مساهمة في إصلاح التعليم (2)
/
مساهمة في إصلاح التعليم (2 ): بقلم عمر حيمري
التعليم الإعداي الثانوي : الإصلاحات المقترحة على مستوى .
البنية التحتية :
بالإضافة إلى المقترحات السابقة المتعلقة بالبنية التحتية المرتبطة بالتعليم الابتدائي ، أرى أنه من الضروري إشراك الأسرة باعتبارها ركنا أساسيا في البنية التحتية الاجتماعية ، وليس باعتبارها مجرد مصدر لتوفير النقل وشراء الكماليات من هاتف نقال وحاسوب وألعاب إلكترونية ومصروف يومي ودراجات نارية فاخرة … إحداث مراكز للاستماع ، الاهتمام بالأنشطة الموازية والتحفيز عليها مع توفير الفضاء اللازم لها والذي قد يستغل لأغراض متعدد ، إنشاء قاعات الرياضة ، توفير وسائل النقل المدرسي وخاصة في المجال القروي ، الربط بشبكتي الماء والكهرباء ، إصلاح المؤسسات والبنايات التابعة لها والتي قد تكون مصدر تهديد لسلامة التلاميذ والعاملين بها …الاهتمام بالمساحات الخضراء واحترام الشروط الهندسية والمعمارية للبنايات والمقرات والحجرات التعليمية ، دون إهمال صيانة وترميم ونظافة المرافق والصحية التابعة للمؤسسة والقيام بحملات تشجير وتزيين المؤسسة ومحيطها .
الموارد البشرية :
فيما يتعلق بالموارد البشرية ، الملاحظ أنه ليس هناك توازن بين مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي ، فبعضها متخم بالفائض في الأساتذة والأطر الإدارية والبعض الآخر يشكو من النقص الحاد فيهما ، الشيء الذي يدعو إلى التشبث بالحكامة الجيدة في تدبير الموارد البشرية الإدارية والتربوية للقضاء على النقص والفائض في نفس الوقت ، ولا يتم ذلك في تقديري ، إلا بتكليف الأساتذة الذين ليس لهم حصة كاملة بمؤسساتهم الأصلية بحصص تكميلية في أقرب المؤسسات المجاورة لمؤسساتهم الأصلية ، بدلا من تكليف أساتذة السلك الابتدائي لسد الخصاص ، بشرط التدبير المحكم والمتوازن لجداول حصص الأساتذة والتلاميذ ، ودعم مشروع اللامركزية ، مع تشجيع إعادة الانتشار عن طريق التحفيز ، إلى جانب إحداث مصالح خاصة ، تشرف على تدبير الموارد البشرية بالنيابات والأكاديميات ، بهدف الرفع من جودة التدبير ، على أساس أن تكون قادرة على اتخاذ القرار الشجاع والمناسب بعيدا عن أي ضغط نقابي أو تدخل إداري أو زبوني أو قرابي .
كثيرة هي المؤسسات الإعدادية ، التي تفتقر إلى العدد الكافي من الحراس العامين والموعدين والأعوان ، الشيء الذي يؤثر على السير العادي للمؤسسة ، ويشجع على الغياب ، والفوضى والشغب ، وعدم الانضباط ، والعنف ، وتخريب الممتلكات العامة ، والكتابة على الجدران … وذلك لعدم القدرة على ضبط التلاميذ ،وهذه المعضلة يمكن أن تحل في تقديري ، عن طريق عقد شراكة مع المصالح البلدية ، والجماعات المحلية ، والداخلية ، والقوات المساعدة ، والجيش ، بموجبها تعير هذه المصالح المذكورة سالفا الفائض من موظفيها وجنودها إلى المؤسسات التعليمية ، حسب اختيارهم ورغبتهم ، في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية ، على شرط أن تسند إليهم مهمات محدد كالحراسة العامة ، ومكتب الغياب ، ومراقبة الساحة ، والممرات ، والدخول والخروج على رأس كل ساعة وحصص الرياضة البدنية وحماية وتأمين محيط المؤسسة من المراهقين والمنحرفين الذين يتحرشون بفتيات المؤسسة ، ويعترضون أحيانا سبيل الأستاذات ويتاجرون في الممنوعات …
المناهج والبرامج :
مرحلة السلك الإعدادي من أهم وأخطر المراحل التعليمية التعلمية باعتبارها متزامنة مع مرحلة المراهقة وامتدادا للمرحلة الابتدائية وبداية مرحلة الثانوي التأهيلي ، وأي خطأ في مناهج وبرامج السلك الإعدادي ينعكس سلبا على التعليم الثانوي التأهيلي ، وعلى هذا الأساس يجب أن تركز برامج ومناهج الإعدادي على تلقين التلميذ المبادئ الأولية للعلوم الفيزيائية والطبيعية والبيئية ،وتمكينه من منهجية سليمة للتفكيرالعلمي والعملي التطبيقي ، إلى جانب تعليمه تقنية معالجة المعلومات واستعمال التكنولوجيا للوصول إلى مصادر المعرفة والتدرب على التعلم الذاتي و على كسب الكفايات ، التي تؤهل المتعلم لولوج السلك الثانوي التأهيلي وتمنحه القدرة على التعامل مع المشاريع الخاصة ذات الصلة بالحياة المهنية والدراسية ، وتحفزه على الاهتمام بالقطاع المهني والحرفي والصناعي والتجاري والفلاحي وخاصة استزراع الأسماك كقطاع واعد اقتصاديا ، – لأن المغرب يتوفر على بحر ومحيط وشاطئين بطول 3700 كلم تقريبا – .وعلى أساس أن يكون محتوي البرامج والمناهج مرتبطا بقيم المجتمع الدينية والأخلاقية والوطنية وداعما لها و قادرا على إشباع الجانب الروحي للتلميذ ومقوما لسلوكه ،ومرسخا لعقيدته وإيمانه ومعرفته بالله لننأى به بعيدا عن العنف وسوء الأخلاق ، وهذا لا يتم إلا إذا خصصت حصص من البرنامج لحفظ وتفسير بعض الأجزاء من القرآن الكريم والأحاديث النبوية مع التركيز على السيرة النبوية وحياة الصحابة وما توصل إليه العلماء من أبحاث في مجال الإعجاز العلمي .
إن ما يزعج الأساتذة والتلاميذ على السواء ، هو طول المقررات ، وكثرة الحشو بها ، بسبب الرؤى السياسية المتضاربة والضغط السياسي الداخلي والخارجي وليس بهدف تحسين الجودة أو الرفع من مستوى التعليم ، زيادة على عدم ملاءمتها للمحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وخلوها منالثقافة الحقوقية، والتربية على المواطنة ، وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية المستمدة من القرآن والسنة ، إلى جانب الأخطاء في التوجيه كتوجيه مثلا، الضعفاء من التلاميذ إلى التعليم الأصيل والتكوين المهني ، وقد يكون التوجيه الخاطئ إلى الشعب العلمية تحت ضغط الآباء والأقرباء والعلاقات الزبونية وربما الإدارية ، الشيء الذي يضر بالمستقبل الدراسي للتلميذ ومستواه التعليمي . ناهيك عن هيمنة الخريطة المدرسية وتدخلها في تحديد نسبة النجاح الشيء الذي يحد من صلاحية مجلس القسم ويضر بمصلحة التلميذ … كما أن هيمنة الخريطة المدرسية وتدخلها في تحديد نسبة النجاح يحد من صلاحية مجلس القسم ويضر بمصلحة التلميذ .
في السلك الإعدادي تطغى مظاهر المراهقة ، وفي هذا العمر الزمني يحتاج التلميذ إلى رعاية المدرسة والمجتمع ، أكثر من رعاية أسرته ، التي قد يتمرد عليها ويعاقبها بالانحراف والخروج عن المألوف … وعليه لا بد من إحداث مراكز الاستماع ، تصاحب التلميذ وتتعرف على اهتماماته ومشاكله النفسية والاجتماعية ، التي قد تعيق عملية التعلم لديه ، وتقديم المساعدة للآباء والإدارة والأساتذة لتمكينهم من التعرف على حقيقة التلميذ وإعطاء صورة واضحة عنه ، حتى يسهل التعامل معه وضبطه وتوجيهه وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي له لتجاوز الصعوبات التي تعترضه وتعيق مساره الدراسي … إلى جانب إحداث أندية تهتم بالأنشطة الموازية والثقافية والرياضية ، يرتادها التلاميذ ويشرف عليها متخصصون ، تكون مهمتها تشجيع التلاميذ على إجراء اختبارات لقدراتهم الجسمية والعلمية والثقافية لشحذ الهمة والتنافس …
تدبير الزمان المدرسي :
إذا كانت مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار ، فإنها تقتضي تدبيرا نوعيا للزمن المدرسي يقدم إضافات جديدة للفاعلين التربويين ويقوي علاقة وارتباط التلميذ بمدرسته ، وهذا يتطلب فضاءات مناسبة مثل قاعة المطالعة والرياضة والعدد الكافي من الحجرات الدراسية والمختبرات المجهزة وقاعة الإعلاميات وأوراش ومعامل للأعمال اليدوية والفنية ، على أساس توفير الغلاف الزمني المناسب للتعلمات الأساسية ، مع الشروط القانونية ، التي تحمي التلميذ والفاعل التربوي على السواء ، داخل المؤسسة وخارجها ، ومراعاة الخصوصيات الجهوية والمحلية وظروف المتعلمين والمعلمات والتدبير الأمثل للموارد البشرية والمادية المتوفرة . إن سوء تدبير الزمن على مستوى الإدارة والديداكتيك ، تكون له عواقب وخيمة على المردودية وجودة النتائج :
فعلى مستوى الإدارة ، يحدث سوء توزيع الزمان والمهام بين الإداريين ، بعض الارتباك في السير العادي للمؤسسة ، بسبب التغيبات وكثرة التأخيرات ، وعدم الالتزام بوقت الخروج والدخول ، وذلك للشعور بالغبن و بحجة عدم العدل أو بدعوى أن الآخر لا يقوم بواجبه أو أن مهامه خفيفة وغير متعبة أو لاتكال بعضهم على البعض الآخر في التسيير والتدبير والمراقبة … وبين هذه الأسباب كلها تضيع مصلحة التلميذ ويقل الضبط والمراقبة ، فتعم الفوضى والغياب ويظهر العنف والاعتداء على الممتلكات العامة بالسرقة والتخريب والكتابة على الجدران …
أما على مستوى الديداكتيك والبداغوجيا ، فسوء توزيع الزمان الدراسي بين المواد الأساسية والثانوية والأنشطة ذات الطابع التطبيقي تخلق عدم التوازن بين التكوين العقلي والذهني والمهارات اليدوية ، كما أن حسن تدبير الزمن ومراعاة مبادئ الملاءمة والتدرج قد يجنب التلميذ إثقال كاهله بالحشو المعرفي وفي نفس الوقت يكسبه المعرفة العلمية القائمة على المنهجية التقنية والتفكير العلمي ، ويمكنه من التحكم في المواد الأساسية كاللغة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والاهتمام باكفايات التحليل والتركيب ومهارة النقد والاستدلال والاستنباط … وبمثل تعليم التلميذ هذه المهارات الأساسية نكون قد أعددناه للسنة الأولى ثانوي تأهيلي ، وذللنا له الصعوبات التي قد تواجهه في الثانوي التأهيلي .
التعليم الثانوي التأهيلي : الإصلاحات المقترحة على مستوى :
البنية التحتية : (يتبع )
Aucun commentaire