Home»Régional»الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟

الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟

0
Shares
PinterestGoogle+

عزيز باكوش

هل يتعلق الأمر بخطاب إعلامي مخدوم يتبناه الغرب، وسياسة متبعة على المقاس ، يصرفها عملة نادرة في علاقاته بالشرق في تعدد ثقافته واختلافاته ؟ أو بالأحرى ، أسلوب حياة ، وناموس ثقافة ، و نظام تربية تحكمه معايير ذات طبيعة نفعية مهما ارتقى الفدح ، وذات نجاعة وفعالية شب وشاب عليها المواطن هناك مهما قست الظروف واشتدت المحن؟

الحقيقة والواقع يؤكدان أن الأمر مختلف تماما . فمن المؤكد إن يد إعلام رعاة البقر طويلة, وللسينما الهوليودية فيما يتعلق برسم بطولة أمريكا وتشكيل موقفها كدركي للعالم بقاراته ، كلمة الفصل ؟

منطق الصورة ، يتبلور في رحم البانتاغون، وهو الغول الذي يصنع ذوق المتلقي ، ويوجهه ، وينفخ فيه من السياسة ما يحقق الاستقرار والأمن القومي لشعبه ، وعدم الاستقرار ، وغياب الأمن خارج حدود بلده ، على المقاس ، بحيث يقدم ما يجب أن يراه العالم في ارتباكه ,وليس ما يرغب في أن يراه في توازنه .

هذا المنطق في انجاز الصورة ثابتة او متحركة ، والذي يتشكل على المقاس، تكون له اذرع خنق محورية, يكون فاعلا وحاسما ، حينما يتعلق الأمر بآليات التلقي ذات البنيات الهشة والمتهرئة في الشرق الأوسط وعموم الوطن العربي .

إن حجم الكارثة الطبيعية ، وقساوة فعلها ، وكيفية تدبيرها إعلاميا ، تجسد وجهة نظر الإنسان الغربي ، نموذجا إلى الحياة والناس , والمجتمع , فهذه النظرة المؤسسة على الصمود والتحدي ، تتخذ عمقا ابعد لحظة الكوارث , فالدولة, أمريكا العظيمة كما تقول عن نفسها ، عبارة عن مؤسسات منتخبة بديمقراطية, والوزراء ومحافظوا المقاطعات مسئولون حقيقيون, انتخبهم الشعب, وهو وحده الكفيل بإزاحتهم وقتما يشاء, ولا وقت للاتكال وتبرير النقص في الخبرة أو التنصل من المسؤولية, أي إن المواطن – أبيض- وشيء قليل من التحفظ إزاء الأسود – بردود أفعاله المتزنة , بأقواله الباردة والصادمة في آن ، يضع قطاعات خدماتية واجتماعية مختلفة وعلى رأسها الدولة موضع مسائلة واتهام , مثلا قطاع البناء, مصلحة الأرصاد الجوية ,وسائل الإعلام…شركات التامين …

ولان ذلك عين العقل كما يقال, فان كافة وسائل الإعلام المختلفة ترى في سلوك المواطن الغربي ومواقفه وآرائه الصريحة والموضوعية مفخرة, فضلا عن كونها مظهرا من مظاهر الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهي دون شك طريقة ذكية لتصدير ديمقراطية على المقاس .أليس انتقاد مؤسسة ما من وسط الإعصار ، بلا دموع ، هو نقد بناء , وفي الوقت نفسه ,هو إضفاء المزيد من الاهتمام والإشادة بفعاليتها ومصداقية خدماتها..؟

والواقع إن الفرد في بلاد" العم سام" مسيج رغم عقوقه بترسانة معقدة من القوانين والتدابير والإجراءات التي تعمل على ضمان حياته وحماية مستقبل أسرته على درجة عالية من الكفاءة والمصداقية , من زورق مطاطي إلى طوافة أو بارجة عسكرية , لحظة الأعاصير والفيضانات ، الى أساطيل من سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث النظم العلاجية ، الى سواعد قوية تفتخر بتقديم المساعدة في أحرج الظروف واعقدها ، أمام أنظار الكاميرا ، الكل على أهبة الاستعداد في حدود صلاحياته التي يدركها بالتفاصيل الدقيقة, ولا تتردد لحظة في تصريف الخدمة كحق ولي امتياز..بدء من شركات التامين ضد الزلازل والأعاصير والفيضانات, الى قطاعات خدماتية تتكفل بالرعاية الاجتماعية فور الأزمات, خاصة في حالة السرقات والحرائق , وهي لا تتواني لحظة واحدة ، في تقديم خدماتها فوريا , وفق شروط تعاقدية تتسم بالشفافية وبالإلزامية , وتكتسي طابع النجاعة.

إن احترام القانون وتقديس حقوق الإنسان"الأمريكي طبعا" وترسيخ مؤسسات فاعلة ومتفاعلة ، إضافة الى قضاء حر مستقل ونزيه يكفل للمتضرر حقه كاملا بالسرعة المطلوبة, والقدرة الفائقة هو ما يجل الأمريكي لا يبكي أمام الشاشة ، وهو يلفت نظرنا كعرب ومسلمين حقا ، وهو ما يجب أن يثير انتباه حكامنا .

عزيزباكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *