الملحقة الإدارية الثانية تؤسس لفلسفة جديدة في التقاعد بتكريم إحدى موظفاتها
أحمد الجبلي
منذ أزيد من أسبوع، والأشغال التحضيرية، في الملحقة الإدارية الثانية بوجدة على قدم وساق، تحضيرا لحفل تكريم يليق بمقام الموظفة السيدة زينب لمقدم بمناسبة تقاعدها.
إن موظفي هذه الملحقة أبوا أن يمر تقاعد زميلتهم زينب لمقدم في صمت وهدوء دون صناعة الحدث، حدث تنظيم حفل خاص متميز، قد استدعي له السيد رئيس المجلس البلدي بوجدة والسيد الكاتب العام، وقائد الملحقة الإدارية الثانية، وجل الموظفين الذين سبق لهم أن اشتغلوا مع الزميلة زينب سواء في هذه الملحقة أو غيرها.
وسيبقى يوم الجمعة 13 نوبنر 2015 يوما مشهودا في تاريخ هذه الملحقة، حيث مر الحفل في أجواء ممزوجة بالفرح والحزن، الفرح بانتهاء خدمة زميلتهم بسلام لتتفرغ لخدمة أسرتها وترتاح قليلا لتبدأ الحياة الحقيقية، حياة ما بعد التقاعد، والحزن الذي كان باديا في العيون وقد تحجر الدمع فيها أسا على فراق سيدة جليلة القدر، امتازت بأخلاقها العالية، وسمتها الهادئ، وعملها الدؤوب.
إن ما ميز هذا الحفل التكريمي البهيج منطق التسامح حيث من الطبيعي أن تحدث أحداث، وتقع تشنجات داخل أي إدارة فيما بن موظفيها، أو بين موظفيها والمسؤولين عليها، ولكن الجميل هو أن يتم الفراق بغسل القلوب ونفضها من كل الشوائب التي قد تعلق بها، لتصفح وتقبل الدعوة إلى الصفح، وهكذا كان اللقاء كما قالت السيدة زينب: » الله يفرقنا بلا ذنوب » إنه منطق رائع وجميل، حيث من مقاصد هذا الحفل ألا يكون مجرد اجتماع من أجل أكل الحلوى وشرب العصير، أكثر مما يجب أن يكون محطة لإشاعة فكر التسامح والحب والصفح ليبقى تاريخ الإدارة نقيا ساطعا لا يذكرنا إلا بما نحمل في ذاكرتنا من ذكريات جميلة ورائعة رفقة أصدقاء الدرب الإداري الفاعل والمعطاء.
كما تميز هذا الحفل بإلقاء كلمات مؤثرة كانت أولها كلمة السيد منسق الملحقة إدريس بورشيد قدم خلالها شهادات رائعة في حق السيدة زينب من اجتهاد وانضباط وعطاء، كما شهد بأنها موظفة كافحت طول حياتها، وأعطت الكثير دون كلل أو ملل مما جعلها أهلا لهذا التكريم، تلتها كلمات لبعض الزملاء الموظفين تناول بعضها تعبيرا عن المعنى الحقيقي للتقاعد إذ يهدف إلى بعث رسائل أولها رسالة إلى أن أهم عنصر في التنمية والتقدم والازدهار هو هذا الإنسان الذي يعد اللبنة الأساس في بناء الأوطان، وبالنظر إلى ما قدمه هذا الإنسان الموظف لبلده كرافعة أساسية للتنمية فهو يستحق أن يقام له هذا الحفل وهذا التكريم، ثانيها رسالة لكل الموظفين ليعملوا أكثر ويجدوا في تقديم خدماتهم بكل صدق ومثابرة وانضباط حتى إذا جاء وقت تقاعدهم وتم الاحتفاء بهم أو تكريمهم كانوا أهلا للتكريم والاحتفاء، والرسالة الثالثة مفادها أن الإدارة قد جمعت بين موظفيها لمدة طويلة قد امتدت لسنوات، أي سنوات من العشرة والعمل معا، وبالتالي ما كان لموظفي الملحقة الثانية أن يدعوا الحدث يمر بسهولة دون إحداث هذه الضجة من الفرح والنشاط والهتاف، حتى يبقى هذا التكريم ذكرى طيبة لا يمكن أن تنساها السيدة زينب، كما لا يمكن أن ينساه زملاؤها في العمل. وتناولت كلمة ثالثة حديثا عن أن الإنسان عندما يقترب من سن التقاعد يبدأ في الاستعداد له، والتقاعد ليس هو نهاية الخدمة، بل هو في الحقيقة نهاية للخدمة الإدارية فحسب، وليس نهاية العمل ككل، ولذلك فالمتقاعد سيبدأ حياة أخرى هي الأخرى ملأى بالعطاء، وإذا كان في الإدارة قد قدم خدمات للمواطنين، فبعد التقاعد يجب أن يستمر عطاؤه لعائلته وأقاربه وجيرانه وغيرهم. وختم قيدوم الموظفين بجماعة وجدة الأستاذ صلاح الدين قلعي كلمته هاته بدعوته إلى التسامح والصفح عن ما قد يبدو من البعض من أخطاء أو سهو مما كان له بالغ الأثر على الحفل، وفتح بابا واسعا للصفح والتسامح فيما بين الموظفين.
وقد تحدت آخرون وتحدثت أخريات، وعجز البعض عن التعبير تأثرا بهذه الأجواء المشحونة بالحب والصداقة والتسامح.
وقد انتهى هذا الحفل البهيج بتكريم السيدة زينب بهدايا مختلفة وبشهادة قد قدمت لها باسم جميع زملائها الموظفين اعترافا منهم بما قدمته زميلتهم من أعمال جليلة خدمة للصالح العام.
1 Comment
في البداية ابارك للمحتفى بها بلوغها سن التقاعد . فقد خرجت سالمة غانمة من هذا الجهاد الاداري . لا ندري كم سنة قضت في خدمة المواطن وبشهادة الجميع كانت متفانية وغير غشاشة في اداء الواجب … وقد رجع بي هذا الاحتفاء الى السنة التي خرج فيها المرحوم احميدة .خ متقاعدا وكان يحلم بالتفاته من المجلس الا ان شئ من هذا لم يقع . وخرج كانه لم يقضى ولو يوم واحد بجماعة » واد الناشف سيدي امعافة » انداك . اللهم التفاتة بسيطة من موظفي المصلحة التي كان يشتغل بها وتمثلت في هذية بسيطة تم ايصالها الى منزله دون حفل يدكر . رحم الله احميدة .خ واسكنه فاسح الجنان واتمنى طول العمر لهذه السيدة وانا بدوري اثمن هذه الخطوة واتمنى لها الاستمرارية – والسلام عليكم