أنـا مـنـافــق..
عبد المجيد مجيدي
لو كنت أنتمي للعدالة والتنمية لقلت أن الخطاب الملكي مرجعي وتاريخي ، و لكن لو كنت من العدل والإحسان لقلت أن نظام الحسن الثاني لا زال يحكم.
لو كنت أعمل في الجزيرة لسميت ما يجري في قطاع غزة عدوانا ، ولكن لو كنت في العربية لأطلقت على ما يجري مواجهة عسكرية.
لو كنت وزيرا في الحكومة لسميت عملها إصلاحا وفداء للوطن ولمسيرته المظفرة ، ولكن لو كنت من المعارضة لوصفت الحكومة بأنها شعبوية و داعشية ومهمشة للمرأة.
لو كنت خارج الحكومة لقلت أن موازين تحد سافر ومس بالقيم الأخلاقية ، ولكن لو كنت وزيرا للتضامن والأسرة لقلت أنني لا أتوفر على معطيات المهرجان ولا أعلم به.
لو كنت محاميا لطالبت بسراح معتقلي السلفية وتبنيت ملفهم ، ولكن لو صرت وزيرا للعدل لطالبت هؤلاء المعتقلين بالضغط من أجل اطلاق سراحهم.
لو كنت وهابيا لحرمت الخروج في المظاهرات ، ولكن لو كنت إخوانيا لسميتها فرضا وجهادا.
لو ولدت قبل 2011 بمصر لحييت كلمات فخامة الرئيس وامتدحتها ، ولكن لو ولدت بعد خلعه لقلت أن تعليق صورته على الجدران ألوهية كاذبة وباطلة.
لو شاركت في ملحمة عيد العرش لسميتها هدية ، ولكن لو لم يستدعوني لانتقدت الكويتي مصعب العنزي على رداءة كلماتها.
لو نجحت في مباراة تدريس أبناء الجالية لقلت أنها نزيهة ، ولكن لو رسبت لقلت أنها الزبونية والمحسوبية.
لو كنت أمازيغيا لراسلت وزارة التعليم أنتقدها على تهميش الأمازيغية ، ولكن لو كنت عربيا لراسلت المجلس الأعلى للتعليم أنتقده على تهميش العربية.
لو كنت سنيا لترضيت على معاوية ، ولكن لو كنت شيعيا للعنت معاوية.
لو كنت في المسجد لصليت على مهل ، ولكن لو صليت في البيت لأسرعت كالبغل.
لو ألقيت خطبة على السلطان لقلت أنت البدر على الأنام ، ولكن لو اعتقلني لقلت أنت من صبيان الحكام.
لو كنت يهوديا لقلت فلسطين أرض الميعاد ، ولكن لو كنت مسلما لقلت هي ثالث الحرمين ومسرى الانبياء.
لو خانتني زوجتي لقلت أنت عاهرة وما غفرت ، ولكن لو خنتها لقلت أنت عاقرة والله أحل التعدد.
لو كنت مسئولا عربيا لاستنكرت ما يجري في غزة واستهجنت الصمت الدولي ، ولكن لو كنت مناضلا شعبيا لطالبت بفتح معبر رفح وانتقدت الصمت العربي.
لو انتقدني صديقي ما قبلت وقلت له جرحتني ، ولكن لو انتقدته لنصحته باحترام الاخر وبقبول الاختلاف.
لو نجحت في حياتي لقلت بمجهودي وعصاميتي ووالدتي ، ولكن لو فشلت لقلت المكتاب والعين وزوجتي.
لو كنت في كامل وعيي ما كتبت هذا الكلام ، ولكن لو كنت أحمقا لتطاولت في الكلام.
أنا منافق… أنا المجتمع…
2 Comments
bravo pour votre lucidité
شكرا على الموضوع اخي عبد المجيد و اتمنى لك التوفيق.انه شرف كبير ان نرى يوما صديقا و زميل دراسة من الكتاب الكبار.وفقك الله و ننتظر منك المزيد