الإدارة التربوية بين التنظير والممارسة [ وجهة نظر عضو ضمن لجان المصاحبة ]
الإدارة التربوية جهاز قديم قدم التربية في الحياة البشرية. فعبرالتاريخ كل الشعوب التي عرفت التربية وعلى اختلاف خلفياتها العقدية اعتمدت أنظمة لإدارة تربيتها. وقد كان للبلاد الإسلامية والعربية نظامها الخاص في إدارة مرافقها التربوية حتى ابتليت بالمحتل الغربي في القرن التاسع عشرالذي نقل إليها تجربته في إدارة شأنه التربوي ، وهي تجربة صارت مقتبسة بعد حصول هذه البلاد على استقلالها ، ووقر في نفوس الكثيرين أنها من قبيل المقدس أو الوحي الذي يوحى ولا مجال لمناقشتها لأنها صارت قدرا مقدورا.
ومما ورثته بلادنا عن المحتل الفرنسي على وجه الخصوص الطابع الارتجالي للإدارة التربوية حيث يصير رجل التربية المتمرس بالتدريس رجل إدارة دون الخضوع لتكوين أساسي في مراكز التكوين على غرار مراكز تكوين المدرسين على اختلاف أصنافهم أو مدارس تكوين باقي الأطر التابعة لوزارة التربية الوطنية. ونظرا لخلفية غياب مراكز تكوين الإدارة التربوية تعتمد الجهات المسئولة أساليب التكليف المباشر بالمهام الإدارية ، وهوأسلوب قريب من أسلوب الخطأ والصواب الذي تعتبر نتائجه غير مضمونة، ولا ننكر أن هذا الأسلوب قد يعطي في بعض الأحيان نتائج جيدة نظرا للمؤهلات والكفاءات والاستعدادات الخاصة للعناصر المكلفة بالتدبير الإداري للمؤسسات التربوية.
ومن خلال تجربيتي الشخصية كإطار من أطر المراقبة التربوية ،واحتكاكي بعملية مصاحبة وإقرار رجال الإدارة في مناصبهم لأكثر من عقد من السنين سجلت العديد من الملاحظات التي تهم الإدارة التربوية بين التنظير والممارسة.
من المعلوم أن أسلوب المصاحبة هو جزء من التكوين الذي يخضع له رجال الإدارة ضمن سلسلة من الإجراءات على المستويين الجهوي والإقليمي كما تنص على ذلك النصوص التنظيمية والتشريعية وآخرها المذكرة رقم 136 الخاصة بإقرار رجال الإدارة في مناصبهم بعد مرحلة التدريب. والمصاحبة إجراء يقع وسطا بين التكوين النظري الذي تضطلع به الأكاديميات في شكل لقاءات يؤطرها رجال المراقبة على اختلاف تخصصاتهم وبعض رجال الإدارة من ذوي الخبرات المكتسبة بسبب الخدمة الفعلية وبين الممارسة الميدانية بحيث تجمع المصاحبة بين ما هو نظري وما هو عملي لكونها تجرى في الميدان وتتميز عن التكوين النظري في الأكاديميات بالمعاينة الميدانية.ومن خلال المصاحبة يتم الكشف عن المؤهلات الحقيقية للأطر الإدارية المرشحة للمهام الإدارية.
وأهم ما عاينته ولأكثر من عقد هوالنقص الملحوظ في تزويد المرشحين للمهام الإدارية بالنصوص التنظيمية والتشريعية الضرورية ، ذلك أن الأكاديميات الجهوية لا تضع رهن إشارتهم ملفات كاملة تتضمن هذه النصوص على الأقل في غياب مؤسسة للتكوين الأساسي. وكان من المفروض أن تتوفر مطبوعات تشمل كل هذه النصوص على غرار تجارب كان بعض رجال الإدارة قد قاموا بها كمبادرات شخصية من قبيل مطبوع نظار الدروس مثلا الذي لا زال عمدة الكثير منهم . وغياب النصوص التنظيمية والتشريعية يسبب جهلا غير متعمد بالمهام في جزئياتها حيث يكتفي بعض المرشحون للمهام الإدارية بالتعامل مثلا مع المرسوم 2.02.376 بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي الصادر في يونيو2002 من خلال عبارات مواده خاصة11 و12 و13 و14 و15 و16 التي تحدد الخطوط العريضة للمهام الإدارية المختلفة ، وهي عبارات تحيل كل لفظة فيها على ترسانة من النصوص التنظيمية والتشريعية الغائبة عمليا.فعلى سبيل الذكر لا الحصر كما يقال عندما نتأمل المادة 15 المنظمة لمهام الحراسة العامة للخارجية وهي أول عتبة في المهام الإدارية لا مندوحة لإداري عنها قبل أن يصدر نظام إحراق المراحل ـ إن صح التعبير إشارة إلى تخطي المراحل ـ والذي أصبح يخول لأطر التدريس مختلف المهام الإدارية دون شرط المرور بمهمة الحراسة العامة نظرا لزهد الأطر التربوية في المهام الإدارية بسبب كثرة الأعباء ، وجسامة المسئولية ،وقلة التعويضات مما دفع الوزارة إلى أسلوب التحفيز حتى لا أسميه أسلوب الإغراء ، نجد أن عبارة : يقوم الحارس العالم للخارجية بما يلي : [تتبع أوضاع التلاميذ التربوية والتعليمية والسيكولوجية والاجتماعية والصحية ] .
فهذه المهمة ومن خلال هذه العبارة تتطلب ترسانة من النصوص التنظيمية والتشريعية الخاصة بما هو تربوي وما هو تعليمي فضلا عن معرفة واطلاع وخبرة بالسيكولوجيا والسوسيولوجيا . فعندما كنت ألقي نظرة على وثائق الحراس العامين خصوصا الوثائق الإحصائية أعاين نوعا واحدا من الاحصاء لا يعدو حصر أعداد التلاميذ الإجمالي مع تفصيل لا يتعدى عدد الذكور والإناث ودون تسجيل دلالة النسب المئوية حسب مؤشر الذكورة والأنوثة إذ لا تراعى النتائج السيكولوجية والسوسيولوجية لهذه النسب. وعندما كنت أسأل عن أنواع أخرى من الإحصاءات والتي تعكس الجوانب السوسيولوجية والسيكولوجية للتلاميذ لا أجد أجوبة عند المرشحين لشغل هذا المنصب حيث لا يضبطون ومن خلال إحصاءات دقيقة الحالات الاجتماعية كاليتم بأنواعه ، والانتماء للأسر المفككة بسبب ظاهرة الطلاق ، والانتماء للأسر ذات المعيل المهاجر أو الغائب غيابا طويلا لسبب من الأسباب ، أو المعيل العاطل ، أو الانتماء للأسر المتعددة الأفراد مع وجود الفقر ، أو الانتماء للأسر المنعدمة التعلم أو المحدودة التعلم إلى غير ذلك من المؤشرات الموصلة لضبط الحالات السوسيولوجية المفضية بدورها للكشف عن سيكولوجيا التلاميذ قبل البث في وضعياتهم التربوية والتعليمية ومتابعتها ومعالجتها معالجة خبرة لا معالجة ارتجال وفق مبدأ الخطأ والصواب كما هو الحال . فكثيرا ما نواجه في بداية المواسم الدراسية مثلا ظاهرة عدم اقتناء الكتب المدرسية من طرف المتعلمين ، وهي شأن تربوي تعليمي له علاقة بما هو سوسيولوجي ولا تفيدنا الإحصاءات التي من المفروض أن تنجزها الحراسات العامة للخارجية وحتى الداخلية بما يساعد على معرفة الأسباب الحقيقية للظاهرة قبل الحديث المبكر عن القدرة الشرائية دون دلائل ترتكز على الواقع. فالمؤسسة التي تفوق فيها نسبة الأسر الفقيرة 50 في المائة مثلا يفترض أن تحذر الإدارة الخبيرة بها من ظاهرة غياب الكتب المدرسية ، وفي نفس الوقت تحضر نفسها لمواجهة الظاهرة من خلال توفير الكتب عوض الخبط خبط عشواء. والمؤسف أن يتم توزيع رصيد المؤسسات من الكتب المدرسية بعشوائية ودون معايير سوسيولوجية بحيث لا يستفيد ذوي الحاجات لمجرد غياب ضبط الإدارة للوضعيات الاجتماعية بدقة تقتضيها المهمة في حين يستفيد من لا حاجة له بمساعدة .
ونفس الشيء يقال عن الإحصاءات المتعلقة بالنتائج فهي لا تعدو تدوين أعلى المعدلات وأدناها ونسب الحصول على ما علا وما سفل منها دون استثمار حقيقي لها يربط النتائج التعليمية بالجوانب السوسيولوجية والسيكولوجية من أجل تدارك التعثرات عن طريق برامج الدعم الحقيقية لا الصورية الورقية ، وعن طريق العلاج ربما السوسيولوجي والسيكولوجي قبل العلاج التربوي التعليمي. والمؤسف أن تدون النتائج دون علم بالمقررات والبرامج والكتب ، وبأساليب التقويم في مختلف المواد الدراسية ، ودون تتبع سير الدروس وسير الفروض تقديما وتصحيحا وضبطا للنقط بحيث لا يعتريها عيب أو نقص من حيث التدوين من أرواق المراقبة إلى أوارق التنقيط ومن حيث حساب المعدلات المختلف من مادة إلى أخرى ومن مكون إلى آخر وما يترتب عن ذلك من عمليات التدخل لدى الأولياء والآباء وهي ظاهرة شبه غائبة وقد يكون سببها هو المستويات التعليمية لهؤلاء الآباء والأولياء الذين لا يتواصلون مع الإدارة التربوية بالرغم مما يوجه إليهم من استدعاءات تهم جوانب المواظبة أو السلوك أو النتائج والسبب هو غياب الوعي لانعدام المستوى التعليمي الضامن للحد الأدنى من الوعي المطلوب.
لقد كشفت حلقات مصاحبة رجال الإدارة عن اختلالات كثيرة لقربها من الميدان ، وهي اختلالات مردها غياب النصوص التشريعية والتنظيمية من جهة ، ومن جهة أخرى عدم تفعيلها أو تفعليها بشكل في عيب أو نقص مما ينعكس على الأداء الإداري وعلى العملية التربوية و التعليمية بشكل عام. وبالرغم مما تقدمه لجان المصاحبة على اختلاف تخصصاتها التربوية والمالية والتخطيطية والتوجيهية … من دعم نظري وعملي للمرشحين لمناصب الإدارة التربوية فإن بعض الجهات غيرالمسئولة عما يصدر عنها من أحكام عشوائية تقلل من قيمة هذه المصاحبة خلاف ما يعبر عنه رجال الإدارة الذين يعنيهم الأمر من حاجتهم الماسة للمزيد من هذه المصاحبة التي تعتبر الحلقة المكملة لحلقة التكوين النظري على المستوى الجهوي، وهذه الأصوات أصبحت تقليعة العصر فهي لا تجيد سوى النعيق ولا تقدم بديلا واقعيا وميدانيا وعمليا إذ همها هو العمل بكل الوسائل على تعطيل عجلة المنظومة التربوية والترويج لذلك لبث اليأس في نفوس البقية الباقية من الأمل في نفوس المخلصين الذين يراهنون في الميدان على نقاذ المنظومة من الانهيار بسبب السلوكات غير المسئولة والتي تعبث بالمصالح العليا للأمة وفي نفس الوقت تتباكى وتذرف دموع التماسيح عليها طاعنة في كل النوايا والإرادات لحمل الرأي العام على فقدان الثقة بالكل وفي الجميع مع تزكية كاذبة للذوات الممارسة للنقد المجاني المتهافت والمكشوف على أرض الواقع بالدليل الملموس والمحسوس، فرب أصحاب ألسنة حداد يسجل عليهم الواقع اليومي أبشع التقاعسات وهم يتخذون نقدهم المجاني ذريعة لصرف الأنظار عن تهاونهم باعتماد مبدأ الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع ، ولو فتحت تحقيقات جادة ونزيهة لكشفت عوراتهم من خلال الحفروالتنقيب في مسارهم الوظيفي الذي لا شك في أنه من بين أسباب فساد المنظومة ، وقد يكون يوم الكشف عن هؤلاء قريبا كما يرجو الجميع ويتمنى ليكون جزاء الخزي قبل جزاء العاقبة
7 Comments
كل الشكر للاستاذ محمد شركي لهذا التنوير الجامع..وتاسيسا على مقالكم اورد الملاحظات التالية
*عندما قام المشرع باسناد تلكم الترسانة من المهام الفضفاضة وفر في المقابل سكنا خاصا بالحارس العام للتحفيز وللتقريب…واضحينا اليوم نجد 90%من مناصب الحراس العامين بدون سكن..
*اصبح الحارس العام يصرف مجهوده في مواجهة ظاهرة الغياب والشغب و اخراج التلاميذ من القسم
*الحارس العام اصبح يقوم بدور الحراسة التربوية في غياب المعيد
*الحارس العام عضو بكل مجالس المؤسسة..وينوب عن المدير..ويسد الخصاص ان تعذر وجود استاذ…ويقوم بالانشطة…و..و…و زيد و زيد
*اعرف حالات عين فيها حراس عامون جدد بمؤسسات ليس به مدير و لا مقتصد
….صدقني استاذ شركي ان ما يحمل الاساتذة على الالتحاق بمنصب الحراسة العامة هو الانتقال لان الحركة دايرة وفي غضون 3 سنوات ياتي فرج الالتحاق بالاهل
السلام عليكم أشكر الأخ محمد على إثارة هذا الموضوع الهام والذي سيمكني من طرح بعض التصورات التي قد أختلف فيها مع الأخ محمد .
أخي الكريم إن ما طحرحته من رأى قد يكون صحيحا في مجتمع له ضروف اجتماعية ،وافتصادية غير ضروف مجتمعنا .فما تعرفه مدرستنا من اكتضاض ،ومن سوء سلوك التلاميذ -الأمر الذي يغفله الجميع – ومن ضعط العمل اإداري ، لايسمح للحارس العام مثلا أن يوفق بين كل هذه المهام زيادة على عدم تخصصه في المجالات التي ذكرت فمثلا: من مهام الحارس العام أن بخرج على كل راس ساعة إلى الساحة وقد تشغله بعض التدخلات المترتبة عن الشغب أو مساعدة الأساتذة …فلا يعود إلى المكتب إلا في وقت لاحق فيجد العمل الإداري المتراكم وطابور من التلاميذ المتغيبون والمتأخرون وآباء في انتظار المسكين فلا يجد أمامه إلا الصراخ وبكاء حظه على المهمة التي تقلدها ، ولا ننسى عدد التلاميذ المسؤوعنهم (600). ثم إن الحارس العام لا دراية له بعلم الإحصاء الذي يعالج مثل هذه المعلومات التي طالبت بها كنسبة الأيتام والمتخلى عنهم والفقراء … زيادة على ذلك إن هذه الشريحة لا تهتم بها الوثائق الرسمية وليس هناك مطبوعات خاصة لإحصائها.
أخي الكريم إن الخبرة السكلوجية والاجتماعية تحتاج إلى تخصص( وفاقد الشيء لا بعطيه) .والمفروض أن تكون هذه المهمة موكولة إلى مختص إجتماعي وآخر نفسي بالمؤسسة يعالج كثيرا من الانحرافات السلوكية والاجتماعية والنفسية ويقوم بلإحصائيات التي ذكرت وينسق بين المؤسسة والمحيط الاجتماعي للتلامسذ وقد يصل إلى معرفة الضروف الاجتماعية والنفسية لكل تلميذ ومن ثم تسهل المعالجة .
أخي الكريم في كثير من الأحيان يكون الحارس العام والإداري بصفة عامة على دراية بضرف التلميذ والمشاكل التي يعاني منها ولكن لكثرة هذه الشريحة يجد نفسه عاجزا ومتجاوزا .أنت تعلم أخي الكريم أن 90% من تلاميذ المؤسسات العمومية من هذه الفئات الفقيرة أو المتوسطة وأن عددهم وإحصاؤهم معروف عند أعوان الداخلية .بل أن بعض المحسنين ينتقل إلى الأحياء ويقوم بعملية جرد وإحصاء دقيق لهؤلاء ولكن يجد نفسه في النهاية عاجزا عن تلبية رغبات هؤلاء الاجتماعية والنفسية ،فتوفير الدفاتر وبعض الكتب ليس هم علاج الأزمة التي يعلني منها التلميذ بسبب تدخل المدونة في حياة أسرته أو بسبب أ وبسبب الخمر والعربدة التي يعرق فيها أبوه أو بسبب الجوع والفقرالذي بدفعه إلىال
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم .
الأخ الشركي أنت تعرف جيدا أهمية الحرص على تزويد القارئ أو التلميذ بالمعلومات الصحيحة، ولكنك تسقط فيها من حيث لا تدري. مثلا في التكوين النظري أنت جعلته مقتصرا على رجال المراقبة ، وأهملت عمدا متعمدا الأساتذة الباحثين بمختلف المراكز التربوية الموكولة إليهم عملية التكوين بالدرجة الأولى ، فالمذكرة تجعل من رجال المراقبة مجرد مساهمين جبرا للخواطر، لأنهم غير مؤهلين أكاديميا لهذا التخصص( راجع جيدا ترتيب المذكرة 136 في هذا الموضوع)، أما بخصوص النصوص التشريعية والتنظيمية ولعلمك فقد تم تزويد المستفيدين خلال التكوين النظري بعدد كبير منها ،
أود بادئ ذي البدء التقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ كاتب المقال وأحيي فيه جرأته على تناول هذا الموضوع الشائك، وأطلب منه ومن القراء الكرام السماح لي، كمهتم، بتقديم الملاحظات والتساؤلات التالية:
ما هي أسباب تكتم صاحب المقال عن جملة من الاختلالات تقض مضجع الأطر الإدارة التربوية طوال عقد من الزمن؟
وهل رفع في شأنها تقارير إلى المسئولين لاستثمارها والعمل بها لتطوير العمل الإداري والتربوي؟
إذا كان كذلك لماذا استمرت الاختلالات طوال عقد من الزمن تتكرر من طرف الأطر الإدارية الجديدة؟
« وأهم ما عاينته ولأكثر من عقد هو النقص الملحوظ في تزويد المرشحين للمهام الإدارية بالنصوص التنظيمية والتشريعية الضرورية »، وما هي النصوص التشريعية التي يتم اعتمادها لا من طرف لجان المصاحبة أو من طرف الأطر الإدارية الجديدة؟
إن هذا الكلام يعني أن أفراد لجان المصاحبة يعتبرون مراجع التشريع الإداري، فرفقا بالأطر الإدارية ولنلتزم قليلا من التواضع ولنضع بين أيديهم كل المراجع الضرورية دون تكبر وتعالي؛
« وكان من المفروض أن تتوفر مطبوعات تشمل كل هذه النصوص » وما دور أفراد لجان المصاحبة إن لم تسهر على توفير مثل هذه النصوص في كراسة واحدة وتزويد بها عن طريق الجهات المسئولة الأطر الإدارية الجديدة وحتى القديمة؛
« فعندما كنت ألقي نظرة على وثائق الحراس العامين خصوصا الوثائق الإحصائية أعاين نوعا واحدا من الإحصاء لا يعدو حصر أعداد التلاميذ الإجمالي مع تفصيل لا يتعدى عدد الذكور والإناث » وماذا ننتظر من شخص مدفوع لأسباب ما إلى ممارسة مهام الإدارة التربوية، والحالة هذه، أنه لم يسبق لأغلبهم التعرف على أبسط مبادئ الإحصاء الصفي على الأقل؟
الجوانب السوسيولوجية والسيكولوجية للتلاميذ » إن هذه المجالات تتعدى بكثير جميع أفراد لجان المصاحبة، والخوض فيها تطاول على عمل الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، فلماذا يضعون بشأنها أسئلة محرجة وملاحظات لا يمتلكون هم إجابة مقنعة لها؛
وما عسى إطار الإدارة التربوية فاعل عند اكتشافه، إذا استطاع، حالات مزرية اجتماعيا، دون الحديث عما هو نفسي؟ والحالة هذه أن الفقر المدقع متفشي في جميع الأحياء والقرى؛
« ونفس الشيء يقال عن الإحصاءات المتعلقة بالنتائج فهي لا تعدو تدوين أعلى المعدلات وأدناها ونسب الحصول على ما علا وما سفل منها » فهل تم تحديد أهداف واضحة لاستثمار النقط؟ وما يمكن القيام به ؟ (يتبع)
(تابع)وما يجب الإشارة إليه هو أسلوب التشكرات والتميويه من طرف أغلب الأطر الإدارية، فمباشرة بعد قرار الإقرار تركن إلى التقاعس والتهاون وتضرب مصالح التلاميذ عرض الحائط؟
وما يثير الاستغراب، عدم مواصلة تتبع الأطر الإدارية من طرف هذه اللجان أو من طرف مسؤولين آخرين، فانظروا ماذا يحدث داخل أغلب المؤسسات التعليمية؛
إن التكليف بتدبير شؤون الإدارة التربوية ليس إلا عبثا في عبث، فالمكلف يشعر في قرارة ذاته أن القسم ملاذه في حال أخل بالواجب؛
إن ما يطلب من الأطر الإدارية أكبر بكثير من طاقاتهم الفكرية والمعرفية والعملية، لكن مصلحة أغلبهم تدفعهم إلى التباهي وتوهيم الآخر بالحزم والتمكن من معارف متعددة في مجالات مختلفة؛
ماذا يمكن أن يقوم به » الهارب من القسم » تحت صفير التلاميذ وصراخ الآباء؟
إن النصوص التشريعية التأديبية منها تتسم بالعجز أمام خروقات كثيرة ترتكب من طرف عدة مسؤولين إداريين على جميع الأصعدة ترويا ومدرسيا وماليا وأخلاقيا… من جهة، ومن جهة أخرى، ما عسى الجهات المسؤولة فاعلة في حق المستهترين في إطار هذا العزوف المهول عن تحمل مسؤولية الإدارة التربوية؟
لقد بات من الواجب التفكير في أساليب ناجعة لإنقاذ الإدارة التربوية من الانزلاقات واللامبالات والتلاعب بمصالح التلاميذ وأولياء أمورهم، وذلك باعتماد مثلا إطار خاص بالحارس العام وبالمدير بعد الخضوع لتكوين متين في جميع ال مجالات، من سن قوانين رادعة والعمل على تطبيقها.
اثراء للنقاش أقول ان الحديث عن لجنة المصاحبة هو أكبر دليل على فشل المسؤولين في ايجاد أطر كفؤة تسير المؤسسات التربوية التي أصبح كل من هب ودب يسير هكدا مرافق حيوية معول عليها لاخراج المنظومة التربوية من المأزق الدي تتخبط فيه مند عقود من الزمن. أتساءل لمادا لاتسند الامور الى أصحابها ؟ لمادا لا يخضع هؤلاء الى نكوين في مراكز تكوين شأنهم شأن جميع الاطر الاخرى على غرار المراكز التربوية ومراكز التخطيط والتفتيش وهلم جرا؟ لسب وحيد حتى يصبح هؤلاء تابعين للجهة التي زكتهم . وأسأل السيد المفتش كم من اداري كان في غير المستوى المطلوب لا معرفيا ولا أخلاقيا ولاولا.. ورغم دلك زكتهم اللجان النيابية ؟ . حتى يسيروا من النيابة بالتيليكوموند . وحتى يبقى دائما التهديد والابتزاز …. فليس عجيبا أن يحتل المغرب المراحل المتأخرة . وما خفي كان أعظم …