اختلالات دار الطالب بأحفير على طاولة وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الإجتماعية
يبدو أن العلاقة بين رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية لأحفير وكاتبها العام تسير تدريجيا نحو الجفاء والقطيعة النهائية ، بعد أن أثارت مسألة إشراف هذه الجمعية على تدبير دار الفتاة الجديدة ، أثناء اجتماع مكتبها المنعقد خلال أوائل نونبر الماضي ، خلافات حادة بينهما تطورت إلى مشادات كلامية تقطر سبا وقذفا ، انتهت بوضع كاتبها عبد الإله وهاب شكاية في الموضوع ضد رئيسها القادري المختار لدى المحكمة الإبتدائية ببركان التي حددت جلسة 07/01/2015 للنظر فيها .
إلى ذلك ، لم تكد تمر أسابيع على هذا الصراع المفتعل من لدن رجل سلطة ، من اللذين يفرقون بين المرء وزوجه ، ويحشرون أنوفهم فيما لا يعنيهم (..) حتى باغت الكاتب العام الرئيس ومن يتسترون عليه هذه الأيام برسالة نارية إلى وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الإجتماعية ، ضمنها استياءه الشديد مما تعرفه دار الطالب من اختلالات تدبيرية وقانونية ، وهي رسالة قنبلة ستحرق حتما شعرة معاوية التي حاول الطرفان الحفاظ عليها سالمة بالرغم من التوترات التي مرت بها علاقتهما .
و إذا كانت الجهات المسؤولة محليا وإقليميا على معرفة تامة بتفاصيل كل ما يجري ويدور داخل دار الطالب ، ولكنها تغض الطرف عن كل ذلك نظرا لعلاقة المصلحة القوية التي تربطهم برئيس الجمعية المكلفة بتسييرها ، فإنه من المرتقب أن يكون رد الوزيرة الحازمة سريعا وقويا ، سيما أن الرسالة ، التي نتوفر على نسخة منها ، تكشف فضائح الرئيس مؤكدة أنه » حول دار الطالب ، في ظل الغياب التام لأجهزة التفتيش المركزية ، إلى ضيعة خاصة ، يحكمها وفق هواه ومزاجه ، ما أثر سلبا على جودة وحجم خدماتها المقدمة لنزلائها ، على جميع المستويات ، سيما ما يخص الإيواء والتغذية و الوقاية والسلامة . » ، مضيفة » لقد ظلت هذه المؤسسة الإجتماعية طيلة العقود الخمس الأخيرة أسيرة للتسيير البيروقراطي ولطغيان القرارات الإرتجالية والعشوائية ، مقيدة بأغلال الفساد والفقر والتسول ، معتمدة على إعانات التعاون الوطني ، وجماعة أحفير، و عمالة بركان، و جهة الشرق ، وبعض المحسنين ، حتى باتت قاب قوسين أو أدنى من السكتة القلبية. »
كما أشارت الرسالة ذاتها إلى أن » هذه المؤسسة الإجتماعية ما انفكت تدبر شؤونها من لدن جمعية صورية ، لم تعقد جموعها العامة السنوية منذ سنة 2006 ، ابتليت بشخص همه أن يبقى رئيسا لها مدى الحياة عبر انتخابات مزورة ، ولا تهمه مشاكلها المزمنة البتة ، حيث أصبح بعض مرافقها آيلا للسقوط ، و بنياتها التحتية اهترأت عن آخرها حتى شبكتي الوادي الحار والماء ، وجل تجهيزاتها أكل وشرب عليها الدهر ، كالثلاجة التي دخلت الخدمة سنة 1962 ، فضلا عن النقص الحاد في الأطر الإدارية والمالية والتربوية والصحية ، ومستخدمي المطبخ والنظافة ، و سوء التغذية كما وكيفا ، مثلما لا يهمه إنجاز مشاريع اقتصادية من شأنها خلق موارد مالية قارة لها ، تحقق لها الإستقلال المالي المفقود ، وتتيح لها تقوية قدراتها الإيوائية والتربوية والإجتماعية بما يخدم روادها ، اللذين يعانون الأمرين جراء قساوة ظروف الحياة بها . وبالمقابل ، نجده لا يدع اجتماعا للمكتب إلا صيره مهرجانا خطابيا لسرد بطولاته و انتصاراته الخيالية على كبار مسؤولي الدولة ، واستعراض قدراته الربانية الوهمية على قهر كل من خالفه منهم ، عوض البحث عن بدائل لسياستي التقشف و التسول التي ينتهجها لمواراة العجز الحقيقي للميزانية ، التي يعدها كيف شاء ، و يصادق عليها كيف شاء ، وينفذها كيف شاء ، و لا يخضع في ذلك لقواعد المراقبة والمحاسبة . والخطير أنه قام مؤخرا بتوظيفات غير قانونية استفاد منها مقربون من السلطة وأعضاء المكتب لا تتوفر فيهم شروط على الكفاءة والإستحقاق والخبرة ، وقرر أن تشرف الجمعية على تدبير دار الفتاة بالرغم من أنها ميزانيتها لا تكفي حتى لتسيير دار الطالب ، في اجتماع غاب عنه جل الأعضاء . ».
واختتمت الرسالة بالقول: » إزاء هاته الإختلالات الجسيمة التي تعرفها دار الطالب بفعل ترامي هذا الرئيس الإستثنائي على اختصاصات أعضاء المكتب ، وتعطيله الرقابة الداخلية من خلال إجهازه على آلية الجمع العام الديمقراطية ، وعدم إحداثه لجنة التدبير، ووعيا منا بخطورة استمرار الفساد الإداري والمالي الذي يعتريها ، فإننا نلتمس منكم ، السيدة الوزيرة المحترمة ، بصفتكم المسؤولة على حسن تسيير مؤسسات الرعاية الإجتماعبة بالمغرب ، أن تعملوا على وضع حد لهذه الإختلالات الخطيرة التي سنعمل على إطلاع الرأي العام عليها قريبا. ».
بقلم أحمد كروج
Aucun commentaire