Home»Régional»الإعلاميات…مادة غير معممة في زمن العولمة

الإعلاميات…مادة غير معممة في زمن العولمة

2
Shares
PinterestGoogle+

لن يكون الملاحظ للشأن التعليمي مجانبا للصواب إذا أكد أن من بين مؤشرات اندحار قطاع التربية والتكوين الى حضيض الرتب العالمية، هو التعامل الحالي مع مادة الاعلاميات التي قدر لها أن تعيش على ايقاع التردد والوعود والسرعة الحلزونية التي تخترق بها المؤسسات التعليمية. يحدث هذا في زمن العولمة التي تتطلب التمكن من آليات تقنيات الإعلام والتواصل، بل يحدث هذا أيضا في زمن من المفروض أن تقاس فيه الأمية من عدمها بمدى القدرة على ضبط تلك الآليات، غير أن هذه الكفاية مازالت بعيدة المنال ، ان لم نقل أن الأمر يتطلب مسافة زمنية طويلة تقاس بقياسات أخرى غير تلك المعتمدة في حياتنا العادية.

إن الحديث عن مادة الإعلاميات بالمؤسسات التعليمية انطلاقا من المعاينة الميدانية يثير الكثير من التساؤلات حول واقع مادة كتب لها أن تدخل في عداد المواد غير المعممة، وفي كل إجراء تحضير لدخول تربوي، يشار إلى وضعها القائم مع ضرورة تجاوز المشاكل المطروحة، ليعاد نفس السيناريو في إجراء تحضير آخر، وكلما حصل تقدم في تعميم هذه المادة ظهرت مشاكل أخرى بالجملة، تؤدي إلى انطباع مفاده أن هذه المادة مرتبطة بحلول ترقيعي جدا ليس إلا، لتتحول بذلك هذه المادة إلى رقم فقط بدل كونها كما هو المفروض إضافة نوعية في حقل البرامج والمناهج الجديدة.

إن المعاينة الميدانية لواقع تدريس الإعلاميات أو الاستئناس بها في المؤسسات التعليمية، تبين بما يكفي ما تم تأكيده سابقا، فأساتذة المادة، يدخلون قاعاتهم بإحباط كبير بسبب البون الشاسع بين ماتلقوه من نظريات في معاهد التكوين أو التكوين المستمر والواقع ، بدءا من القاعة التي لايمتلك أغلبها مواصفات تدريس هذه المادة الحيوية ، والتي من المفروض أن يكون الفضاء المحتضن لها جذابا، وهذا ليس بالمهم مادام المستهدفون أي التلاميذ تكيفوا مع هذا الوضع في قاعات دروس أخرى، ويثير هذا الوضع علامات استفهام كبيرة حول الأهداف المراد تحقيقها، يحدث هذا في الجدوع المشتركة ، كما في المستويات الإعدادية التي يتم تدريس هذه المادة بها، وإذا كانت هناك قاعات متخصصة جميلة فان علامات الاستفهام تكبر لتتحول إلى سؤال مصيري ، أين هو تكافؤ الفرص.

من جهة أخرى فان الأستاذ ذاته، يجد نفسه في صراع مرير وشاق مع التجهيزات التي إن وجدت بالعدد الكافي ،فإنها تحن إلى زمن مضى، ليتحول معها ذلك الأستاذ إلى مصلح للأعطاب المحتملة، فكثير من الحواسيب هي من النوع القديم الذي تجاوزته سرعة التطور. أما التلاميذ فيشعرون لحظتها بغبن كبير خاصة أنهم يتحمسون لهذه المادة، وكثير منهم يعلم أن لامستقبل بدون إعلاميات. لكن ما يشاهدونه من حواسيب يحول كل أمانيهم إلى مجرد أغنية لا إيقاع لها، ومن ثم يصابون أيضا هم الآخرون بالإحباط واليأس الكبيرين، حتى أن أغلبهم أدخل هذه المادة في عداد التسلية.

ليس هذا فقط ، بل إن المستهدفين من العملية التعليمية، يدخلون قاعات شبه فارغة من الحواسيب ، ليتكدسوا أمام ماهو متوفر، وهي لحظة تثير الخصاص بكل المقاييس، ليعيشوا حصة دراسية ضاغطة، يتعلمون خلالها كيف يجلسون في راحة نسبية، انه التناوب على الكومبيوتر في زمن تعميمه على كل المرافق على الأقل على مستوى الشعار. إذن كيف يمكن لهؤلاء المكتظين في قاعات المواصفات لها، وعيونهم تشاهد حواسيب من النوع المذكور تم استقدامها عبر التسول، كيف يمكن لهؤلاء التلاميذ أن ينخرطوا في العصر.

يضاف إلى هذا، أن مادة الإعلاميات ، مازالت حبيسة مستويات بذاتها ، كما هو الحال بالنبة للجدع المشترك بالتعليم الثانوي التأهيلي ، أو مستوى من مستويات التعليم الثانوي الإعدادي، وكأن الأمر يتعلق بمادة وضعت لتزيين الواجهة فقء وأمام هذا الحال فان التلاميذ لايمكن لهم أن يتعاملوا بالجدية المطلوبة، فقط وحدهم الأساتذة يحاولون استقطاب التلاميذ للتفاعل الحيوي معها، وبعضهم يلجأ إلى حصارهم بنقط المراقبة المستمرة لدرجة مخيفة أحيانا، لكن بدون جدوى ، مادام التلاميذ يعلمون أنهم غير متابعين بها في الامتحانات الاشهادية ، ويرون في معاملها غير مؤثر على نجاحهم. بل ان بعض التلاميذ يقولون " إننا ضبطنا المبادئ الأولية في مقاهي الإنترنيت بالممارسة فقء وأن تلك المقاهي توفر الظروف التي لا تتوفر في المؤسسات التعليمية…"

من الغريب إذن، أن يحدث هذا وكل الكتب المدرسية المؤلفة انطلاقا من توجيهات ميثاق التربية والتكوين،تنص على اعتماد مواقع الانترنيت للبحث والإثراء، بل هناك مواد أخرى تتطلب الاعتماد على الإعلاميات كالفيزياء والرياضيات مثلا، غير أن ذلك في ظل المشاهد المذكورة يبقى مستحيلا في الوقت الراهن. ورغم ذلك فان التوجيهات والتعليمات الرسمية تطالب بتحقيق كفايات وأهداف نوعية تساير التطورات العالمية الراهنة للتغلب على التحديات المعرفية التي اخترقت كل العالم لتقف أمام المؤسسات التعليمية ، دون أن تجد من يفتح لها الأبواب.

الايستحق التلاميذ أن يدرسوا مادة الإعلاميات وفق المواصفات التربوية المطلوبة، وهم الذين كثيرا منهم يجتهدون أثناء إلقاء العروض في مادة ما ، يجتمعون في مقاهي الإنترنيت ، يصارعون من أجل إخراج موضوعهم بطريقة عصرية، ويتمكنون من ذلك باجتهاداتهم الخاصة. إن هولاء التلاميذ في حقيقة الأمر لو أعطيت لهم الفرصة الكاملة، وتوفرت لهم الشروء لكانوا تلاميذ آخرين غير ما هو موجود الآن، تقول أستاذة للفرنسية " إنني أصاب بدهشة كبيرة، وأنا أستمع وأشاهد عرضا يلقيه تلامذتي بالاعتماد على الحاسوب والوسائل العصرية الأخرى…" غير الحقيقة أن هذه الدهشة لم تصل بعد إلى المسؤولين على الشأن التعليمي، ونتمنى أن تصل قريبا لتفعيل البرنامج الكبير لتعميم وسائل المعلوميات على المؤسسات التعليمية، وهذا انتظار مجتمعي عام.

في المؤسسات الابتدائية التي تستأنس بالإعلاميات في القاعات المتعددة الوسائط ، تطرح إشكالات أخرى أكثر حدة، هذا إن وجدت التجهيزات، فغالبا ما يتم انتقاء أستاذ من المؤسسة ذاتها لاتجمعه مع الإعلاميات سوى النظرة إلى الحاسوب ليصبح بذلك شبه متفرغ، قد يستفيد من دورة تكوينية أو لايستفيذ ليس ذلك المهم ، بالنسبة للإدارة، المهم أنه" يشد لولاد"، لتكتب الإدارة في تقاريرها ، أن القاعة متعددة الوسائط تعرف حيوية ناذرة يؤطرها أستاذ كفؤ في الميدان، دون أن يصحح المسؤولون الآخرون هذا الوضع باللون الأحمر، بل يزينون هذا التفرير عندما يضعوه في أرشيفات المنجزات.

في أغلب المؤسسات التعليمية الابتدائية المتناثرة بالقرى، لاحديث على الإعلاميات وعلى الحواسيب والقاعات متعددة الوسائط ، هنا صراع مع التضاريس والمناخ والهدر المدرسي، في هذه الأمكنة يغيب التأهيل تماما ، وفي كثير من الأمكنة تندحر التنمية البشرية، وبالأحرى التنمية المعلوماتية،في هذه الأمكنة يعجز التلميذ أن يكتب حرفا واحدا إذا طلب منه أن يصف"الكومبيوتر"، وبالأحرى أن يخترقه، تقرأ في عينيه غياب تكافؤ الفرص مع زملائه في المدن، وهو لايعرف أنهم هم الآخرون غير قادرين على تحرير ذلك الموضوع اللهم اختيار العنوان" غياب الإعلاميات"

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. prof
    12/04/2008 at 23:57

    les details sont exactes , mais pas de sollution on doit profiter de ce qu’on a et s’appuyer sur l’autoformation si on veut se mettre sur les railles de l’informatique.

  2. enseignant
    12/04/2008 at 23:57

    il faut savoir qu’il existe des ordinateurs pour montrer aux superieurs qu’il existe des ateliers d’informatiques pour les enseignés mais la réalité pédagogique est absente..quelques directeurs sot loin de la technologie et le monde de pc.de toute façon on vous remercie mrde l’article

  3. استاذة ابتدائي
    12/04/2008 at 23:57

    حقيقة ما يوجد في الواقع نتاسف عليه. فمؤسستنا تضم قاعة للاعلاميات مغلقة .وا لمشرف عليها ليس له اي دراية بالاعلاميات . ومع ذلك تم تعيبنه من طرف النيابة و التلاميذ دائما يتساءلون عن وقت ولوج القاعة ما العمل افيدونا من فضلكم………..

  4. استاذ التعليم الابتدائي - الناضور
    13/04/2008 at 12:21

    واقع الاعلاميات بالتعليم الابتدائي شيء آخر .
    الحواسيب مكدسة في قاعة يركبها الغبار معرضة للاهمال والتلاشي تمر السنين دون تفعيل هذه القاعة لا الوزارة ولا الاكاديمية ولا النيابة اتخدت اجراء جدي لتفعيل القاعة ولم توضع استراتيجية واضحة للانطلاق بهذا المشروع الذي كلف الدولة اموالا باهضة . وعلى ما يبدو فان هذا المشروع ينحو نحو الفشل وسيكون فضيحة كبيرة ستنضاف الى المستوى الذي وصلت اليه منظومة التعليم .
    هناك مشاريع اعلاميات بسيطة نجحت في الاردن وفي تونس بينما في المغربي رغم اهمية المشروع وكلفته يسير نحو الفشل . فهل الوزارة غير منتبهة لمآل هذا المشروع وانعكاساته الخطيرة على البلاد ؟؟؟

  5. nouvelle enseignante en informatique
    23/04/2008 at 13:01

    Je vous remércie pour l’aticle. Je suis un docteur et Je viens d’être effectée dans l’une ds lycées en informatique. Alors que je croyais que la situation serait mieux que les autres matières vu les contraintes de la mondialisation et de l’importance de la matière, J’ai remarqué toutes les contradictions q’on peut voir dans cette lycée. Tout ce que vous avez dit est vrai. On dispose d’une vingtaine de PC, mais sans grande qualité… et sans maintenance. Le professeur responsable se croit le roi et ne laisse personne profiter de la salle sous pretexte qu’il est le responsable et personne d’autre. Y compris moi, professeur d’informatique (par ex je n’ai pas droit au data show) . La direction ne sait rien en ce qui concerne l’informatique (rien cela veut dire rien ..) mais ce qu’ils savent c’est entraver les élèves de leur professeur d’informatique pour qu’ils le font réaliserr leurs tâches administratives (peu importe les élèves, peu importe le programme)) Le professeur, il est à son aise puisqu’il est le roi dans cette administration et fait tout dans cette administration et personne ne peut lui intéroger … Croyez vous qu’on peut évoluer ainsi ? ou même faire des petits pas vers le progrés?. Je crois qu’il s’agit là de toute un esprit à changer

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *