Home»Régional»مداخلة الأستاذ الدكتور محمد الأوراغي بعنوان : اللغة العربية أساس التنمية في وطنها

مداخلة الأستاذ الدكتور محمد الأوراغي بعنوان : اللغة العربية أساس التنمية في وطنها

1
Shares
PinterestGoogle+

بدأ الأستاذ الأوراغي مداخلته بشكر الجهة المنظمة ، وتواضعا منه جامل الأستاذ تمام حسان بالقول : وددت لو هربت من جلسة فيها أستاذي الذي علمني اللسانيات لهذا لن أتحدث في اللسانيات وإنما سأعبر عن بعض همومي في اللسانيات الاجتماعية بعد مرور عابر باللسانيات الوصفية. واقترح أن تكون مثل هذه اللقاءات لطرح مثل هذه الهموم. وبدأت المداخلة باعتبار اللغة أساس تنمية الإنسان الذي لا وجود له بدون لغة. ورفض الأستاذ الأوراغي أن تتشارك لغتان في التنمية كما يظن البعض لأن اللغة عنده إنما تكون أساس التنمية في وطنها سواء كان دماغا أم كان حيزا جغرافيا. واللغة عنده نسق رمزي وديوان ثقافي . أما النسق الرمزي فوظيفته التواصل فقط ، وهنا عبر الدكتور الأوراغي عن رفضه للوظائف الست للغة كما يقررها ياكبسون معقبا بقوله : ليس كل ما يقوله الغرب في اللغة صحيحا ، وفي نظره إذا ما جاز القول بالوظيفة الشعرية للغة وهي اقتران القواعد بالمحسنات جاز القول بالوظيفة المنطقية أيضا لاقتران القواعد بالمنطق ، لهذا فالنسق الرمزي عنده له وظيفة التواصل فحسب في الحاضر ومع توالي الأجيال وإلا فلا معنى للغة المكتوبة ولا حاجة للكتابة.

أما اللغة كديوان ثقافي فوظيفتها صياغة الإنسان بالثقافة المحمولة فيها، فالله يخلق الإنسان واللغة تصنعه بثقافتها.ويعود الأوراغي إلى النسق الرمزي وهو نمطي القواعد وكلي الوظائف ليعلن مخالفته لنظرية شومسكي القائل بطبعية اللغة ، وهو أمر لم يقبله الأوراغي طالما كان يقرأ قول الله عز وجل << ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم >> فلا يمكن أن تصح نظرية توحيد الألسنة كما يذهب إلى ذلك شومسكي . ويعقب الأوراغي بالقول أنا لا أخطئ شومسكي في حكمه على الانجليزية ولكنني أعتبر نظريته مفسدة للغة العربية ، أما فكره فيجب الإطلاع عليه ولا يجب استنساخه . ويذكر أن بعض المستنسخين لفكر الآخر اللغوي احتاروا فيما يقابل الفاعل في الفرنسية أو الانجليزية حتى

اقترح بعضهم عبارة الفاعل الرومي على غرار الديك الرومي.واللغات عند الأوراغي نوعان :
1

ـ لغات توليفية ومنها العربية رتبتها حرة ولا تناسبها القواعد التحويلية
2

ـ لغات شجرية بنيتها القاعدية قارة تصلح لها القواعد التحويلية

وهنا عاد الأوراغي ليؤكد بأن خطأ شومسكي في تعميم قواعده على كل اللغات عوض المحافظة على أنماطها ، والتنميط ليس هو التعميم.
وغادر الأوراغي اللسانيات الوصفية إلى اللسانيات الاجتماعية التي يعتبر نفسه فيها من الهواة مع شبه احتراف ، وهنا يعود إلى اللغة كديوان ثقافي لينمطها كما نمطها كنسق رمزي باعتماد مبدأ الثالث المرفوع إلى طبيعية ووضعية ، أما الطبيعية فهي ما يدون باللغة الرياضية كما ذهب إلى ذلك جاليلو الذي ترحم عليه قائلا : إن جازت عليه الرحمة ، وأما الوضعية فنمطها إلى نوعين : نوع ثقافة العقيدة الإنسية التي تمثلها فلسفة الأنوار المتنكرة للدين عامة والكنيسة خاصة ، وهي تجعل الإنسان مشرعا لا يوجد فوقه مشرع وهو يتحكم فيما تحته ـ وهنا تدخل الدكتور تمام حسان باعتباره رئيس الجلسة ليوقف الدكتور الأوراغي بسبب انتهاء وقت المداخلة ـ مما اضطرني لسؤال الأستاذ الأوراغي في الكواليس عن النوع الثاني للغة كديوان ثقافي فأجاب إنها ثقافة الإنسان الذي يكون وسطا بين مشرع فوقه وما هو تحته. وما دام الله يخلق الإنسان واللغة تصنعه بحمولتها الثقافية باعتبارها ديوانا ثقافيا فإنها أساس التنمية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *