في الوقت الذي تولي فيه السلطات  اهتماما كبيرا للمركب السياحي الذي تقوم شركة" فاديسا" بانجازه في مدينة السعيدية ، والذي يسعى من خلاله المغرب الى استقطاب السياح الأجانب الى هذه المنطقة ، تعرف  قصبة السعيدية  حالة يرثى لها   بحيث ان هذه القصبة التاريخية  تنهار  شيئا فشيئا وبشكل سريع،  وذلك امام اعين المسؤولين  ، سواء على المستوى المحلي من مجالس  بلدية لمدينة السعيدية او سلطات محلية ، ولا أحد يحرك ساكنا امام تساقط اطراف من القصبة ،  اما على المستوى المركزي فكم من وزير زار مدينة السعيدية منذ بدأت ألأشغال بورش  المركب السياحي فاديسا ، ولا أحد من  هؤلاء الوزراء اعطى اوامره بترميم هذه القصبة قبل ان تنهار عن آخرها …
         ان احدى المشاكل الرئيسية في مدننا  تكمن بالأساس في ما يسمى المجالس البلدية ، فكم من مجلس بلدي ، وكم من  رئيس لمجلس بلدي تعاقب  على بلدية السعيدية فلم يكن يهم هؤلاء المتعاقبين  امر هذه القصبة وأطرافها تتساقط  مام اعينهم بقدر ما كان يهمهم تفويت  اطراف من اراضي الدولة الى  شخصيات ذات وزن عال  شيدت عليها فيلات   وباعتها باثمان خيالية وجنت من  ورائها ارباحا طائلة ( والأمر يتعلق مثلا بالفيلات  المجاورة لكاراكاس )  … اما  اعضاء المجلس البلدي للسعيدية ماذا  جنوا من وراء هذه الصفقة  ، فالله أعلم …ولا أحد سيصدق ان هذه الصفقة تم تفويتها " لله في سبيل الله " … ان ازمة كل مدننا في المغرب تكمن في مجالسها البلدية   ، والتي تعتبر السبب الرئيسي في  انتكاسة المدن المغربية ، وخصوصا المآثر التاريخية … كما هو حال  قصبة السعيدية  التي تبكي  حالها امام مرأى ومسمع  كل من  يزور هذه المدينة التي  قلبتها اوراش فاديسا رأسا على عقب …
    ان انقاذ قصبة السعيدية يتطلب تدخلا عاجلا  ، وذلك قبل ان تنهار عن آخرها  ، ولا ينبغي انتظار  مدونة التعمير  التي ما تزال مجرد مشروع يناقش   هنا وهناك في مختلف المدن المغربية ، والتي سوف لا ترى النور قبل سنة على الأقل ، رغم ما تتحدث عنه هذه المدونة – المشروع –  من ضرورة ترميم مختلف المآثر التاريخية باعتبارها جزءا من التاريخ ، وجزءا من  المعمار المغربي الأصيل الذي لا ينبغي التفريط فيه …
     ان ترميم قصبة السعيدية  هو قضية مستعجلة  ، ومن هذا المنبر نوجه هذا النداء …. عسانا نجد آذانا صاغية …ولا نتمنى ان  ينشغل الكل  بأوراش  "فاديسا "  وينسون  تاريخ المغرب الذي  تعتبر القصبات جزءا منه .