الفقهاء من يحمي النساء من بغي الذئاب
ذ / امحمد رحماني
تداعت مؤخرا أقلام تدعي التنوير والعقلانية والفكر المنفتح والحر من أجل الدفاع عن حقوق المرأة وجسدها ، ولا يفوتون فرصة دون أن يغتصبوا المرأة في جسدها ولباسها إذا ما أشار أحد الفقهاء إلى أن المرأة روح قبل أن تكون جسدا ، وهي في الحقيقة فعلا أقلام متحررة من كل دين وملة وأخلاق ، فليس لها أي تصور قيمي فيما تكتبه أو تخوض فيه من الأمور الإنسانية الصرفة .
هاته الأقلام المحسوبة على الفكر والتنور الثقافي التي وجدت الساحة الإعلامية فارغة من العلماء المفكرين الجهابذة ، فانبرى هؤلاء الذين لا يحسنون إلا لغة السب والقذف والإساءة للعلماء والتشكيك في الدين ، فتجد الرجل فيهم ليس له مستوى فكري ولا ثقافي ولا مبدئي ولا قيمي يتكلم في موضوع أكبر منه بكثير ، كتب مقالا أو مقالين ثم أعجبه تعليق أو تعليقين على مقاله ربما كتبهما هو بنفسه ليضع نفسه مباشرة في مصاف المفكرين والمثقفين المناهضين للعنف ضد المرأة وهو لو اختلى بامرأة عجوز في بيت من البيوت لطمع في شرفها وعرضها ، ثم لا يجد حرجا في إطلاق لسانه الخبيث على شريعة الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
إذا أراد الرجل أن يتحرر من الدين عقلا وجسدا فله ذلك فلا شأن لنا به فزينب أعلم بظفيرتها ، لكن أن يكون هذا التحرر قائما على اتهام الشريعة وعلمائها فهذا هو سوء الأدب وقلة الحياء المقصود في قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام : »إذا لم تستحي فاصنع ما شئت » .
مما جرى عرفا عند الناس أنهم لا يقبلون سكيرا ينهاهم عن شرب الخمر أو زانيا يتكلم لهم في الشرف والطهر أو سارقا يعظهم في الأمانة والثقة أو كاذبا يخطب فيهم بالصدق ، ولكن قلة الحياء والاستحياء هي ما تدفع بالذئب إلى أن يجاهر في العلن بأنه هو حامي الغنم وحارسها .
من أراد أن يقتات أو أن يغتني أو أن يزني وشهوته أكبر من قيمه ومبادئه فليبتعد عن الإسلام وكتابه وسنة نبيه ، أما أن يجعل سب الدين واتهامه بالتخلف والظلم والاستهتار هو طريقه الموصل إلى أهدافه النجسة فهذا ليس من فعل الفقهاء بل من فعل السفهاء .
إن اتهام الفقه والفقهاء بظلم المرأة واحتكارها وتسيبها وأنه عاملها على أنها مجرد جسد أو شهوة أو نزوة وفرع الأحكام على اعتبار ذلك ، هو اتهام باطل لا يحسنه إلا من كانت له نيه في جسد النساء ، بل هو المأسور في أجسادهن وليس الفقه ، فإن المرأة إذا سترت نفسها ووارت عورتها فإن هؤلاء المتنورين سيموتون غيظا لأنهم لن يتحملوا حجب الفرج عنهم فهم في الحقيقة مأسورون فيه ، وإذا تعرت المرأة وأظهرت لهم الفرج وما يليه فسيعود إليهم رشدهم ويذهب صخبهم وضجيجهم فهم عباد شهوة لا دعاة فكر وتنوير ، هناك فرق كبير بين من يريد ستر المرأة للحفاظ عليها وبين من يريد تجريدها من لباسها شهوة فيها ، لا عيب أن يخرج هؤلاء ينادون في الشوارع والمواقع والفضائيات : نريد النساء عاريات حتى نشبع شهواتنا ونزواتنا منهن ، ولكن العيب كل العيب أن نغطي هذا الشبق الجنسي والفساد الأخلاقي بالدين والفقه دفاعا عن المرأة ، فيخرجون وهم يصيحون بأعلى صوت لديهم بأن الفقه والدين يدعو إلى تغييب النساء في البيوت وإلباسهن الحجاب فهو إذن يعاملهن جسدا لا روحا ، هذه حجة عليهم لا لهم لأن الناس تستأمن الفقه والفقهاء على أعراض بناتهن ونسائهن خوفا من هؤلاء الذئاب الذين يلبسون النظارات وربطات العنف مدعين أنهم مثقفون ومفكرون وهم في الحقيقة ذئاب إرهابيون .
مرة حكى لي أحد الأصدقاء من علماء المغرب أن زوجة أحد من هؤلاء الذئاب – المثقفين المتنورين – جاءت للمسجد وهي تمسك بنتها بيديها وتطلب من جماعة المصلين حمايتها وبنتها من تحلل زوجها – المفكر والمثقف – وفسقه ، فهؤلاء الذئاب حتى زوجاتهن إن كانت لهن زوجات لا يثقون فيهم فكيف تريدون من بنات المسلمين أن يضعوا ثقتهم فيكم ولم تضعه فيكم بناتكم ونسائكم وأخواتكم وأمهاتكم ، فعلا الفقه هو من يحمي المرأة من هؤلاء الذئاب .
الإسلام اعتبر المرأة مدرسة كاملة تعلم الصغار والكبار تربي الكبار قبل الصغار ، والذئاب اعتبروها جسدا وشهوة وفرجا يحن إليه الفساق والزناة والعصاة ، كفاكم ضحكا على العقول واتهاما للدين والفقه فهو أبرأ وأطهر منكم .
لن تجد دينا وفقها يعامل المرأة بروحها وجسدها وكرامتها وفضيلتها وطهارتها كما يعاملها الفقه الإسلامي ، وهؤلاء الذئاب يتكلمون في الفقه الإسلامي ويكيلون له السب والتهم ، لا لأنه ظلم المرأة ولكن لأنه وقف حاجزا منيعا بين هؤلاء الذئاب واستغلالهم للمرأة فطبيعي أن يصدر منهم هذا السباب والشتام .
خرجت علينا مؤخرا كتابات وكتابات لا تحسن إلا السب والشتم ولا رصيد أخلاقي لها لا شخصية ولا فكرا ، تتهم الفقهاء بالعنف ضد النساء وغير ذلك من تلك الأسطوانة المشقوقة منذ القدم مما يدل على أن الكاتب كان نائما فاستيقظ مؤخرا أو كان في غار مظلم وفتحت عليه صخرته ، فحينما أفاق صدح بالصراخ كالطفل الصغير فإذا ألقم ثدي أمه سكت ولكن هذا المستيقظ كبير في السن وليست له طهارة وبراءة ذلك الرضيع الصغير فلا يصلح له ثدي مع أنه يطلب ثديا بصراخه في المواقع والفضائيات ولكن يعز على الفقهاء أن يلقموك ثديا لأنه من عرض بناتنا ونسائنا وإنما يلقموك حجرا لعلك تصمت وتسكت .
تتبعت هؤلاء الذئاب في كتاباتهم ومقالاتهم لعلي أجدهم تناولوا المرأة على أنها موضوع عام وشامل ويريدون نصرتها ومساعدتها ، ولكني لم أجد شيئا ؟؟
لعلي أجدهم يحللون ما كانت تعيشه المرأة قديما من الظلم والتعسف والبغي عند اليونان والرومان ، ولكني لم أجد شيئا ؟؟
لعلي أجدهم تكلموا أو حذروا عما يجري للمرأة اليوم في العالم الأوروبي من ظلم واستغلال ، ولكني لم أجد شيئا ؟؟
لا يحسنون إلا الصراخ بـ : الدين ظلم المرأة ، الفقه استغل المرأة ، الإسلام قهر المرأة ….وهكذا الدين الدين الدين
أين هؤلاء الذئاب من قرارات المؤتمر اليوناني القديم التي لا زالت إلى اليوم منقوشة على الحجر ويقرها القانون الأوروبي :
– المرأة موجود ليس لها نفس ولهذا فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الدنيا والآخرة .
– يجب على المرأة أن لا تأكل اللحم وأن لا تضحك وأن لا تتكلم .
– المرأة رجس من عمل الشيطان وتستحق الذل والهوان في المجتمع .
ما زالت العقلية الأوروبية تفتخر بهذه القرارات التاريخية التي زينها أجدادهم بالدين الكنسي .
أين مقالات الذئاب من هاته القرارات الجائرة التي أنكرها الفقه الإسلامي وأنتم لا زلتم أجنة في بطون أمهاتكم ؟؟
أين هؤلاء الذئاب من الفكر التنويري الفرنسي الذي رأى امرأة تتعلم الكتابة فقال: أفعى تسقى سما؟؟؟
أين هؤلاء الذئاب من الفيلسوف الفرنسي تلوستي الذي قال : المرأة كاللحم كلما ضربهتن أكثر صرن أكثر طرواة ؟؟؟
أين هؤلاء الذئاب من الأب الأمريكي الذي يأخذ بيد بنته وزوجته لدور الدعارة لتجلب له المال لتجنب الأزمة المالية أو يجلب لها الذئاب لكي ينالوا من شرفها من أجل المال فوق فراش الزوجية في بيته وهو يأكل البطاطا المقلية ويشاهد التلفاز وزوجته أو بنته ينهش في عرضها قربه على الفراش ويقول لأبنائه [ دعوها فإنها تساعدكم ] .
