تتبع الدخول المدرسي بين الارشاد والاقتصاد
مع بداية انطلاق كل دخول مدرسي تتشكل لجان على مختلف المستويات خاصة لتتبع سير الدخول المدرسي ومدى تطبيق كل الاجراءات الخاصة به و الملائمة لإنجاحه والتي اتى بها المقرر الوزاري و المراسلات و المذكرات الوزارية ودلائل تحضير ومواكبة الدخول المدرسي المعدة لهذه الغاية.
لكن الملاحظ هو شمول هذه العملية لكل المؤسسات ( الابتدائية والثانويات الاعدادية والتأهيلية )على صعيد كل النيابات عوض ان يتم التركيز على المؤسسات التي تطلب التدخل لحل بعض المشاكل التي تطرا مع بداية الموسم الدراسي ( علما ان تحضير الدخول المدرسي يتم الاستعداد له منذ نهاية الموسم الفارط)، مما يؤدي الى نوع من هدر الزمن والمال.
الا يمكن ان يتم تحديد مناطق التدخل واقتصاد كل الطاقات لتوظيفها في مشاريع اخرى تعود بالنفع العميم على كل المستويات وذلك لتامين موسم دراسي منتظم ومستقر؟
عادة يبدا الدخول المدرسي باجتماعات على كل المستويات، الا يمكن طرح كل المشاكل التي يمكن ان تعوق الدخول المدرسي خلالها ومن خلالها يمكن ان نقترح حلولا ونعمل على تنفيذها (استباق وجود حلول للمشاكل المتوقعة ) ويبقى للجان التتبع والمواكبة والتأطير التدخل في المناطق التي تجاوز فيه المشكل حدود المؤسسة وشركائها ( يمكن الاعتماد على الشركاء في ايجاد حلول لعدة مشاكل داخل المؤسسة ).
يمكن ان يكون جدول اعمال هذه الاجتماعات فرصة للاطلاع على كل النصوص المنظمة للدخول المدرسي ( مذكرات – دلائل –مراسلات…) مع توزيع استمارات خاصة لتتبع سير الدخول المدرسي من طرف الادارة ومجلس التدبير والشركاء على اساس ملئها وارجاعها الى النيابة لاستثمارها ( في حالة استعصاء ايجاد حلول لكل طارئ يتم الاتصال بالمصالح المعنية للتدخل من طرف اللجن المعدة لذلك).
فالدخول المدرسي الناجح يبدا اولا باحترام تطبيق كل النصوص المنظمة له على كل المستويات وبتعاون كل الاطراف المتدخلة وتوعية ساكنة المؤسسة بأهمية انطلاق الموسم الدراسي في وقته وذلك حفاظا على الزمن المدرسي للتلاميذ وذلك بالاستفادة من زمن التعلم كاملا ( لان اي تأخير في بداية الدروس تكون له عواقب وخيمة على سير التعلمات عند التلاميذ ).
زيادة على كل هذا ، فالاجتماعات الخاصة التي تتم داخل المؤسسات، وبحضور كل المتدخلين والشركاء ، يعتبر مناسبة لوضع برنامج عمل سنوي واستراتيجية خاصة لتجنب كل المعيقات التي يمكن ان تكون سببا في خلق مشاكل يمكن ان تعوق السير العادي للدراسة بالمؤسسة.
خلال هذه الاجتماعات ، تملا الاستمارات الخاصة بتتبع الدخول المدرسي وينجز محضر/تقرير مفصل ( يستحسن اعداد نموذج في شانه) يوقع من طرف كل المتدخلين( الادارة –مجلس التدبير- جمعية الاباء…) ترسل منه نسخ الى الجهات المعنية.
فكما يعلم الجميع ، فالعمليات الخاصة بالدخول المدرسي كثيرة ومتنوعة وذلك حسب المستويات ( ابتدائي-ثانوي اعدادي –ثانوي تأهيلي ) نجد من بينها :
*تتمة التسجيل واعادة التسجيل،
*عملية ارجاع المنقطعين والمفصولين،
*تقديم لوائح الادوات والمستلزمات الدراسية،
*التحضير لاجتياز روائز تقويم المكتسبات،
*الترشيح للباكالوريا المهنية،
*اعادة التوجيه ( الدورات : العادية والاستدراكية والاستثنائية )،
*تقديم طلبات تكرار السنة اولى بكالوريا،
*الترشيح للبكالوريا المهنية،
*العمليات المرتبطة بالداخليات والمطاعم المدرسية والحياة المدرسية،
*الترشيح للبكالوريا الدولية،
*تسجيل /التحاق تلاميذ التعليم الخصوصي بالتعليم العمومي (حسب المذكرة المنظمة للعملية )،
*عملية تسجيل الوافدين من الخارج،
*تسليم شواهد المغادرة،
*توزيع المحافظ… ( عملية مليون محفظة)،
*التحضير للمباريات المهنية ،…
ان برنامج « مسار » سيلعب دورا كبيرا في اعداد عدة وثائق خاصة بهذه المرحلة الاساسية في انطلاق الموسم الدراسي بدون تعثرات وفي وقت قياسي .
هذه العمليات تتطلب تضافر جهود كل المتدخلين وذلك لإنجازها في وقتها المحدد وحفاظا على السير العادي لتمدرس التلاميذ.
ان تبني استراتيجية محكمة في تتبع ومواكبة وتأطير الدخول المدرسي من قبل كل متدخل و على كافة المستويات ستساعد على انجاحه و ستوفر كثيرا من الجهد والطاقات والوقت والمال( محروقات –اسطول السيارات المستعملة…). وبهذه المناسبة فقد اصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بلاغا صحفيا حددت فيه مختلف التواريخ الخاصة بالدخول المدرسي لمختلف الاطر والاساتذة والتلاميذ في كل الاسلاك التعليمية .كما انها تدعو اباء وامهات واولياء التلاميذ الى الحرص على التحاق بناتهم وابنائهم بمؤسساتهم في التواريخ المحددة ، كما انها تهيب بجميع المتدخلين على تكثيف الجهود والحرص على الانطلاق الفعلي للدراسة في الوقت المحدد.
محمد بكنزيز
اطار في التوجيه التربوي
اكادير
Aucun commentaire