Home»Correspondants»مِنْ آفات الصدام العربي – الأمازيغي بالمغرب

مِنْ آفات الصدام العربي – الأمازيغي بالمغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

مِنْ آفات الصدام  العربي – الأمازيغي  بالمغرب

              إسماعيل علالي*

لا مراء إن قلنا :إن الصراع الأمازيغي- العربي الذي يفتعله ويؤججه متعصبو العرب والأمازيغ

بالمغرب  من شأنه وَأْد درس (الاستثناء المغربي) الذي أضحى درسا معتمدا ومُلْهِمًا لعدة دول لم تحسن

تدبير  التعدد الهوياتي واللغوي بأرجائها ، وخير مثال على ذلك الجار الجزائري الذي شرع- مؤخرا -في

ترسيم  الأمازيغية   –اقتداء بنموذج المغرب، إن لم نقل نسخ تجربته-، أملا في إخماد ثورة القبائل

 الأمازيغية  الجزائرية التي ثارت على إقصاء قوميي  الحزب الحاكم و اختارت الانخراط في الحراك

الذي شهدته المنطقة المغاربية منذ السنة الفارطة.

لذا وجب  تنبيه متعصبي القومية العربية والحركة الأمازيغية بالمغرب إلى آفات خطابهم الإقصائي

وانعكاساته السلبية على مشروع (الاستثناء المغربي) الذي يحق للمغاربة التباهي والاعتزاز به .

فمن آفات الصدام المفتعل بين الأمازيغية، (وإن شئت قلت :غلاة الحركة الأمازيغ) والعربية(وإن شئت قلت

:غلاة القومية العربية) بمغرب اليوم، ما يلي:

1* آفة التجزيئ: ذلك أن انتصار الأمازيغي المتعصب لأمازيغيته ، وانتصار القومي العربي لعروبته

من شأنه تجزيئ المغرب إلى أجزاء  متناحرة  فيما بينها ، الخاسر فيها  الخصوصية المغربية ، وبخاصة

،الهوية المغربية التي أصَّلها ملوك المغرب ورجالاته منذ  قرون خلت.

2*آفة التسييس: حيث يلاحظ  اليوم بالمغرب ، تكاثر الاصطفافات  المُسَيَّسَةِ  وتنامي الإديولوجيات العرقية

الداعية إلى التفرقة بين أمازيغ المغرب وعربه، حيث فَعَّلَ  متعصبو الأمازيغية والقومية العربية –عن وعي

أو دون وعي؟- إيديولوجية المستعمر الفرنسي القديم  ، لمَّا رام الفصل بين عرب المغرب وأمازيغه ، رغبة

منه في جعل الوحدة المغربية مِزَقًا. – وخير مثال على آفة التسييس وانعكاساتها الوخيمة ، ما تعرف الساحة

الطلابية من صراعات عرقية مغلفة بأغلفة إيديولوجية.

آفة تَمْيِيعِ الهوية المغربية:  إذ نلاحظ في خطابات هؤلاء المتعصبين إقصاء ممنهجا للتاريخ المغربي ،

والهوية المغربية الحق، القائمة على التعددية العرقية واللغوية، و سعيا حثيثا إلى خلق هوية صمَّاء، إما

منغلقة على نفسها(أنصارها)، أو متسلطة تعلي من شأن فئة(عرق-لغة) وتقصي الفئة الأخرى ، أو مستغنية

بنفسها عن الأغيار(لغات-أعراق-ثقافات).

وهذا التمييع للهوية/الخصوصية المغربية أشد خطرا على الوحدة المغربية والاستثناء المغربي الذي ما فتئ

أعداء الوحدة الترابية والاستقرار يحاربونه .

وختاما أقول للمتعصبين من كلا الطرفين :  هذه بعض من آفاتكم ، أفلا تنتهون ؟

المغرب –كان وسيبقى – لكل المغاربة، والهوية المغربية هوية تعددية قوامها  التكامل والتعايش، لا الصراع

والتجزيئ الذي زعمتم.، والحضارة المغربية بناها الأمازيغ  والعرب معا،  فلِمَ حِدْتُمْ –اليوم- عن هذه القيم ،

واخترتم لغة التصادم بدل لغة الحوار الباني   ؟.

*باحث في تراث الغرب الإسلامي الشفهي والمكتوب

ism1.allali@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. جواد البطيوي
    02/03/2016 at 21:00

    أصبت أخي الأستاذ البحاثى إسماعيل علالي، دام لنا قلمك وحرفك السامق، ودمت من أنصار الوحدة والتكامل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *