Home»Régional»فضيحة ابتزاز المواقع الإلكترونية

فضيحة ابتزاز المواقع الإلكترونية

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد قفز الإعلام قفزة عملاقة بحلول عصر المواقع الإلكترونية ؛ وخدم هذا الإعلام حرية التعبير خدمة كبرى لا عهد للناس بها ؛ وزالت الكمامات التي كانت تلجم الأفواه ؛ وتخلص الكتاب من الرقابة والوصاية ؛ وصار اتصالهم بالعالم متيسرا بعدما صار هذا العالم قرية صغيرة سهلة التواصل . وأصبح التعبير عن وجهات النظر المختلفة متيسرا أيضا؛ وساهم عنصر سرعة انتشار المادة الإعلامية في تطور هذا النوع من الإعلام بشكل غير مسبوق.
وأمام هذه المكاسب النوعية للإعلام ثارت ثائرة أصحاب المصالح الذين كانوا يهيمنون على وسائل الإعلام ؛ ويركبونها لخدمة مصالحهم ؛ فرأوا في إعلام عامة وإعلام المواقع الإلكترونية خاصة مصدر تهديد لمصالحهم . وعوض مقارعة الرأي بالرأي والحجة بالحجة ؛ والدليل بالدليل لأنهم لا حجة لهم ؛ وفسح المجال للرأي العام ليكون حكما فيما يقدم من مادة إعلامية عمد المغرضون إلى أسلوب التهديد و الابتزاز المنحط من خلال عشرات التهديدات اليومية للمواقع التي تنشر ما لا يرضيهم من وجهات نظر؛ وهو أمر يحمل بعض المواقع غير القادرة على تحصين نفسها من تكنولوجيا الهجومات الإلكترونية على الاستسلام للابتزاز إما بحجب المادة الإعلامية الجالبة لسخط المهددين ؛ أو اختلاق خلاف مع بعض الأقلام بحثا عن ذريعة كسرها ومصادرة مقالاتها .
إن هذا الأسلوب يأتي في وقت يشهد ضغطا كبيرا على الأمة العربية والإسلامية للقبول بالأمر الوقع ؛ وهو القبول بإسرائيل كقدر محتوم ؛ والقبول بالاحتلال الأطلسي ؛ والقبول بعملائه ؛ والقبول باستغلاله خيرات الأمة عن طريق القوة والتهديد؛ وفرض فكرة التنكر للهوية الدينية السليمة مقابل الترويج للعقائد الفاسدة التي تخدم طروحات القوة الأطلسية ؛ وطروحات حلفائها في بلاد الإسلام.
وقد تم الإجهاز على العديد من المواقع التي لم تأخذ التهديد مأخذ الجد مما سبب لها خسارة لا تقدر بثمن لمن يعرف تكاليف المواقع الإلكترونية.. واختلطت التهديدات الجادة بالتهديدات العابثة ؛ وسبب كل ذلك العجز عن مقارعة الرأي بالرأي ؛ ومحاولة الهيمنة على الإعلام لترويج آراء بعينها تخدم مصالح المغرضين التي لم تعد خافية على أمة اكتسبت وعيا كبيرا بالمؤامرات التي تحاك ضدها بالرغم من كل أساليب التمويه والتضليل التي غدت مكشوفة ومعلومة المصادر والتوجهات.
فهل سيخرج الإعلام الإلكتروني منتصرا على الجهات المبتزة أم أنه سينتهي بنفس السرعة التي ظهر بها ليصير الإعلام الإلكتروني حكرا على الحالمين بالهيمنة على العالم وفق وجهة نظرهم التي لا تقبل شريكا ولا ندا ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *