Home»National»رواد شباب المغرب….والتضامن مع المعوزين

رواد شباب المغرب….والتضامن مع المعوزين

0
Shares
PinterestGoogle+

هل من رؤية موحدة تجعل المغاربة على توافق تام تجاه المعضلات والإشكالات التي تهم مجتمعهم، فالأكثرية لا هم لهم بل هم مهووسون بالاهتمام بمستواهم المعيشي والسعي إلى الزيادة في الأجور، والمتحزبين يسعون إلى تخفيض الرسوم، والعمل على إيجاد حلول لردع الخطر المستشعر من تحولات المجتمع… والقلة القليلة لها قيم تشكر عليها لكونها تسعى إلى تحقيق إصلاحات كبرى من خلال مشاركة المجتمع همومه التي يتخبط فيها… وهنا لا يمكنني سوى لفت انتباه الرأي العام المغربي إلى –رواد المغرب الشباب- وهم ينتمون إلى المدرسة المغربية لعلوم المهندس بمدينة الدار البيضاء، يشكرون لتنظيمهم قافلة تضامنية مع نزلاء المركز الاجتماعي تيط مليل و الذي استفاد منهم ما يزيد عن 600 نزيل

هنا لا يهمني حجم المساعدات بقدر ما يهمني لفت الانتباه إلى –رواد المغرب الشباب- الذين هم المحتاجون إلى كل فئات المجتمع لمدهم بما يحتاجونه من تكوين ونصائح ومساعدات. فهم اليوم شباب ويتميزون بالاندفاع وعشق المغامرة، ومغرمين بإثبات ذواتهم من خلال العلم أولا و الأدب ثانيا والعمل في معترك الحياة وما نراه اليوم من هؤلاء الشباب هو الانخراط لكن تحت أي مظلة…؟

علينا جميعنا كمجتمع الأخد بأيديهم لكونهم يتحلون بصفات تعطي إشارات النجاح مع حملهم هم الوطن و المواطنين…. حقيقة اليوم تواجه الحكومة المغربية أزمات تعمل التفريخ اليومي لعدة أزمات صغيرة، والعلاج متوفر والحلول ممكنة ولا دخل لها بحزمة المستحيلات، ولكن حكومة المغرب تلعب دور خلق المزيد من الأزمات للمجتمع لضمان استمرارهم في موقعهم، لكن للأسف فالجميع يعلم أن انعدام الاتصال بين الوزارات لم يؤهلها لتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية تحس بروح الانسجام يوازن بين مسؤولية المواطن ومسؤولية الحاكم مع استشعار بعضهم البعض في الواجب فالحكومة الحالية جعلت من علاقتها بالشعب علاقة نفعية بحتة ، وهذا ما دفع بعدد كبير من الجمعيات الغيورة العمل، و على الحكومة تبني مثل هؤلاء الشباب لكوننا نلمس منهم تحركا إيجابيا وتفاعل كامل مع ما تتبناه السلطة العليا للبلاد من مشاريع وأفكار للرقي بالمجتمع وتوفير الخدمة اللائقة

مجتمعنا المغربي يعج بجسد قبائلي ترعاه الدولة وتباركه، لكن ظهور الفوارق يجعل خطر القبيلة يظهر، فالقبيلة تعمل وفق منظومة الولاء فقط فقديما كانت القبيلة تولي الولاء للماء والكلأ واليوم الولاء للمال والجاه دون اعتبار من يكون حاكما وهو ما نشاهده اليوم بجميع دول العالم وهو سرعة التبعية والانقياد بسهولة للولاء للآخر خصوصا كونه يوفر ما يحتاجه الإنسان. ما قام به هؤلاء الشباب جعلني أخجل لما أسمع باحتفال العالم بحقوق الإنسان، وكأنما هذا الأمر لا يهمنا ولا يعنينا، وكأن أي مواطن مغربي قد قال حقه ولم يبق له سوى تأدية واجبه الوطني. وأخيرا إن جو فقدان الثقة فيما بين المغاربة، هو من عمل على إكتظاظ دور العجزة وهذا يرجع إلى تردي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية ومنها النفسية، والدولة تقف دائما في موقف المتفرج، وهذا يدفع المواطنين إلى سوء الظن بقادة الدولة النزيهين، وهذا لا ينفي وجود البطانة الفاشلة والرموز العاشقين للتسلط، وشباب رواد المغرب رصدوا حالة اليأس والتيئيس التي جعلتها الدولة تؤصل بين أفراده، مما دفع بعضنا إلى أبواب مسدودة، إن الجمعيات التي يشتغل بها الشباب المغربي و العربي اليوم لها العلاج الأنجع لكن لابد من العمل على تأطيرها وجعلها تسير على درب التأهيل الذي هو منارة المجتمعات، وعلى السلطات التشريعية و القضائية و التنفيذية دعم هذه المبادرة المستقلة لتؤدي واجبها ومهامها وفق نظام تشريعي

فكفى من الاستمرار في التفاخر بالذهنية لبعض القيادات لجمعيات لم تعد تشرف المغاربة وما أكثرهم، واللعب في الخفاء لم يعد له مكان ولا حيل تنطلي علينا، وأصبح المكر والخداع والتلاعب بأموال الجمعيات سبة لنا، ولا أبالغ إن قلت إن قيم الحب بيننا و الصدق أصبحا غريبي الوجه بيننا، فالأمانة بما تحمله هذه الأخيرة من دلالات لا تمتلكها أيدينا ولا ألسنتنا ولهذا خلا مجتمعنا من المصداقية وحلت محله الأحلام بل أظغات أحلام، طغى علينا الاصطناع حتى أصبح المتملق يحظى بقبول داخل مجتمعنا بدءا من أقرب الناس للسلطة، وانتهاء بسرير الزوجة، وهذا ما شوه بالأخص أجهزتنا العصبية التي بالرغم من إتقان صنعها أصبحت لا تستغل إلا في التركيز على خلق أدوات العجز عن التفريق لدى المواطنين بين القبيح و الحسن، وعلينا العمل من أجل إعطاء هؤلاء الشباب الوسائل للعمل على علاج المجتمع من هذا الداء العضال لكون الفيروس يسكن في أكثر من موضع وهذا ما جعل حكومتنا تلعب دور البهلوان
وهابي رشيد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *