ارانب استراليا وأرانب جماعة راس عصفور
أرانب أستراليا
وأرانب جماعة راس عصفور
كتب: يحيى جابري
سأحكي لكم قصة الأرانب في استراليا وكيف تكاثر هذا الوحيش في هذه القارة بعد ان كانت خالية منه تماما وهي كالآتي:
ارتبط دخول الأرانب بالقارة الأسترالية بالحملات الإستيطانية التي قام بها الإنجليز مع اواخر القرن الثامن عشر بعد ان عمد المستوطنون الجدد على إدخال مجموعة من الحيوانات بها من اجل تحقيق توازن بيئي ظلت تفتقد إليه مما كان يؤثر على المردود الفلاحي من جهة ومن جهة أخرى من أجل خلق المتعة وذلك بتحسين مجال ممارسة رياضة القنص
وقددخلت اول الارانب مع الاسطول الاول في عام 1788 م وتتابع وصولها في عدة مناسبات اخرى متلاحقة إلا أن المهاجر توماس استن يعتبر اول من ادخل الأرنب إلى اوستراليا والذي قام باطلاقها في الطبيعة( انظر بعض مواقع الأنترنيت)
ولما كانت اناث الارانب تلد بمعدل أربع الى ثمان مرات في السنة وتستمر فترة الحمل لمدة اربعون يوما، وفي كل مرة تلد عددا من الارانب يتراوح مابين خمسة الى ثمانية ارانب، وخلال اسبوعين تكون الارنب الوليدة قادرة على اطعام نفسها بالخضرة المحيطة حولها ،وفي عمر ستة اشهر ينضج جهازها التناسلي وتكون قادرة على التكاثر من جديد، اصبحت هذه الأرانب تتكاثر في مجالها الطبيعي وفقا لمتوالية هندسية مما اصبح يشكل في حد ذاته خللا في البيئة كان لابد معه من إحضار حيوانات اخرى قادرة على الحد من هذا التكاثر اللا معقول
خلاصة الحكاية ان عدد الأرانب حاليا في استراليا يصل إلى معدل 16000 ارنب لكل فرد من سكان استراليا فهذا الحيوان العجيب يضرب به المثل في التكاثر فنقول مثلا (هؤلاء القوم يتكاثرون كأرانب استراليا ) وامراة ولود ( ارنب استراليا) …..إلخ (انظر بعض المواقع على الأنترنيت)
لماذااوردت هذه الحكاية في هذا الوقت بالضبط ؟ -مع احتمال ان الكل يعرفها -، اوردتها لأبين واقعا تعرفه ما يسمى بالمحميات عندنا والتي تتكلف بها المندوبية السامية للمياه والغابات ومديرياتها الجهوية ومصالحها المحلية ومن هذه المحميات محمية جماعة راس عصفور بإقليم جرادة التي ضلت ممنوعة من القنص النظامي لمدة ست سنوات او أكثر ، نعم ست سنوات حسب سكان الجماعة وبعملية حسابية بسيطة حول تكاثر الأرنب فإنه كان من المنتظر أن يشتكي سكان الجماعة من غزو الأرانب ويدعون إلى تنظيم حملات قنص جماعية من اجل إبادته وتخليص الناس من شره ،إلا أن الواقع شيء آخر رغم ان السنوات الست التي مرت لم تكن سنوات جفاف تطرد الوحيش من المنطقة ، كما ان السنوات الست التي مرت لم تكن سنوات لحماية الوحيش بجماعة راس عصفور وجعلها خزانا يغذي الجماعات المجاورة بوحيش القنص ، بل كانت سنوات لحماية هذا الوحيش لصالح فئة معينة من هواة القنص الجائر المخالف لكل اعراف هذه الرياضة، إن لم نقل بعض مجرمي البيئة الذين لايهمهم القنص كرياضة بقدر ما يجرون وراء لحم الأرنب وغيره من الوحيش ، مدعومين ربما من جهات نافذة ، حولت محمية جماعة راس عصفور إلى محمية خاصة وهي المنطقة المعروفة بظروفها الطبيعية الملائمة جدا لعيش هذه الحيوانات ،
وما يقال عن الأرنب الذي اصبح في طريق الإنقراض بهذه (المحمية)
ينسحب على غيره من الطرائد كالحجل الذي لايسلم هو الآخر من ملاحقة بعض حملة السلاح او غيرهم سواء في فترة القنص او خارجها حتى ان الواقع الآن ينذر بأن تصبح هذه الحيوانات مجرد جزء من التاريخ كما حدث لغيرها كالغزال مثلا وتيس الجبل اللذان كانت منطقة راس عصفور مجالا حيويا بالنسبة لهما ناهيك عن الحيوانات المفترسة الأخرى المتعددة التي تعايشت مهعهما
نعم هذه هي محمية جماعة راس عصفور التي يتم فيها العبث بالبيئة بكل مكوناتها ، ولما أراد بعض ذوي النيات الحسنةخلق جمعية للقناصة من أجل حماية فعلية للوحيش ،تشكل موردا ماليا للجماعة القروية ، ناهيك عن توفير عدة مناصب شغل قارة وموسمية لفائدة سكان الجماعة،دون الضرر بمصالحهم المتوارثة، تعالت بعض الأصوات بالرفض ، تحركها في ذلك السياسوية الضيقةمن جهة، والجهل بحقائق الأمور من جهة أخرى ، بغية الإحتفاظ بتراب جماعة راس عصفور محمية خاصة يعبث بها كل من هب ودب ،وهوما لانعتقد ان المسؤولين سيدعمونه
لذلك ، فالمسؤولية هنا على عاتق من أوكل إليه المشرع حماية البيئة ، محليا ،ووطنيا ، خاصة إذا رأينا ونحن في فصل التوالد كيف يتم ملاحقة الأرنب بأضواء السيارات ليلا، ولمن أراد أن يتأكد فما عليه إلا زيارة المنطقة ، فحرام ، والله حـــــــــــــرام
يحيى جابري
2 Comments
دام قلمك سيالا لخدمة الصالح العام وفضح خفافيش الليل
Mais où sont passés les gardes forestiers et les gardes-chasse? Qu est ce qu ils font là-bas?