Home»Correspondants»؟ هل سيصير الوزير عرضة للمساءلة شأنه شأن أي مواطن

؟ هل سيصير الوزير عرضة للمساءلة شأنه شأن أي مواطن

0
Shares
PinterestGoogle+
لا شك أن الجميع تتبع دراما و تراجيديا و كوميديا مركب الامير مولاي عبد الله و قلما تجتمع هذه الأجناس المسرحية في مشهد واحد و لا شك أن الجميع شاهد و الدهشة تعلومحياه كيف أن ملعبا لطالما تغنت وزارة  الشباب و الرياضة و معها الحكومة أنه مفخرة للبلاد تحول في بضع دقائق إلى حوض للسباحة. و ليت الأمر كان سرا نتشاركه بيننا كمغاربة  فنستر عوراتنا كالعادة و نخرس أفواه المنتقدين كما دأبنا و لنا في الأمر باع طويل. لكن القدر شاء غير ما نبغي و تصادف الأمر و حضور الغريب فصور العالم كله ملعبا يفترض أنه شيد بمواصفات عالمية و أن عشبه يتشرب البلل يغرق و معه أنفة شعب بأكمله و غدونا و نحن منظمو المونديال شعب « الكراطات » و دلو الصباغة »أسترال » و شاهدنا و الحسرة كما الخجل يقتلانا ملعبا كلف عشبه لوحده 22 مليارا يستحيل خشبة مسرح.  و لا عجب أن مسؤولينا في غمرة انشغالهم بالحدث كما الضيوف قد سلوا أن الحدث ينقل على قنوات العالم و أن فضيحتنا لم تعد بين أهلينا.
و تحركت  إثر ذلك الحناجر كما الأقلام تبغي النيل ممن كان علة هذه المهزلة و من عرى عوراتنا و جعلنا مضحكة الأمم.  و تبرأ الوزير المسؤول من الأمر و قدم لنا أكباش فداء بيد أن الشعب لم يستسغ أن ينسب الجرم لغير أصحابه و دخل على الخط أب الوزراء كلهم فصرح أن الأمر ليس بالكارثة التي تستحق كل هذا العويل و التهويل و هدد بعضهم من الموالين للوزير أن كفى مزايدات خاوية و أن أي مس بمنصب الوزير هو خط أحمر و حين نطق الملك  خرست الأفواه و ماتت بنات الشفاه و غدا الأمر نكبة وطنية تستوجب تحديد المسؤولية و استحالت الخطوط الحمر بياضا ثم سوادا كما الحداد و صار الوزير -سبحان من يبدل و لا يتبدل-مذنبا و انبرى وحيدا و تخلى عنه من كان البارحة أب الوفاء و عائلته كلها.
و كان لزاما أن تجري التحقيقات و تتحرك دواليب المتابعة القضائية  و هو أمر طبيعي في دولة يفترض فيها أن تكون دولة الحق و القانون و إن كان الشعب كله يكاد يقسم أغلظ الأيمان أن الوزير مذنب و عليه تحمل تبعات قراراته.
لكن و من مبدأ أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، دعونا نبحث علنا نجد لأوزين ظروفا للتخفيف و لربما مسوغا للبراءة
ألا يمكن أن يكون أوزين ضحية  ليس إلا و هو الذي يتعلل بكونه قد خدع؟
ألا يمكن أن يكون العشب غير العشب الذي جلبه الوزير و هو كما قالت فيه قريبة من ذويه وزير لا « طاشرون »و من ثم فما علاقة الدكتور بالعشب و الآجور؟
ألا يمكن أن يكون أوزين ضحية مجتمع بأكمله ألف منذ العصور البائدة أن الوزير لا يحاسب أيا كانت جريرته؟
بل يكفي أن تتعرف إلى وزير حتى تعيث في الأرض فسادا و تقتل عبادا.
ألا يمكن أن يكون أوزين ضحية حكومة تعزو سقوط القناطر التي لم يمر على بنائها شهور حتى تهاوت كما بناء من ورق إلى المطر؟
 و المطر من عند الله و ما من عند الله قضاء لا يرد و ما وقع بمركب الأمير مولاي عبد الله لا يعدو أن يكون قضاء قد قضى على أحلام وزير.
ألا يمكن أن يكون أوزين ضحية حكومة لم تكلف نفسها عناء التحقيق في مقتل عشرات المغاربة جراء نزر من المطر و لم تستح قط و شعبها ينقل اضطرارا في جرافات و شاحنات لنقل الأزبال و علقت على الأمر أن الإسعاف في المحن واجب على كل مواطن حق؟
أيكون أوزين ضحية رئيس حكومة يصرح بملئ فيه أن عفا الله عما سلف عمن سرق و أجرم ثم ما يلبث أن يوزع صكوك الغفران عمن لحق؟
و كأنما يطلق الايدي للوزراء و المسؤولين ليفعلوا فعلتهم في المواطن المسكين.
أيمكن أن يكون أوزين ضحية رئيس حكومة لا يتورع نكاية في شعب بأكمله أن يقول أن ما جرى بالأمير مولاي عبد الله ليس بالكارثة الوطنية و كأني به يرى غير الذي نرى؟
ألا يمكن أن يكون أوزين ضحية حماة نفخت فيه حتى انفجر و لم تتوان غير ما مرة على نعته بالدكتور و الوزير حتى صدق أن الاستوزار لم يخلق إلا لأجله و حسب ألا تطاله الأيدي و هو الحصين خلف حماته.
أليس أوزين ضحية عالم أضحى في ظل الأنترنيت دوارا صغيرا سكتت فيه صحافة الأحزاب التي ما فتئت تمجد الوزراء و البرلمانيين و الساسة لتنطق بدلها صحافة بديلة أقلامها علال و ما أكثر العلالات في بلدي؟
و لم لا يكون أوزين ضحية شهرة بلغت عنان السماء؟ فليس كلنا أسعفه الحظ فالتقى بنجوم الكرة و بكسرى الكرة الأكبر  بلاتير و ليس كلنا وثق اللحظة صورة و أفلاما و من ثم فأوزين محسود محسود يا ولدي.
ألا يمكن أن نفهم من هتاف الجماهير ضده أمرا دبر بليل و انتقاما يقف خلفه مهووسون بفريق برشلونة لم يتحملوا منظر وزير للشباب و الرياضة يصافح فريقا عدوا و نجمه الأول مسبب نكباتهم رونالدو؟
لكن و من منظور آخر، ألا يحق لأوزين أن تأخذه العزة بالإثم و هو الوزير في حكومة قد عفت عن وزراء قبله؟ ففضيحة أوزين على الأقل على فظاعتها و هول ما خلفته من ضرر لم تزهق أرواحا كما قناطر الرباح.
ألا يجدر بأوزين كما لكل مغربي أن يتساءل لماذا أوزين بالضبط؟ لماذا هذه المرة بالذات؟ أ كان الأمر سيؤول إلى ما آل إليه لو أن وزارة أخرى غير الشباب و الرياضة قد عرفت الفضيحة؟
ألم يسبقه مسؤولون و وزراء إلى تبديد المال العام و إغراق مؤسسات الدولة و مر الأمر كما لو لم يكن؟ أين أوزين من كوارث الماء و الكهرباء و الضمان الاجتماعي و ملايير التعليم التي تصرف دون وجه حق؟
أين كانت المحاسبة و وزير الشيكولاتة يفعل فعلته؟
و إني ككل مغربي أعياه التذكر لكثرة ما ذكر فقدت الأمل في غد أفضل. فتعاقب الحكومات لم يغير شيئا و بقيت دار لقمان على حالها. فلعمري قد ألفنا الفساد لكثرة ما ساد فصار منا و علينا.
إن كل عاقل من أبناء هذا البلد يرى أن تجميد مهام وزير في الحكومة في انتظار ما ستؤول إليه التحقيقات و التلويح بخروجه من الوزارة أمر بالغ الأهمية و تحول يذكر لكنه يبقى حدثا عابرا ما لم يقترن بمساءلات جديدة و سنكون السعد كله إذا ما تناسلت هكذا قرارات و سئل كل عن ميزانيته فيم صرفها و عن أموال الشعب فيم أنفقها.
و قد تناهى إلى مسامعنا خبر مفاده أن أب الوزراء يأبى أن يبرح أوزين حكومته على كم الفضائح التي توالت رياحها و التي يشكل الملعب فيها الرأس ليس إلا و يرى بنكيران و هو سيد من يرى أن خير منصب يقلده إياه هو منصب كان يشغله رفيق دربه و كاتم أسراره و الحكيم في حكومته  لكن ما يلبث عنصر آخر أن يفند جملة و تفصيلا ما زعمته الصحافة
و أيا يكن المنحى الذي ستسلكه القضية ببقاء أوزين من عدمه فالتغيير يبدو اقرب إلى المحال في وجود حكومة انتخبت لمحاربة الفساد لكنها أبت إلا أن ترعاه كما سابقاتها و في غياب منظومة قيم تجبر الوزير كما الأجير على المحاسبة و تحمله تبعات أي تقصير يطال مهامه.
MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *