وجمعية الوحدة من خريبكة وجمعية التنمية لمساعدي الصيادلة بسلا وجمعية الأمل بالناظور وجمعية تاهلة وجمعية النور بفاس وفرع الجمعية الوطنية بأكادير فجمعية عين أسردون ببني ملال وجمعية الريف للمساعدين التقنيين بالصيدليات بدريوش .
وفي اليوم الثاني من عمر الملتقى ألقى الكاتب العام للجمعية الوطنية للمساعدين التقنيين بالصيدليات بالمغرب الدكتور كريم أزماني مطر محاضرة بعنوان المساعد التقني بالصيدلية :نضال من أجل هوية ,والتي جزم من خلالها انه » منذ سنة 2009 قدمنا رؤية واضحة لقانون منظم للقطاع وحرصنا على أن يتخد شرعية عالمية ,احتراما للهوية التي هي محور وجودنا ومكابدتنا مستحضرين تجارب ناجحة لكندا وسويسرا والأردن وأمريكا اللاتينية لاقناع الدولة بقوة المشروع وحفاظا على كرامة المساعدين التقنيين بالصيدلية « كما أكد في اللقاء التواصلي بين هاته الشريحة الهشة قانونيا وتشريعا وفعاليات المجتمع المدني أن مصطلح تقني يعد حدا فاصلا بين مساعد صيدلي وصيدلي, على النقيض نجد على مستوى الممارسة الأول ينوب عن الثاني نيابة تامة اذ أن معدل حضوره لا يتجاوز عشرين دقيقة يوميا مقابل ثمان ساعات وأكثر في غياب تنصيص قانوني ينصفه وتوصيف وظيفي يكرمه,واستطرد موضحا أنه » من المستحيل ان يؤطرنا قانونا واحدا فالعامل بالمعمل يشتغل على جماد ونحن نشتغل على بشر مع احترامنا لكل المستخدمين والأجراء ولا نمتعض من المصطلحات لكن المهن التي تشتغل عليها منظومة الصحة هي الوجود « وعن الاكراهات التي تعبد سير القطاع في وضع صحي صبت مداخلة الدكتور ادريس الوزاني امين مال الجمعية الوطنية للمساعدين التقنيين بالصيدليات بالمغرب والتي عدد بصددها الخروقات التي يمارسها الصيادلة على مساعديهم التقنيين بالصيدلية , كعدم احترام الحد الأدنى للأجور وغياب التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وزيادة ساعات عمل اجبارية بدون مقابل وحرمانهم من العطل وغيرها من المنغصات التي تكدر صفو حياتهم…
وقبيل أن يسدل الستار عن النسخة السادسة من الملتقى الذي احتضنه المركز الثقافي من السابع إلى الثامن من ماي ,علقت امال كثر ورهانات عظمى من قبل المساعدين التقنيين بالصيدليات عسى الوزارة الوصية والحكومة تبشرهما بتنصيص قانوني وتوصيف وظيفي يحفظ كرامتكم وحقوقهم ويبقى السؤال مطروحا وعالقا من لدنهم من نحن؟ وماذا نريد؟ والى أن نسير؟
Aucun commentaire