أيها المساعدون الإداريون والتقنيون » الهضرى ما تشري خضرى
لقد اندهشت كثيرا وأنا أقرأ في إحدى الجرائد الإلكترونية للجهة الشرقية بيانا ختاميا للملتقى الجهوي للمساعدين الإداريين والمساعدين التقنيين ، هذا البيان الذي تحدث بإسهاب عن مشاكل ومعاناة هاتين الفئتين لدرجة أنني كذبت نفسي وقلت ربما أن هناك خطئا في الفئة المقصودة بالبيان أو أنني لست في وعيي الكامل ، وهذا الإندهاش والتعجب ليس ناتجا من فراغ بل له مبرراته بحيث أنه على مدى سنين طويلة و »نحن » باعتباري أنا أنتمي لهذه الفئة نعاني الإستغلال الإداري بمفهومه الواسع وكذلك التهميش واللامبالاة والتفقير ونعاني الفوارق الإدارية التي تزكي الفوارق الطبقية ، فقد كنا ومازلنا في الدرك الأسفل من الترتيب في انتظار الصعود إلى قسم الكبار ، لكن مع كل الأسف لازالت الحكومة التي ننتظرها لم تخرج للوجود كما النقابات التي ننتظر مساندتها تعتبرنا هي الأخرى مجرد أرقام يمكن استغلالها متى اقترب موعد انتخاب أعضاء اللجان المتساوية الأعضاء راكبة فوق أمواج الوعود الكاذبة والعزف على الوتر الحساس لهؤلاء المغلوبين على أمرهم والذين ونظرا لمعاناتهم الطويلة المدى وترقبهم لمن ينقذهم من ويلات المشاكل المادية والمعنوية المترتبة عن وضعيتهم الوظيفية المتردية التي أثقلت كاهلهم أصبحوا يثقون بكل سهولة في كل من تقدم بوعود تجعلهم يحلمون بغذ يرفع عنهم الضيم والغبن ويبوؤهم درجات يستحقونها .
كلما اقتربت الإنتخابات إلا وتقوت الأحلاف وتغير سلوك الأشخاص المعنيين بالترشيح فأصبحوا يفكرون في الفقراء، يعطفون عليهم ويذوبون وسطهم في محاولة للتعرف على مشاكلهم ولعب أدوار المصلحين الذين دون غيرهم باستطاعتهم حل المشاكل وإصلاح ما فسد ، فتجدهم يسطرون البرامج الفضفاضة التي تفتقر في غالبيتها للنجاعة والمصداقية ويستغلون نفوذهم وأموالهم في تجنيد من يساندهم في حملاتهم الإنتخابية إما من الفقراء الذين ينتظرون بفارغ الصبر مرور الولاية الإنتخابية لتتكرر سيناريوهات الدعاية الإنتخابية والإستفادة ماديا ومعنويا ولو لمدة وجيزة ، أو من الأقارب والأصدقاء الذين لا يفرقون بين حزب وآخر أو من أناس يستطيعون جلب عدد غير مستهان به من الأصوات لكونهم أعيانا لهم كلمتهم . وبعد مرور الإنتخابات تصبح الوعود عبارة عن كلام معسول لأجل الوصول إلى المبتغى وتصبح البرامج مجرد حبر على ورق لا وجود لها على أرض الواقع وتظل المعاناة نفسها والأوضاع على حالها والفوارق تتسع هوتها والأخطر من هذا كله هو التراجع وضرب المكتسبات في العمق وخصوصا إذا كانت الأحزاب التي تقود السفينة همها الوحيد هو الحفاظ على مصالحها وامتيازاتها ولو على حساب الضعفاء والمقهورين الذين ينتظرون أن تتحسن أوضاعهم ويلجون هم كذلك عيشة هنيئة تضمن استقرارهم المادي والفكري والمعنوي . هذا حالنا وسيظل هكذا ما دمنا نقبع في زنازين النفاق الإجتماعي .
إن فئتي المساعدين الإداريين والتقنيين ليست اليوم بحاجة إلى وعود تتبخر فور الإعلان عن النتائج وتذهب أدراج الرياح وتجعلهم يعيشون على أمل لايمكن تحقيقه في وجود عقليات استغلالية مصلحية نفعية همها الوحيد هو المصلحة الشخصية أو المصلحة الفئوية العليا ، إنهم اليوم بحاجة ماسة من أي وقت مضى إلى وعي تام بضرورة الإلتحام والصمود لأجل تحرير النفوس من الإستسلام والخمول وعدم إعطاء الفرصة لمن هم بعيدين عن انشغالاتهم ومعاناتهم وهمومهم ليحققوا انتظاراتهم حتى يستطيعوا الوصول إلى المرتبة التي يستحقونها عن طريق الوحدة والنضال والإيمان بالمثل الذي يقول » ما يبكيلك غي شفرك وما يحكلك غي ظفرك »
· الهضرى : معناها بالفصحى الكلام.
· خضرى : بالفصحى الخضر
والمعنى من العنوان هو أن الكلام وحده لا يحقق الطموح .
كتبه عبد الجبار بوعزيز .
Aucun commentaire