VIDEO العلامة مصطفى بن حمزة فرادة علمية مغربية
العلامة مصطفى بن حمزة فرادة علمية مغربية
أحمد الجبلي
التقيت بصديق لي فسألته إن كان قد سمع للكلمة التاريخية التي ألقاها الدكتور العلامة مصطفى بن حمزة يومه الأحد 28 فبراير 2016 بمركز البحوث والدراسات، فأجابني هل تقصد الفرادة المغربية، فقلت له نعم. فأجاب قائلا: إن العلامة بن حمزة هو نفسه فرادة مغربية. فقلت له والله إنه يليق كعنوان لمقال نبين فيه للناس معنى أن يكون أستاذنا وعلامتنا فرادة مغربية علمية.
إن العلامة مصطفى بن حمزة يشكل فعلا فرادة وتميز مغربي في العلم والعمل، وقبل أن أتحدث عن الرجل لابد أن أحكي قصة وقعت لي وأنا في الدار البيضاء سنة 2006 رفقة بعض الأصدقاء وكلهم رجال تعليم وأطر فاعلة في المجتمع المدني فطلبوا مني مازحين بقولهم: « قل لسكان وجدة أن يعيروا لنا العلامة بن حمزة لمدة شهر فقط » فعلا حق لهم أن يطلبوا ذلك لأنهم يعرفون قيمة الرجل، ولكن لأطمئنهم قلت لهم أن العلامة بن حمزة ليس في ملك الوجديين وحدهم إنما هو ملك لكل المغاربة، وحق للمغاربة أجمعين أن يفخروا به، بل وهو في ملك الأمة العربية الإسلامية لأنه لا يفتر يدافع ويذوذ عنها ويدعو من كل المواقع إلى دعم قضاياها الاستراتيجية كأمة واحدة على رأسها قضية فلسطين السليبة.
والسؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا طلب مني هؤلاء الأصدقاء أن نعيرهم علامتنا بن حمزة، ولو لمدة شهر، إن طلبهم هذا يحمل دلالة مهمة وهي أنهم يتمنون لو كان العلامة يقطن معهم في مدينتهم دائما وأبدا لأنهم يعلمون علم اليقين أن مدينتهم كانت ستتحول إلى قبلة للعلم والقرآن والإحسان والمشاريع الخيرية التي لا تحصى ولا تعد. وأن مساجد الدار البيضاء ستكون معالم دينية وجامعات لتعليم الدين الذي يتأسس على العقيدة الأشعرية عقيدة الوسطية والاعتدال وعلى المذهب المالكي مذهب الفقه والعقيدة المذهب الذي حسم مع البدع منذ نشوئه.
ويعلمون أن مدينتهم ستخلو من المشردين وأن عجائزهم ومشرديهم من المسنين ستجد من يأويها وينفق عليها ويشيد لها قصرا مشيدا يليق بإنسانيتهم وكيانهم كمغاربة يجدون دائما النبع الديني هو مصدر الرحمة والتكافل الاجتماعي، ولصارت مدينتهم زاخرة أكثر مما هي عليه من حفظة القرآن وحافظاته، ولعرفت تدشين مدارس العلوم الشرعية ودور الفقيهات.
إن السفهاء لا يعرفون أن ما يقوم به العلامة بن حمزة إنما هو خدمة لهذا الوطن لأن بالدين وبالدين وحده نستطيع جمع الشمل وتجنيد جميع المغاربة ليكونوا على قلب رجل واحد يسيرون بمنهج الاعتدال والوسطية واجتناب التكفير الذي تقتضيه شروحات العلماء للعقيدة الأشعرية، وقد شهد جميع علماء المغرب بأن علامتنا لا مثيل له في ضبط العقيدة الأشعرية وإلمامه الكبير بجميع الفرق والملل والنحل، وكلمته التي ألقاها حول الفرادة المغربية والتي انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد المغربية كانت عبارة عن مقاربة أمنية قوامها العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وإمارة المؤمنين، وأنا على يقين لو أن جميع المغاربة بما فيهم السفهاء الذين سمحوا لأنفسهم بالنبش في أرشيف العلامة وتحريف أقواله، قد استمعوا لهذه المقاربة الأمنية التي أبدع فيها علامتنا الجليل بن حمزة لدافعوا دفاعا مستميتا عن دين المغاربة وعقيدتهم ومذهبهم ولعرفوا قيمة وجود علماء أفذاذ من أمثال العلامة مصطفى بن حمزة الذي تبين بعد كلمته ومقاربته أن الرجل مهووس بالتفكير في قضايا الأمة المغربية ودائم البحث عن حلول تجعل المغرب في منأى عن البلاء والشقاء حتى يحافظ على ما ينعم به من سلم وتسامح دون طائفية ولا تكفير.
إن الدفاع المستميت للعلامة عن إمارة المؤمنين ليس دفاع عالم بلاط، ولا طالب مال وهدايا. إن كلامه عن إمارة المؤمنين كلام علمي مؤسس على معطيات تاريخية وعقدية ووواقعية. لقد علمنا علامتنا كما علم جميع المغاربة أن إمارة المؤمنين تشكل المنصب الشرعي الذي لا يجوز شرعا إفراغه أو العبث به أو السماح بجعله مدار طمع الطامعين، وعبث فتاوى المفتين خارج كونه منصب يوجب وجوبا شرعيا كما يرى الأشاعرة، أي لا يجوز التطاول على هذا المنصب أو الطمع فيه أو أن يبقى شاغرا لأن شغور هذا المنصب يعرض البلاد إلى بلاء وكارثة مثلما وقع في العديد من البلدان الإسلامية كلبنان واليمن وليبيا.
دائما كما جاء في كلمته التي هي نفسها فرادة في المداخلات لأنها صدرت عن عالم هو فرادة في العلم والتحليل والمقاربات أن كل من سولت له نفسه ورأى أنه أليق لهذا المنصب لكونه أكثر تقوى وأكثر صلاة وصياما وقياما، فإن عقيدة المغاربة قد حسمت في الأمر وجعلت أهم معيار في الإمامة هو تحقيق الأمن وجمع البلاد وتحقيق الانسجام لها . فقالت بقاعدة جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل وبهذه النصوص العقدية وغيرها كثير قد حسم الدين والعقيدة في العديد مما يجعل البلاد تستقر وتعيش في سلم فلا وجود للتكفير فيها ولا لبدع ولا لطمع في الإمارة. والإخلال بهذه الأمور هي التي جعلت العديد من بلاد المسلمين تعيش احترابا وصراعا وقتلا ودمارا.
أليس هذا المنحى الذي ينحاه عالم الأمة المغربي هو الذي يسهم في استقرار البلاد وترسيم خط الاعتدال والابتعاد كل الابتعاد عن التكفير والهجرة والاحتراب، أليس هذا العلامة من أكثر علماء المغرب دعوة للحفاظا على بيضة المغرب وجمع شمله حول المبادئ والقيم الكبرى للشريعة الإسلامية التي هي من ثوابت البلاد، لعلمه أن اختلاف المغاربة في الثوابت سيجر عليهم الويلات منها التفرقة والطائفية التي تعد من أخطر ما جنى على العديد من الدول العربية والإسلامية. ولعل هذا ما يغيض بعض دعاة الانفصال والتقزيم والتجزئة. لأنهم يرون أن العلامة بن حمزة يتصدى لكل دعاوى الفتنة وتقسيم المغاربة الذين يجمعهم الدين والوطن وإمارة المؤمنين.
Aucun commentaire