أين هؤلاء الذئاب من المرأة المغربية الشريفة الطاهرة المجاهدة التي أزهقت روحها في الفيضانات وهي تحاول إنقاذ رضيعها من الغرق ؟؟
هل يستطيع هؤلاء الذئاب أن يصرحوا بعدد النساء اللاتي يغتصبت في أوروبا ؟؟
هل يستطيع هؤلاء الذئاب ذكر إحصائيات استخدام النساء الأوروبيات في الدعاية والإعلان للمجون والدعارة ؟؟
هل يستطيع هؤلاء الذئاب أن يجهروا بأن المرأة في أمريكا إذا أرادت أن تصير ممثلة اشترط عليها كشرط اساسي أن تمارس الدعارة في أكبر المؤسسات المروجة لها ثم تتقدم بملف طلبها لهوليوود وفيه مجموعة صور تبين ممارستها للدعارة ؟؟؟
ويكفي من هؤلاء الذئاب أن يسألوا الممثلة الأمريكية جوليا روبرتسن فستجيبكم على ذلك بسعة صدر فهي أول ممثلة كشفت عن هذه الحقيقة بأن كل ممثلة تظهر في الأفلام الأمريكية هي عبارة عن امرأة ساومت مهارتها في التمثيل بمهارتها في ممارسة الرذيلة .
هل يستطيع هؤلاء الذئاب الجهر بعدد القاصرات التي يقدمن للسياح والدبلوماسيين الأوروبين في الفنادق ؟؟
هل يستطيع هؤلاء الذئاب الجهر بعدد النساء اللاتي اضطرتهن الحياة للنزول لبيع أعراضهن من أجل لقمة العيش ؟؟؟
هل يستطيع هؤلاء الذئاب أن يصرحوا بمن يغتصب الأطفال في مراكش وأكادير والصويرة ؟؟؟
هؤلاء الذئاب هم من يغتصبوا أبناء المسلمين وبناتهم والفقه هو من يحميهم ويحفظهم منكم .
يا سعادة الذئاب المفترسة : المرأة في أوروبا تعاني مما تريدون أن توصلوا إليه بناتنا ، نحن من نعيش في أوروبا وليس أنتم ، ليس ببعيد تلك المرأة الهولندية التي دخلت علينا في المسجد يوم افتتاحه وقالت : يا ليتني كنت امرأة من نسائكم .
يا سعادة الذئاب المفترسة : دعوا المغرب في طهره ونظافته ومن أراد منكم العهر والفساد والتبرج والزنا فيكفيه ما تحت يديه من بناته وزوجته أما بنات المسلمين ونسائهم فدعوهم وشأنهم فقد كشفوكم على حقيقتكم وظهر لهن خبثكم وفسقكم فالزاني لا يعظ الناس بالطهر .
3 Comments
أولا تلك المرأة الهولندية ليست مقياسا لانها لا تعرف نساء المسلمين على حقيقتهن سرعان ما ستلعن ذلك اليوم الذي فكرت فيه أن تدخل عليكم وفي القابل هناك المئات من نسائكم من يحلمن بالهجرة الى فرنسا و بلجيكا وهولندا بحثا عن كرامتهن وحريتهن وحقوقهن التي هظمت في بلدانهم الاصلية. ثانيا يجب عليكم أن تشرحوا للمرأة كنسائكم وبناتكم و أمهاتكم وأخواتكم بأنكم قوامون ومتفوقون عليهن باسم الدين وليس بشيئ آخر تحرمونهم من الارث و تصادرون حقهم في الزواج و الدراسة وتستبدونهم وتتمتعون بأجسادهم مثنى وثلاث ورباع باسم الدين بل ويبيعونهم حلفاؤكم في « داعش » في الأسواق كالبقر والغنم و الماعز ويحرمونهم عرب البترول حتى من متعة السياقة. هل عندكم هناك من المحيط الى الخليج امرأة تحكمكم كملكة او رئيسة او وزيرة أولى كما في أوروبا المتنورة.
غفر الله لك يا سيد تولستوي الروسي وهداك إلى الحق وأزال الظلمة عن عينيك
الله يهدي الجميع الى طريق الحق ويغفر للجميع و يزيل الظلمة عن عيون الجميع يا استاذ امحمد رحماني.