Home»Régional»الشباب وصناعة المستقبل

الشباب وصناعة المستقبل

0
Shares
PinterestGoogle+

كلمة السيد مدير ثانوية الجاحظ الإعدادية بمناسبة الندوة العلمية لجمعية حوار النسائية يوم الاثنين 28/4/2008 بنادي محمد لقاح بمؤسسة الجاحظ وجدة

تحت عنوان : الشباب وصناعة المستقبل
من تنشيط الدكتورة نزيهة امعاريج والدكتورة أمينة هدار

بسم الله الرحمن الرحيم ، به استعين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين .
أما بعد ، استهل هذا للقاء باستحضار تحية الإسلام ، تحية السلم والسلام . فسلام الله عليك أيها الحضور الكرام . نيابة عن الطاقم التربوي والإداري والمالي والخدماتي بالمؤسسة ، ونيابة عن الرقم العريض لتلامذتنا الأعزاء أرحب بجمعية حوار النسائية في شخصي الأستاذتين الجامعيتين الكريمتين اللتين أبتا إلا أن تبصما بصمات في مؤسسة الجاحظ التي تستحق منا جميعا كل تقدير وعرفان لما قدمته لهذا الوطن من تضحيات جسام ، وتكريما للموسوعي العربي الذي تكنت المؤسسة باسمه .. هذا الذي – وهو في قبره – يستنهض هممنا لاستحضار فكره ، تواقا من بني جلدته إلى الإبداع والصمود والتصدي للذين لا يقديرون حلقة الفكر العربي في إطار النسق الحضاري الانساني .فما احوجنا اليوم الى فكر ابي عمرو من اجل التصدي الى كل اشكال الملوثات الفكرية .. فتلوث الفكر اصعب من تلوث البيئة . و نحن نرحب بجمعية حوار النسائية ، نرحب بالفكر الثاقب ، الفكر الذي يخدم الانسان . و نتمنى مخلصين ان تلعب جمعيات المجتمع المدني دورها التوعوي لتطوير بلدنا . و لن يتأتى ذلك الا عن طريق تحديد الاهداف و تتبع المراحل و غربلة الفكر ، لاعتبارها قناطر و جسور تربط القارات الاربع بعضها ببعض ، مساهمة مع الانترنيت في جعل العالم قرية صغيرة .. مع الاستحضار المستمر و المتجدد لبروتوكولات حكماء صهيون . فلنأخذ بعض مضامينه تنويرا للرأي :

" سنعمل على انشاء مجتمعات منحلة مجردة من الانسانية و الاخلاق ، متجردة المشاعر ، ناقمة اشد النقمة على الدين و السياسة ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية ، و حينئذ يصبحون عاجزين عن اي مقاومة فيقع تحت ايدينا صاغرين ."
" سنكثر من إشاعة المتناقضات و نلهب الشهوات و نؤجج العواطف ."
" لابد ان نشغل غبرنا بالوان خلابة من الملاهي و الالعاب و المنتديات العامة و الفنون و الجنس و المخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا او التعرض لمخططاتنا ."

"سنكثر من المحافل الماسونية و ننشرها في كل و سط لتوسيع نطاق سيطرتنا ."
" عندما السلطة في ايدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الارض ."
و للعلم ان للصهيونية مئات الجمعيات في اوروبا و امريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل من اجل هدف واحد .

إذن اخذ الحيطة و الحذر امر واجب ، فلنحذر من الفكر الذي يتسرب ليسقي حقولا ، خضرواتها المتنوعة تخدع المستهلك و تؤذي و تعدم الفكر .. هذه الحقول هي العقول ، عقول النشئ و الشباب .
لقد اثبتت التجارب و نحن نباشر هذه المهمة النبيلة ان زخما من الافكار تكونت كرة تتلاطمها الالسن و الارجل دون وعي ، و لا يدري اليافع الصغير اي اتجاه يسلكه .. و بعامل المغريات عبر وسائل الاعلام المتطورة و بعامل الوسيط الذي قد يعبد الطريق ، يختار هذا اليافع السائغ السهل الحلو .
فليس باسم الحرية نفعل ما نريد ، و ليس باسم الحرية تنقلب الموازين ، فليس باسم الحرية يطفو على السطح الجاهل العابث بالعقول ، و ليس باسم الحرية يلوث الفكر ?!

و كأني نفعل بذلك اهداف اعداء الانسانية الذين " يدعون الى تسخير الحرية من اجل السيطرة على الجماهير و يقولون : يجب ان نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذي يوقعهم في شباكنا ." و الذين يقولون : " لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين ، السلطة اليوم للذهب وحده ، فلا بد من تجميعه في قبضتنا بكل و سيلة لتسهل سيطرتنا على العالم ."
لأصل بذلك الى النتيجة التالية : ليس كل ما يلمع ذهبا و ليس كل من يقود جماعة اسدا .
ايها الحضور الكرام : إن الشباب اضحى اليوم زوارق تركبه فعاليات كثيرة ، سياسية ، نقابية و جمعوية من اجل احرنجامه في مستنقع فكري واحد مما شتت صنفه و تواجده حتى صار اجسادا تنتحر ف-ي البحر او متاعا تباع بدريهمات . فعلى كل المؤطرين و الوسطاء داخل المؤسسات التعليمية و خارجها العمل بتنسيق محكم لزرع الفكر المختار بعناية كما تختار البذور قبل الحرث . إن مؤشرات شتى داخل المؤسسات التعليمية تقتضي منا جميعا وقفة تأملية لواقع الشباب الحزين من اجل ضخ ثقافة مرجعية الهوية المغربية الاصيلة لأن الشباب هو قاطرة المجتمع و هو الطاقة التي ينبغي ان تستغل .

لقد طغت النزعة الكائنية على شباب اليوم ، وبذلك ابتعد عن سر تواجده في هذا الكون . نعم ان نستمع اليهم هدف نبيل لكن من يستمع لمن ? لئلا يعطى لهم دواء ضار ، ان نستغل فضولهم و فقرهم و نشجعهم على السباحة في خضم عظيم فتلك هي الحماقة بعينها ، و تلك هي حقيقة قولهم :
" لابد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة اغراضنا عوض اخمادها و لا بد من الاستيلاء على افكار الآخرين و ترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها ."

الشباب يجب ان يسمع اليه و نضغي اليه ، فحين نستمع نكون مقتنعين بهم يخالجنا لإيجاد الحلول مع غيرنا لمد يد العون . و هذا هو دور المجتمع المدني . و حين يتوحد الباطن بالظاهر يسمو شبابنا و يستقيم . و حين تتقبل الذات ذاتها لتتقبل الاخر نتواصل . اما حين يتعارض الباطن و الظاهر تكثر الموبيقات باسم اسام معصرنة على رأسها الحرية و اتمنى مخلصا ان نناقش ابعادها و هويتها في هذا الفضاء لاحقا مع طاقات فكرية وازنة ، حتى يقتنع شبابنا بأن الحرية قد تكون نعمة و قد تكون نقمة .

أملي في قاعة محمد لقاح بثانوية الجاحظ الإعدادية الشامخة وعبر هذا المنبر من جمعيات المجتمع المدني تسطير برنامج سنوي محكم لمناقشة قضايا تهم شبابنا بإشراك كل الفعالات الغيورة على هذا الوطن العزيز الذي يتمنى له صاحب الجلالة تنمية وازنة بكل متجلياتها على رأسها التنمية الفكرية : تلك التنمية التي تحتاج منا جميعا وضع اليد في اليد لمسك الغربال الطويل العريض لغربلة الرؤى والأفكار حتى يتمكن الشباب بقناعة اتخاذ الطريق الذي ينهجه من أجل صلاح المجتمع ومن أجل السمو بتعليمنا الذي تبوأ مكانة لا يحسد عليها .
فمعذرة عن هذا الإزعاج وهذا الإطناب لأنني قرر عدم الارتجال ففه خيانة وفي الكتابة إبداع وفي الإبداع شعور ووجدان ، حب ونقاء والسلام عيكم ورحمة الله.

بقلم عبدالوهاب العيشي

مدير ثانوية الجاحظ الإعدادية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. استاذ وأب لتلميذ
    02/05/2008 at 13:41

    و أنا اتامل كلمة السيد مدير المؤسسة ، بمناسبة نشاط ثقافي بثانوية الجاحظ التي درس بها أبنائي ولا زال أخرهم بها اقول بكل صراحة أن المؤسسة اليوم قفزت قفزة نوعية في جميع الميادين ، فأنت تدخل إليها من بابها الصغير يستوقفك التجديد ، الجناح الأمامي صبغ وحسب المعلومات صبغ بتظافر جهود العاملين بالمؤسسة وجمعية الآباء وبعض المساعدات في إطار العلاقات التواصلية . الأقسام بلطت بجودة عالية . وامام الجناح مخدع هاتفي للحد من خروج التلاميذ خارج المؤسسة خاصة الداخليات . البيئة تستقبلك ببشاشة . النقط السوداء نظفت واضحت بساتين براقة .العلاقات عالية . دليل على تواصل بناء التلاميذ مرتاحون .وكلمة السيد المدير تدل على بعد نظر في المجال التربوي الصحيح ، فكل لقاءاته تدل على مستوى رفيع . وهذا أقل ما يقال في حق هذه المؤسسة والتي رغم ذلك اتساءل لماذا يريد مديرها طلب الإعفاء من مهامه. فلو كانت كل المؤسسات تتوفر على مثل هذا العنصر لكان تعليمنا بخير لكن…

  2. متتبع
    02/05/2008 at 13:41

    يالها من فصاحة وحسن بيان .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *