شكرا ل »تيم برنرز لي » مخترع شبكة النت ولكل مبتكري المواقع والتطبيقات الإجتماعية
أضحى العالم اليوم في تأثير و تأثر مباشرين وتفاعل مستمر ومتزايد مع تطور التكنلوجيا الحديثة التي تساعد على الانتشار الزائد للمحمولات الالكترونية وتزايد انتشار الخطاب الاعلامي الاجتماعي السريع و الأكثر قوة و تأثيرا في العالم بحسب خبراء الإعلام، مما يوحي بمستقبل قوي لهذا الخطاب الإعلامي الاجتماعي الذي يتبوأ صدارة الخطابات الاعلامية الموجهة نحو المخاطبين اليوم.
يبدو أن الإعلام الإجتماعي الحديث أصبح أكثرجرأة وشجاعة في القرن الواحد و العشرين، وصار مصدر قلق لكثير من الحكومات عبر العالم، كما هو الحال أثناء رياح « ويكيلكس » التي تسببت في إنتشارالخوف وسط جنرلات البنتاغون، وتسريبات قناة « الجزيرة » التي أضعفت موقف حاخامات السلطة الفلسطينية مثلا، و « التويتر » الذي هز عرش زين العابدين بن علي الرئيس المخلوغ بتونس، و « الفيس بوك » الذي قضى على إمبراطورية حسني مبارك الرئيس المخلوع بمصر، والدكتاتور »معمرالقذافي » في ليبيا، و المخلوع الرئيس اليمني ، وما زال يزحزح عرش بشار الأسد في سوريا، وساهم بشكل قوي في هبوب نسائم الحرية على أكثر من بلد عربي افريقي وأروبي.
يتكون الاعلام الاجتماعي من عدد غير محصور من مواقع التواصل الاجتماعي اشهرها Blogger ، Facebook، Twitter ، Google Plus،YouTube، وغيرها الكثير..
كل هاته التطبيقات والمواقع تسمح بإنشاء وتبادل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بشكل سريع وعبر نطاق واسع في المكان وفي الزمن.
هذا الاعلام الاجتماعي أضحى عبارة عن شارع يعمل ذهابا وايابا ، يأخذ ويعطي الرأي والمعلومة والخبر ويتمكن من المشاركة والتواصل بفعالية، تطلق عليه تسميات مختلفة منها الاعلام المجتمعي او الاجتماعي او الجماهيري او التفاعلي او الجديد او اعلام المواطن اوصحافة المواطن.
تعاظم دور هذا الاعلام بتوفيره لمساحات واسعة امام تواصل واتصال الاصدقاء والاهل والتعارف خاصة خارج حدود الدولة ، فهو يوفر مساحة اكبر كونه يتيح للمشترك فرص عديدة منها تبادل المعلومات وضمان كسب التفاعل والحرية، ويمكن من صنع برامج عديدة خاصة في الاعمال الاعلامية والطوعية والتنموية، اضافة الى وظيفة تربوية من خلال التواصل والاحتكاك بالتجارب الدولية عن طريق هذه الوسائط، مما يمكن أن يشكل تغييرا كبيرا في مسار منطقة بأكملها فضلا عن توفير التطبيقات والوسائل الترويحية .
ونظرا لما سبق يجمع جل علماء الاتصال أن الاعلام الاجتماعي، إعلاما مؤثرا بالمجتمع وبشكل سريع عكس الاعلام الكلاسيكي في نقل و نشر أفكار الاعمال الطوعية و أفكار الحرية، وإنتشال مجتمعات من حالة الخمول واليأس والذل الى حالة الكرامة والتفاعل والأمل.
وكل ماحدث خاصة في المنطقة العربية من تطورات وتغيّر مناخي سياسي كان من صنع هذا الاعلام المجاني الذي أتاح فرصا كبيرة لاستقطاب وتعبئة جماهير غيرت خطط وخرائط وسياسات، بل وحتى نجاح الوقفات الاحتجاجية التي عمت بعض مناطق أوروبا وأمريكا وبعض دول العالم الأخرى في العقد الأخير، كانت لهذا الاعلام فيها حصة الأسد.
إذاً تمكن الاعلام الاجتماعي من صنع مواطن صحفي، فهو يعيش الحدث ويقوم بتصويره ونقله في دقائق قليلة للعالم لم يستطع الاعلام التقليدي الوصول اليه، بل أصبح إلاعلام الكلاسيكي يعتمد على معلومة الاعلام الاجتماعي، كما اضحى عمله تأريخيا أيضا، إذ وثّق تلك اللحظات وجعلها أرشيفا للقادمين.
وإذا كان دور الإجتماعي الحديث قد تعاظم، فإن التخلف ودكتاتورية الأنظمة قد تحد من تعاظمه بطرق شتى وتهدد حرية الشعوب في إستخدامها كما حذر ذات يوم مخترع شبكة النت البريطاني « تيم برنرز لي » حين قال « إذا تمكنت شركة ما من بسط سيطرتها على إمكانية وصولك إلى الإنترنت، وإذا تمكنت من السيطرة على حريتك في اختيار المواقع التي تزورها، ستكون لهذه الشركة سيطرة كبيرة على حياتك في نهاية المطاف، وإذا تمكنت حكومة ما من منعك من زيارة صفحات المعارضة، على سبيل المثال، ستتمكن من منحك صورة مشوهة للواقع من أجل أن تبقي نفسها في السلطة ».
Aucun commentaire