نافذة على رمضان / الظاهرة القرآنية : التكوينات النصية وحلول لأزمة الإنسان.
1- مدخل عام :
القرآن، أو التنزيل ،أو الذكر ،أو الفرقان، أو الإمام المبين، أو الكتاب ،أو الوحي، أو الروح… وغيرها من المرادفات، التي تحيل على كلام الله عز وجل ،المنزل تقسيطا حسب الوقائع ،و تنجيما وفق الأحداث، خلال مدة ثلاث وعشرين سنة، بعضه نزل في مكة المكرمة ،والبعض الآخر في المدينة المنورة، ليجيب عن كبرى الأسئلة، التي يطرحها العقل الإنساني ،الذي بلغ قمة النضج بعلاقته بالله ،وبنفسه، وبالكون، والحياة،والموت ،ووصل إلى ذروة الوعي، برسالة الاستخلاف ،وتعمير الأرض، وفق شرع الله ،وسننه، وعلى طريق عقيدة التوحيد ،ومنهج الله، ونظام ملكه ، مما يسوغ ختم الرسالة ،وإنهاء النبوة. لكن :
لماذا كان القرآن آخر الكتب السماوية ؟ ولماذا محمد /ص/ خاتم النبيين والمرسلين ؟
القرآن آخر الكتب السماوية، لأن مشيئة الله أرادت ذلك .وهي تعلم تمام العلم، أن الوعي الديني عند الإنسان تطور، وعقله بلغ قمة النضج، الذي يمكنه من تلقي معجزة كلامية، آية في الإعجاز ،جاءت لتتحدى الفصاحة العربية، وتصمت البلاغة السحبانية، وتقنع الفكر البشري بمضمونها التوحيدي، وبدلائل العظمة الإلهية: النصية، والنفسية، والكونية .وتغطي حاجيات الإنسان ،وتستجيب لانتظاراته ،وترد على انشغالاته، في عالم الغيب، وعالم الشهادة. فلم يعدهناك من مبرر ديني :سمعي، أو عقلي، لإنكار وجود وسيط ،بين السماء والأرض، ممثلا في الوحي، الذي حمل للبشرية عدة رسائل، نختزلها في التوحيد، والهداية ،والرحمة ،وسبغ النعم، والاستخلاف، والابتلاء ،والتخيير، وتحميل المسؤولية ، في أفق نقل الإنسان من دال اختيار العصر، إلى دال كيفية عيش العصر،و مجسدا في المكلف بتبليغ الدعوة محمد /ص/ الرسول الأمي، الذي بعثه الله للبشرية قاطبة، ليكون تحديا للبلاغة، واللسن العربي، ولإنجازات الإنسان الوضعية: على المستوى العلمي، والثقافي ،والحضاري ،عبر التاريخ ، ورحمة مهداة ، تستوعب الزمن بتدفقاته ،من خلال الظاهرة القرآنية،التي تحول المؤمنين الأتباع، من كائنات لها قرآن،إلى كائنات قرآنية، وهو المبرهن بوحيه المعجز ،على نبوة محمد/ص/، والمستدل به ،انطلاقا، من تنزيله على صدق رسالته ،باعتبارها كلام الله . من هنا تأتي مشروعية، فحص الظاهرة القرآنية، بكل تجلياتها، في شهر رمضان الكريم، شهر القرآن، الذي يعد بحق شريعة، ومنهجا ربانيا للبشرية، للتصالح مع الله ،والعودة إلى الفطرة الإنسانية ،وحل معضلات البعد ،عن تعاليم القرآن السمحة:
*-شعرية الظاهرة القرآنية :
تتميز شعرية النص القرآني ،بالتنوع النصي، وتناغم النص الإطار/ سورة الفاتحة، بباقي النصوص المؤطرة / 113 سورة ، ومقصدية الاستهداف، في العرض القرآني لقضايا : العقيدة ،والعبادة ،والمعاملات ،والأحكام ،والإعجاز، ورمزية القصص، والأمثال.و تخضع القرآنية لمعايير نصية ،من داخل النسيج القرآني ،الذي يتميز بسمات نصية نختزلها في:
1- القرآنية ، والتوافق بين الآيات وانسجامها.
2- تنوع التكوينات النصية .
3-تعقد البنية.
4- انفتاح المعنى.
5-الانكشاف النصي، وجلال الولوج.
6- الغنى اللغوي، والتنوع الأسلوبي.
7-الإعجاز المزدوج.
( يتبع)
Aucun commentaire