التسول آفَةٌ تفتِكُ بالأُمّةِ إذا لم يتم التصدي لها.
التسول آفَةٌ تفتِكُ بالأُمّةِ إذا لم يتم التصدي لها.
ذ. يحيى قرني
إنَّ العملَ شرفٌ لصاحبِه، وهو فرضٌ على كلِّ قادرٍ عليه، وقد حثَّ الإسلامُ على العملِ، وكَسْبِ الرزقِ ؛ فقال تعالى : ) فَامْشُوا في مناكبِها وكُلوا من رزقِه وإليهِ النشور ( سورة الملك 15.
لقد أصبحَ التسوُّلُ وسيلةً للحصولِ على المالِ، دُونَ كَدٍّ أو تعبٍ، و بات مرضًا نفسيًا و بَلادةً في الشعورِ و الإحساسِ، أَفقدَ صاحبَه عِزّةَ النفسِ، و خلَعَ عليه ثوبَ المَذلَّةِ و الهوانِ حيث نجد ارتفاع في عدد المتسوِّلينَ الذين يَطوفونَ على المساجدِ والأسواق والمخبزات طالبينَ المساعدةَ من الناسِ بِدَعاوَى كاذبةٍ و قصصٍ مُحزنةٍ واحيانا استفزاز المواطنين ومضايقتهم .
يقوم بتمثيلها فئة من المدرَّبين على إتقان صناعة النصب وممارسة عملية « التسول » بتفنن واحتراف، فيقوم البعض بتجبيس يده أو رجله ومنهم من يضع أمامهم ورقة للدواء ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون، وهناك من يفتعل البكاء.
والاستجداءَ، ومدَّ اليدِ للناسِ، مرفوضٌ في دينِنا الحنيفِ ؛ لأنه مرضٌ اجتماعيٌّ خطيرٌ ، وآفَةٌ تفتِكُ بالأُمّةِ، وقد حاربَ الإسلامُ الخمولَ والكسلَ، ومَقتَ البطالَةَ والتسوُّلَ ؛ فقال صلي الله عليه وسلم : “لَأن يأخُذَ أحَدُكُم حَبْلَهُ، فيَأتِيَ الجَبَلَ، فيَجيءَ بِحِزمَةِ الحَطَبِ على ظهرِه، فيبيعَها، فَيَكُفَّ اللهُ بها وَجهَهُ- أي عن سؤالِ الناس- خيرٌ مِنْ أنْ يَسألَ الناسَ ؛ أعطَوْه ، أو مَنَعُوه ” أخرجه البخاري عن الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وكلُّ صدقة تُعطَى لقويٍّ قادرٍ على الكَسبِ؛ ليستْ في الواقعِ إلاّ تشجيعاً للكُسَالَى على كسَلِهم وخمولِهم ، ومُزاحَمةً للفقراءِ ، والضعفاءِ الذين هم في حاجة إليها.لذا يجب أن تتضافر الجهود للتقليل من هذه الظاهرة :
– على الميسورين أنْ يبحثوا عمّن يستحقُّ الصدقةَ أو الزكاةَ؛ وقد حصَرَ اللهُ تعالى أصنافَ المستحِقِّينَ للزكاةِ في ثمانيةِ ، ليس المتسوِّلُ واحداً منها؛ فقال تعالي: )إنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ والغارمينَ وفي سبيلِ اللهِ وابنِ السبيلِ فريضةً من اللهِ، واللهُ عليمٌ حكيمٌ( سورة التوبة 60.
– على الجهاتِ المسؤولةَ ؛أنْ تقومَ بواجبِها في ملاحقتِهم ؛ حتى يتعهَّدوا بِعدَمِ العودةِ للتسوُّلِ و الكذبِ و التدليسِ.
– جمع وايواء المحتاجين الذي لا مأوى لهم .
ذ. يحيى قرني
Aucun commentaire