المجلس العلمي ينظم زيارة تواصلية إلى كتاتيب قرآنية بجماعة راس القصر
بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان: المجلس العلمي ينظم زيارة تواصلية إلى كتاتيب قرآنية بجماعة راس القصر
في إطار العناية بالقرآن الكريم، وانفتاحا على المؤسسات التي تهتم بتحفيظ كتاب الله تعالى بالمجال القروي للإقليم جرسيف، نظّـم المجلس العلمي صباح يوم الأربعاء 17 أبريل 2014م زيارة تواصلية تحسيسية لثلاثة كتاتيب قرآنية بجماعة راس القصر منطقة سطح المغاسل (مراكز: تامّاست، معيشات، بلهامل) لفائدة الطلبة الذين يدرسون بها، حضره رئيس المجلس العلمي بمعية أعضاء عن المجلس.
في البداية تمت زيارة مركز مسجد معيشات أحد أقدم مراكز التحفيظ بالمنطقة بدوار تامّاست حيث يوجد الشيخ …..أبرشان بارك الله في عمره وعمله الذي حفظ عددا كثيرا من الطلبة (أبناء المنطقة أو من جهات أخرى) منذ ما يقرب من 60 سنة، حيث اجتمع فيه تلاميذ كتّاب مسجد تامّاست الذين يدرسهم الإمام محمد زمزام مع تلاميذ كتّاب مسجد معيشات، حيث شهد الرئيس والأعضاء عمليتي « الفتيا » و »التصحيح » من قِبل المحفّظيْن (إملاء الشيخ آيات القرآن على الطلبة ليكتبوها على الألواح الخشبية بالحبر وقلم القصب، ثم تصحيحه لما كتبوه فيها)، وسط جو روحاني وبحوار رباني طاهر لا يتردد فيه إلا كلام الله تعالى سؤالا وجوابا بين التلاميذ ومحفّظيهم. كما تفقد مرافق الكتّاب واطمأن على أحوال الدراسة والتحصيل به.
افتتح هذا اللقاء الأول بتلاوة جماعية لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة لرئيس المجلس العلمي بيّن فيها للحاضرين أن هدف هذه الزيارة وهذا اللقاء هو صلة الرحم مع أهل القرآن سواء الإمام المحفظ أو الطلبة، وتقفد أحوالهم وتقديم الدعم المعنوي والمعرفي لهم، والتنعم ببركات القرآن وأهله، خاصة في هذه المنطقة التي أنجبت عددا كبيرا من الحفظة المتقنين للقرآن الكريم حفظا ورسما غدا كثير منهم أئمة مساجد أو مرشدين دينيين أو أساتذة وأطرا عليا تنفع هذا الوطن وتدافع عن مقدساته وثوابته الدينية والوطنية، وأثنى رئيس المجلس على كل الجهود التي يبذلها هذان المحفظان وكل من سار على نهجهم من باقي المحفظين بجماعة راس القصر خاصة وكل إقليم جرسيف عامة للحفاظ على الأسلوب الأصيل في حفظ القرآن الكريم اعتمادا على « اللوح » و »الفتيا »، وحثهم على المزيد من المثابرة والصبر حتى لا ينضب معين التحفيظ بهذه البقاع ويظل منبعا معطاء يزود أمتنا بجنود القرآن الساعين إلى خدمة الدين والوطن تحت القيادة الرشيدة لأمير المومنين نصره الله.
ثم شاهد الجميع شريط فيديو مؤثر عن مواطن مغربي من ذوي الاحتياجات الخاصة يسّر الله له حفظ القرآن الكريم حفظا كاملا ومتقنا رغم ظروفه الصحية والمادية المزرية، فصار قدوة حسنة للأسوياء والأصحاء كي يبذلوا الغالي والنفيس لنيل أعلى الدرجات عند الله تعالى بحفظهم للقرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى الأستاذ محمد الهشمي عضو المجلس مداخلة أولى باللغتين العربية والأمازيغية في موضوع: « خصائص القرآن الكريم »، عدد فيها بالشرح والتحليل بعض الخصائص المميزة للقرآن الكريم عن باقي الكتب السـماوية السابقة وغيرها من التآليف البشرية، ومنها أنه: كلام الله تعالى- منزل بلسان عربي مبين- شفاء للناس- محفوظ بحفظ الله- معجز بآياته وسوره- ناسخ لما قبله من الكتب والرسالات- نور وهداية لكل الناس… مستدلا بآيت قرأنية وأحاديث نبوية، ودعا الطلبة إلى الاستقامة والاهتداء بالقرآن وآياته وسوره إمتثالا لقول الله تعالى: » قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ » (سورة المائدة).
أعقبتها مداخلة ثانية للأستاذ عبد العزيز الحفياني حول « آداب أهل القرآن الكريم »، بين فيها خصال الطالب الحقيقي وأخلاقه مع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أولا، وكتابه العزيز ثانيا، ومع الشيخ المحفّظ ثالثا، ومع عامة الناس رابعا، وحثهم على التحلي بالتقوى والأخلاق النبوية الشريفة ووصايا المشايخ والعلماء وفي مقدمتهم الشيخ المحفّظ، مستشهدا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية في هذا المجال. وأوصاهم بوجوب احترام شيخهم، والمنافسة الشريفة فيما بينهم لأجل الحفظ والتحصيل، والابتعاد عن كل الملهيات والملذات المشغلات، ليكونوا خير خدّام لديننا ولهذا الوطن العزيز وشعبه الوفي وولي أمرنا حفظه الله تعالى، لنفوز جميعا ببشارة الحديث الشريف: »خيركم من تعلم القرآن وعلّمه ».
ثم قام الجميع بزيارة تفقدية إلى مركز مسجد بلهامل بنفس الجماعة حيث تفقد الرئيس ومن معه الإمام المحفّظ السيد محمد كروم والتلاميذ ومرافق الكتّاب(قاعة التدرير، المسجد، مكان محو الألواح) واطلع على ظروف العمل والتحصيل، ثم جلس الرئيس مع التلاميذ جلسة حثهم فيها على الاجتهاد في حفظ القرآن الكريم، والتأسي بمن سبقهم من أبناء بلدتهم الذين حفظوه ثم أتموا دراستهم في شعبة التعليم العتيق ثم في الجامعات المغربية، وحصلوا على وظائف لها علاقة بالشأن الدين أو الشأن العام. وحث الإمام المحفظ على الاستمرار في هذا العمل الذي يعد جهادا كبيرا في سبيل الله تعالى ينشر به النور والعلم بين الناس ويحارب به الجهل والتخلف.
وختم الإمام محمد زمزام كلا اللقائين بالدعاء الصالح لأمير المومنين نصره الله ولولي عهده وصنوه وسائر أفراد أسرته وشعبه وكافة المسلمين. ولا بد من التنويه بحسن الترحيب الذي لمسه المجلس من لدن الأئمة المحفّظين والساكنة جزاهم الله خيرا ووفقهم لما فيه مصلحة القرآن الكريم وأهله والإسلام والمسلمين.
Aucun commentaire