الدورة السادسة المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين سوس ماسة درعة

الوزير: ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين ورش مجتمعي على الجميع الانخراط المكثف
النقابات :وقفة احتجاجية ، تنديدا بالظروف القاسية الهجوم على القدرة الشرائية.

انعقد المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة درعة يوم الثلاثاء 18 مارس 2008 بمقر عمالة إقليم تيزنيت في دورته السادسة،تحت شعار:«الشراكة الاستراتيجية مدخلنا إلى جودة التربية والتكوين». برآسة السيد وزير التربية الوطنية أحمد أخشيشن،وتنعقد هذه الدورة في ظروف اجتماعية واقتصادية اتسمت بالهجوم على القدرة الشرائية لعموم الشغيلة ،وبالظروف القاسية التي تعيشها الأسرة التعليمية بهذه الجهة الشاسعة والمترامية الأطراف،مما دعا النقابات التعليمية إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر انعقاد أشغال المجلس قصد إثارة الانتباه للوضع التعليمي بالجهة. عبرت عنه بيانات النقابات التعليمية المشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية،وطالبت بتحسين ظروف الشغيلة التعليمية المادية والمعنوية.
بقاعة عمالة تزنيت انطلقت أشغال الدورة بتلاوة آيات من القران الكريم تلتها كلمة والي الجهة ألقاها بالنيابة عنه عامل إقليم تزنيت رحب فيها بالسيد الوزير وحيا مدير الأكاديمية ونواب الوزارة بالجهة ومن خلالهم كافة أفراد أسرة التعليم على المجهودات والتضحيات التي يبذلونها من اجل تربية وتكوين أبناء الوطن عماد المستقبل.مشيرا إلى أن المجلس الإداري للأكاديمية هو الفضاء المناسب لتقييم العمل التربوي بالجهة وتسليط الأضواء على الانجازات قصد تعزيزها والتذكير بالاكراهات والعراقيل للبحث سويا عن الحلول الناجعة لها،كما نوه بشعار الدورة،معربا عن يقينه بنجاح العمل التشاركي والتضامني في ميدان التربية والتكوين بالجهة لتحقيق نتائج ايجابية ومقنعة أسوة بما تحقق في قطاعات أخرى.ودعا إلى وضع استراتيجيه جهوية ترتكز على:إرساء ثقافة الحكامة الجيدة و تأهيل الثروة البشرية وتطويرها و عصرنة أساليب تدبيرها،والى وضع برامج تعليمية منبثقة من خصوصية الجهة الاقتصادية والثقافية وتستجيب للمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية وتساير تطورها السريع،ولم يفته الإشارة إلى ضرورة تحسين ظروف التدريس و حل مشكل الاكتظاظ وتغيب المدرسين،واختتم كلمته بالدعوة إلى العمل على زرع قيم النزاهة والاستحقاق والمعرفة المتجددة في نفوس أبنائنا،وتربيتهم على روح المواطنة والسلوك المدني من اجل تحصين وطننا العزيز .

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث أشار في كلمته أن السياق الذي تنعقد فيه المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية يفرض تحديد ملامح مدرسة الألفية الثالثة بعد تقييم ما تحقق من عشرية التربية والتكوين،واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لتدارك النقص الحاصل خلال الفترة المتبقية لنهاية هذه العشرية، بعد أن أصبح الجميع مقتنعا بضرورة النهوض بمنظومتنا التربوية لكسب الرهانات والتحديات المطروحة على بلادنا، وبعد التذكير بالاهتمام الملكي بالمنظومة التربوية قدم معطيات وأرقام وطنية أشَّر أغلبها على المنجزات الكمية من حيث نشر التعليم وتعميمه، فأورد أن نسبة تعميم التمدرس وطنيا بلغت في الابتدائي 94%، و 74.5%في الثانوي الإعدادي، وفي الثانوي التأهيلي 48% ،مشيرا إلى عدم تحقيق ما كان منتظرا في التعليم الأولي إذ راوحت نسبة تمدرس الأطفال من 4-5سنوات59.7% وهو مؤشر يعني أن نصف هذه الفئة العمرية لازالت محرومة من الاستفادة من أي نوع من أنواع التمدرس. تم ذكر بمسلسل الإصلاح البيداغوجي الشامل الذي انخرطت فيه الوزارة و المرتكز على إعادة النظر في الهندسة البيداغوجية بمختلف الأسلاك التربوية، وأشاد بروح الحوار المثمر والتعاون البناء بين الوزارة والشركاء الاجتماعيين، مؤكدا أن ما تم انجازه لفائدة أسرة التعليم،ما كان له أن يتحقق لولا هذه الروح التي يجب أن تنعكس بنفس القوة والايجابية على الأصعدة الجهوية والإقليمية والمحلية لإيجاد الحلول الضرورية لإشكالاته الملحة. منبها إلى أن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص مازال في حاجة إلى مجهودات مكثفة ومقاربات جديدة، ليتجسد على ارض الواقع،حيث لازالت ظروف التمدرس صعبة في نسبة هامة من مؤسسات التربية والتكوين التي تفتقد إلى الماء والكهرباء والمرافق الصحية وغيرها من التجهيزات الأساسية،وفي هذا الإطار لم تفته الفرصة للتذكير بالتفاوتات التي تخفيها المؤشرات العامة بين جماعات الجهة ،مطالبا أعضاء المجلس ولجانه إلى ضرورة العلم بتفاصيل هذه المؤشرات،ليتمكنوا من تحديد الأولويات،وتقليص الفوارق في اتجاه بلورة مبدأ تكافؤ الفرص على ارض الواقع.،مشيرا أن ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين ورش مجتمعي على الجميع الانخراط المكثف فيه بمسؤولية وبكل شروط ومقومات التعبئة الوطنية لإنجاحه وتحقيق انتظارات المجتمع بمختلف مكوناته.

السيد مدير الأكاديمية د.مبارك حنون أوضح أن المقاربة التي تعتمدها الإدارة في الاشتغال تروم إرساء استراتيجيه تتمحور حول المؤسسة التعليمية وتنمية الحكامة المحلية، لتحويل تحديات الجهة إلى فرص،عبر سيادة الثقافة التشاركية والتضامنية والتركيز على المهارات الأساسية والسلوكيات الايجابية وتعزيز تماسك الجسم التربوي بالجهة وتعاونه وديناميته،رغم الظروف الصعبة التي تتميز بها الجهة،حيث تشكل 10% من المساحة الوطنية يغلب عليها الوسط القروي بنسبة59.2% تشكل 23% من مجموع دواوير المملكة، وساكنتها تصل إلى 10.4% من مجموع سكان المغرب، بالإضافة إلى نمو ديمغرافي متباين ما بين0.1 و3.7 ،ومعدل الفقر بها يصل إلى 18.9% جهويا مقابل 14.2%وطنيا. و في إطار إرساء حكامة القرب أشار إلى تفعيل مجالس التنسيق الجهوية والإقليمية والمحلية كآلية لاجراة برنامج العمل وتتبعه وتقويمه،مع إرساء هياكل التفتيش وثقافة الشراكة والتواصل ولا مركزة التدبير كما أشار إلى تفويض الاعتمادات للنيابات منذ موسم: 2003/2004 والعمل على تفويض الاعتمادات للمؤسسات في أفق الاستقلالية في التدبير.تم استعرض إحصائيات حول نمو التمدرس بالجهة والتي قاربت نسبه المعدل الوطني،هذه النسب التي شملت تطور الأعداد الإجمالية للتلاميذ بالتعليم العمومي والخصوصي والنسب الصافية للتمدرس حسب الفئات العمرية و نسب التغطية بخدمات التمدرس ،إذ بلغت نسبة الدواوير الممدرسة 96.6% خلال هذا الموسم2007/2008 ،والدواوير الممدرسة بعين المكان 42.3% ،وتغطية الجماعات بالإعدادي50.9%، و بالتأهيلي 20.8%.وفي مجال التعليم الأولي قدم أرقاما حول توسيع وتأهيل شبكة مؤسسات التعليم الأولي ومنها توقيع 70 شراكة لتطويره. وبخصوص التعليم الثانوي التقني اخبر بإحداث شعب تقنية بنيابتي شتوكة ايت بها وزاكورة وإحداث الجدوع المشتركة التكنولوجية بمجموعة من المؤسسات ،وبخصوص الأقسام التحضيرية وشهادة التقني العالي تقرر في الأفق إحداث شعبة PCSI بثانوية رضا السلاوي وأقسام شهادة التقني العالي بتارودانت،وشعبة الإنتاجية (Productique) بثانوية يوسف بن تاشفين. وبشراكة مع الجمعيات المهتمة تناول العرض جهود الأكاديمية لتطوير التعليم الخصوصي بالجهة والاعتناء بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة وإدماجهم بالتعليم العمومي إذ بلغ عدد أقسام المخصصة لهذه الفئة 27 قسما موزعة على22 مؤسسة ومجموع المستفيدين 324 منهم251 إعاقتهم ذهنية و73 سمعية .وفي إطار الدعم التربوي عملت الأكاديمية على فتح أقسام لفائدة نزلاء مركزي حماية الطفولة باكادير ونزلاء المؤسسات السجنية وتفعيل مشروع مؤسسة بدون محيط أمي وتعبئة مختلف المتدخلين لتحقيق أهداف برنامج محو الأمية .

وأورد أن الأكاديمية اعتمدت التدبير التشاركي لحركية الموارد البشرية لكن الخصاص المتزايد كما وكيفا ينعكس على التحكم في التدبير على جميع المستويات(الخصاص المتبقي بعد تعيين الخريجين: 856) وأشار إلى أن الاختلالات التي تم ضبطها تم التعامل معها بغاية التأطير والتصحيح وتمت معالجة 62 ملفا تأديبيا أفرزت 59 عقوبة تراوحت بين الإنذار والعزل مع الاحتفاظ بالتقاعد،كما تم توجيه 25 رسالة تشجيع.
واستعرض مجالات التكوين التي شملت: التدبير التشاركي، التخطيط الاستراتيجي، الكفايات، الأمازيغية، التدبير المادي والمالي، الموارد البشرية،المعلوميات،مختتما عرضه حول مشروع ميزانية 2008 بتقديم أرقام ونسب ميزانية الاستثمار والاستغلال ،وكمثال على ذلك نورد أسفله جدولا حول مشروع ميزانية الاستغلال المفوضة للنيابات لسنة 2008 .

النيابات المبلغ النسبة

كاديرإداوتنان 12 719 800,00 12%

انزكان ايت ملول 11 135 800,00 11%

اشتوكة أيت باها 10 118 400,00 10%

تزنيت 15 700 600,00 15%

تارودانت 21 929 400,00 22 %

ورزازات 17 825 100,00 18%

زاكورة 12 142 100,00 12%

المجموع 101 571 200,00 100%

تدخلات أعضاء المجلس تناولت عدة قضايا تقف عائقا في توفير التعليم لجميع أبناء الجهة وبالأحرى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ،وأشارت إلى الخصاص الكبير في الموارد البشرية الذي يؤثر بشكل سلبي على السير الطبيعي للعملية التعليمية،مطالبة بضرورة تفعيل المساطر للتخفيض من الشهادات المرضية والتأكد من صحتها والحد من تغيبات الأساتذة، والعمل على إعادة الانتشار لملء الفراغ والتخفيف من الأقسام المشتركة بحثا عن توفير التعليم أولا في انتظار أن تأتي الجودة ،كما طالبت باعتماد كتاب موحد بالجهة نظرا لحركية الأسر وعدم استقرارها،وتوحيد معدلات النجاح التي تحددها الخريطة المدرسية لما لها من انعكاسات سلبية على مردودية الأساتذة والتلاميذ،إذ لا يعقل النجاح بمعدلات جد منخفضة ترفع مستقبلا من نسبة الانقطاع والهدر المدرسيين،بالإضافة إلى الانعكاس السلبي الناتج عن تحويل مؤسسات لغير ما أسست له(الملحقات)،وغياب قاعات للمداومة ومكتبات المطالعة توفر مكانا أمنا للتلاميذ والتلميذات يبعدهن عن الآفات التي تترصدهم عند أبواب المؤسسات،والمتمثلة في ترويج المخدرات والتحرش الجنسي والتشجيع على الانحراف والاعتداءات المتكررة،وشددت جل التدخلات على ضرورة حماية المؤسسات من هذه المخاطر وتوفير الأمن داخلها وخارجها.وأثارت التدخلات الانتباه إلى ضرورة الزيادة في الداخليات لمواصلة تشجيع التمدرس، وتزويد كل المؤسسات بالمرافق الصحية والماء والكهرباء، والى توفير سكنيات لائقة وخلق حوافز وتعويضات تشجيعية للتخفيف من معاناة نساء ورجال التعليم في الجهة المتميزة بمناطق قروية وعرة،و(التي رغم ذلك ،هناك رجال تعليم يقومون بواجبهم في ظل الظروف الصعبة ،وان كان يشوب عملهم إخلال احدهم غاب ضميره،أما من كان مريضا فنعذره ونرجو له المعافاة)ممثل المجلس الإقليمي زاكورة.و(نشكر أسرة التعليم بالجهة التي بوات أبناءنا احتلال المراتب الأولى جهويا ووطنيا)ممثل تزنيت. كما أشار ممثل المراقبة التربوية للابتدائي إلى ضعف الميزانية المخصصة للهيأة علما أن الجهة تضم ربع دواوير المغرب وطالب بتأهيل مقرات عمل المفتشين وتجهيزها وإعادة النظر في التعويضات و بتوفير وسائل النقل ذات الدفع الرباعي ليقوم المفتشون بواجبهم في تغطية 60% من مجموع تراب الجهة.

