حكومة الريح التي تلقح النباتات والأشجار لينساب الخير على العباد والبلاد
حكومة الريح التي تلقح النباتات والأشجار
لينساب الخير على العباد والبلاد
أمين بوجيدة
على عجالة أقول: أثار انتباهي مقال بعنوان حكومة الريح والسفرتح، وبفضول عزمت على قراءة المقال وظننت أن صاحبه سيفيد وسيكون موضوعيا وعقلانيا وسيذكر أحداثا وقرارات، وسيقول كلاما بأدلة تنعش فكر القارئ وتجعله يعي أن هذه الحكومة تماما كما جاء في العنوان حكومة الريح.
ولكن ربما أصابني الندم لكوني قرأت مقالا كله غث وافتراءات وهمز ونبز وإطلاق الأحكام على عواهنها دون أن يحترم عقول القراء ويكون مقنعا ويسرد أدلة وقرائن ويذكر إحصائيات وأرقام وإجراءات ..ولكنه عوضا عن هذا استرسل يسرد الحكايات الشعبية التي تستعمل الكلب والبيض والدجاج..وانطلق في أسلوب ركيك إنشائي وكأنه يسرد قصة من كليلة ودمنة لكن بأسلوب يختلف عن أسلوب ابن المقفع.
إن التضحيات التي قدمها الكثير من المغاربة منذ القدم ليست هي من أتت بالشفافية والديموقراطية في دولة كالمغرب بل الفضل يرجع إلى الربيع العربي الذي فرض على العديد من الدول أن تقطع مع أساليب الإقصاء والتزوير في الانتخابات والبلقنة ونسبة تسع وتسعين في المائة. دون أن ننسى أن المغاربة اختاروا ربيعهم بطريقتهم الخاصة والتي في ظلها فقط ينعم المغاربة بالأمن والسلم ويعيشون أفضل من العديد من الدول التي تنتمي إلى الاتحاد الأوربي كإيطاليا واليونان وإسبانيا.
ومما يبعث على الدهشة أن يعمم صاحب المقال الزيادة في أمور محدودة يستفيد منها سوى فئة محدودة من المغاربة وشركات تعد على رؤوس الأصابع، فيعمم الزيادة ليعتبرها زيادات في كل الأسعار، وهذا فيه نوع من احتقار المغاربة واستحمارهم، في حين أن كل السلع التي لها علاقة مباشرة بالفقير لم تمس منها السكر والطحين والقمح والكهرباء و…ويقوم بإقصاء العديد من الإنجازات العظيمة التي لم تجرأ أية حكومة قديمة حتى على مجرد اقتراحها أو الحلم بها منها التغطية الصحية للفقراء، نظام تسيير المدرسي، الزيادة في منح الطلبة، تخفيض في أكثر من ألف دواء بنسبة تتراوح بين 50 و 70 في المائة.. وأما عن أن الحكومة قد قضت أشهرها الأولى في صراعات حزبية، فهذا يدل على جهل كبير لصاحب المقال بمجريات الأحداث، وجهل أكبر بالعراقيل المخدومة والمصنوعة لعرقلة سير وأعمال الحكومة. وعوضا أن ينزل بالعتاب واللوم على حزب الاستقلال وأمينه العام الذي ينحدر من قبيلة شحابطة، والذي أصر على إدخال البلاد في دوامة خطيرة تفتح الباب في وجه كل من ظن أن الحكومة المغربية فوتت على المغرب ربيعا عربيا.
وأما عن عدم تجانس الحكومة فهو افتراء يدل على أن صاحبه لا يتتبع الأحداث ويجهل كليا من أن الحكومة في تجانس كبير جدا وهي تقوم وكانت تقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها كاملة ولكن العيب كان في حزب الاستقلال الذي أراد أن يسحب وزراءه من أجل إفساد عمل الحكومة وإرباكها لأغراض يعرفها المتتبع للنشاط السياسي المغربي
و في المعارضة التي لم ترد أن تمارس دورها كمعارضة داعمة للخير، عندما يكون على يد الحكومة، ومرشدة وموجهة عندما ترى الأخطاء والهشاشة، ومقترحة ومساهمة في البناء الديموقراطي والحكامة الجيدة. ولكن المواطن المغربي يسمع ويرى عبر القنوات الوطنية مسرحيات هزلية ومتاهات وعراقيل كلها تصب في الإطاحة بهذه الحكومة لتبدو حكومة ضعيفة وغير قادرة على أي إصلاح.
ومما يزيدني يقينا في جهل الكاتب هو قوله أن وزراءنا قديما كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وهو يريد بذلك أن العام كان زين في عهد الحكومات السابقة. والجواب …. هو: من أوصل البلاد إلى ما هي عليه من فساد وريع ونهب جل الصناديق؟ هل هذه الحكومة أم الحكومات الفارطة؟ وهل كان المواطن يجرأ على أن يقترب مجرد الاقتراب من وزارة أحد الوزراء حينها؟ وهل كان يستطيع أي رئيس حكومة النزول إلى الشارع ليحاور الشعب والتجمعات مباشرة وجها لوجه؟
لازالت إمكانية الرد ممكنة لصفحات طوال على كل ما جاء في المقال، ولكن لا داعي لمزيد من إثقال عقل القارئ بردود على مقال يراه هو لا يستحق الرد، خصوصا وأن صاحبه قد تفنن في البداية بالحديث عن الريح التي تبطل الوضوء وهو كما هو معلوم ريح ذات رائحة كريهة، واعتبرنا نحن ريح الحكومة ريح تلقيح للأشجار والنباتات حتى يجني المواطن من خيراتها وبركاتها..وبما أنه قد تفنن في سرد الأمثلة فحري بنا أن نختم نحن كذلك بمثل عربي يقول: كل إناء بما فيه ينضح.
2 Comments
يبدو أنك وحدك تهلل وتطبل لهذه الحكومة التي لم نعرف منذ مجيئها إلا الويلات، لكن يبدو انك كالنعامة تدفن رأسك في الأرض حتى لا ترى ما يجري حولك .حزبك يا أستاذ يزيد من فقر الطبقات الفقيرة، ويفقر الطبقات المتوسطة ولن يفعل شيئا مع من بيدهم أمر هذه البلاد، لكن لا باس الانتخابات القادمة ستجيبكم ،وتثبث جهلكم حقا نحن بحاجة إلى إصلاحات لكن إسألوا الشارع إسألوا الفقير ،إذهبوا إلى المستشفيات، أنظروا إلى التعليم. ثلاث سنوات وانتم بين أخذ ورد ،لا شيء تحقق أما عن المقال ،أنا شخصيا كنت معجبا به وسعيدا بما جاء فيه، وأخيرا أقول لك أن المغاربة لم يعودوا يثقون في حزبك « العتيد » والحمد لله أن لنا جلالة الملك أنظروا ماذا يفعل في الجهات، أما عن بنكيران فلو افترضنا أنه ممثل من فرقة مسرح الحي ،فإننا لم نعد نستمتع بمسرحيته ،لأنها أصبحت مملة بكثرة الإعادة.
Source : link to oujdacity.net
اوافقك الراي في العنوان لكن اسمح لي ان اعدله لتظهر الحقيقة » حكومة الريح التي تلقح الشيح لينساب الشيح و الريح على البعير و الأولاد، في كل فج عميق و واد » و اسمح لي السيد بوجيدة بأن أقول لك بكامل الآداب بأن مقالك هو المجانب للصواب