(علق احد الظرفاء قائلا:المعلمون حلوا الإشكال باستخدام وسيلة نقل ذات دفع رباعي القوائم، وعند الانتفاء الاكتفاء بذات الدفع الثنائي الأقدام)
كما أشارت بعض التدخلات إلى ما اعتبرته اختلالات في تسيير الأكاديمية وتدبير الموارد البشرية وصرف الميزانية والتعويضات ،الأمر الذي رفضه السيد المدير بشدة في رده قائلا: لا نسمح لأحد أن يقرا قراءة أخرى في ما يخص الميزانية والفائض.مشيرا مثلا: إلى أن ربط المؤسسات بشبكات توزيع الماء والكهرباء رهين بوجود الشبكة ،وان بناية نيابة ورزازات تحتاج إلى الإصلاح والصيانة وليست آيلة إلى السقوط كما جاء في احد التدخلات ،وان هناك سياسة التمييز الايجابي لمنطقة عن أخرى مراعاة لظروفها. السيد الوزير ثمن سياسة التمييز الايجابي وهو الاختيار الذي تشتغل عليه الوزارة اليوم،وان الأولوية للعالم القروي للرفع من جودة وأداء المنظومة التربوية وللتقليص من الفوارق لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين مكونات المدرسة التي لا تقبل اليوم المزايدات والاتهامات المتبادلة،ودعا إلى العمل على تدارك النقص الذي تعانيه منظومتنا التربوية خلال السنوات الثلاث القادمة مادامت الإرادة متوفرة لدى الجميع للنهوض بها.منوها بالإطارات المكتسبة التي تسمح بالتحاور والنقاش مثل المجلس الذي يجمعنا اليوم وهي مكتسبات يجب الحفاظ عليها ،مشيدا بأطر الوزارة ونسبة النزاهة العالية لديهم على جميع المستويات. كما شدد على إيصال الرسالة بشكل جيد إلى محيط المؤسسة التربوية حتى يتمكن من مساعدتها في أداء رسالتها،وشكر الجميع على الاهتمام والإلحاح الذي طبع تدخلاتهم ،مذكرا انه لابد في كل محطة أن يكون هناك من الأعضاء من يوجه ويلفت النظر إلى أمور قد يغفل عليها الجميع ،وانتهى الجمع بالتصويت الذي امتنع عنه 5 أعضاء وتحفظ واحد.

إمضاء :محمد الزعماري
ezzaamarimed@yahoo.fr


[…] وبنفس الحزم والعزم، فإننا نولي نفس الاهتمام، للتفعيل الأجود لإصلاح الورش المصيري للتربية والتكوين، الذي لا مستقبل للأجيال الصاعدة بدون الجرأة في معالجة معضلاته. ذلكم أنه برغم الجهود الصادقة لتفعيل ميثاق التربية والتكوين، الذي يظل إطاراً مرجعياً مؤسسا، فإن النتائج الكمية لم تحقق التغيير النوعي، والتأثير الملموس، في التربية القويمة،والاستجابة لحاجيات الاقتصاد. لذلك، يتعين الانكباب، قبل فوات الأوان، على مواصلة تعزيز الحكامة الجيدة في هذا القطاع، وإيجاد حلول موضوعية للقضايا العالقة، وفي طليعتها إشكالية التمويل، و عقلنة تدبير الموارد، ولغات التدريس، وتحديث البرامج والمناهج، والتركيز على محو الأمية، مع إعادة الاعتبار للمدارس العمومية، وتشجيع التعليم الحر، في نطاق تكافؤ الفرص.
مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة عيد العرش المجيد بتاريخ 30يوليوز 2007