ضرورة تخفيض ساعات العمل بالتعليم الابتدائي
من المعضلات التربوية التي يعاني منها بعض رجال التعليم , عدم التوازن في ساعات العمل بين التعليم الابتدائي والتعليم الإعدادي والتعليم التأهيلي . أساتذة التعليم التأهيلي يشتغلون ب21 ساعات والتعليم الإعدادي ب 24 ساعة ,في حين يشتغل أساتذة التعليم الابتدائي ب 30 ساعة.
في هذا المجال طالب حزب التقدم والاشتراكية ومن أجل النهوض بقطاع التربية الوطنية مجموعة من المقترحات كفيلة حسب نظرة الحزب بإصلاح الوضع المتأزم للتعليم ببلادنا,ومن ضمن ما طالب به السيد نبيل بن عبد الله تقليص ساعات العمل بالتعليم الابتدائي من 30 ساعة الى 25 ساعة ,كما تطالب بذلك جل القوى التربوية بالمغرب بما فيها النقابات التعليمية .
الأمر لا يتعلق بتخفيض ساعات العمل حبا في عيون رجال التعليم الابتدائي أو غيرهم ,وإنما يتعلق بحذف الساعات الإضافية التي تحولت مع مرور الزمن من ساعات تطوعية تضامنية من أجل مغربة الأطر وقتها ,الى ساعات إجبارية دمجت قسرا في جدول الحصص بشكل رسمي.
أعتقد أن المشرفين على شؤون التربية والتعليم لا يقتربون كثيرا من واقع الحال ويكتفون بالجلوس وراء الستار والتخطيط لمذكرات تتبعها مذكرات ,دون علم ولا معرفة حقيقية بمعاناة رجل التعليم الذي أثقلت كاهله ساعات ضحى من أجلها في وقت ما وأعلن تضامنه المؤقت ليصبح الحكم مؤبدا وغير قابل للاستئناف ولا النقض.
وما يزيد الطين بلة أن رجل التعليم الابتدائي كان رجل قسم أو إدارة عرضة للتهميش والتمييز ,وكأنهم خارج الحسابات ومجرد أعوان التنفيذ وأكباش الفداء.فإذا كان مدير مؤسسة ابتدائية يعمل وحيدا داخل فضاء يتضمن أحيانا أكثر منم 1500 تلميذ وأكثر من 30 أستاذا ومطعم مدرسي,وبدون مساعد ولا عون وفي ظل كم من المعطيات والإحصاءات عليه تقديمها باستمرار , لست أدري لم هذا الإجحاف.
أما أستاذ التعليم الابتدائي والذي يعمل بحصة 30 ساعة أسبوعيا , وفي المقابل يعمل أستاذ التعليم الثانوي بأقل من 21 ساعة أسبوعيا . أيعتبر هذا عدلا؟ أيعتبر إنصافا؟ أم يعتبر واقعا مريرا؟
لست هنا لأنقص من دور أستاذ التعليم الثانوي لأن همه لا يقاس,لكنني أتحسر على موظف دولة شاءت إرادة من يخططون خارج الحساب إرهاقه بتوقيت يجعله خارج التغطية .فليعلم هؤلاء الساهرين على قطاع التربية والتكوين أن تربية الصغار ليست بالهينة,وأن إعدادهم من أميين لا يعرفون الكتابة والقراءة والتعبير والحساب الى شبه مؤهلين جاهزين للدراسة بكل مكوناتها, لم يكن ميسرا لولا جنود الخفاء من أساتذة التعليم الابتدائي الذين يقدمون خدمات تفوق أحيانا طاقتهم والكثير من الأحيان في ظروف صعبة وفرعيات ذات المسالك الصعبة بعيدا عن كل مظاهر الحياة .
إن العناية بالتعليم الابتدائي وتوفير الظروف المناسبة لأطره , كي يساهموا بشكل ايجابي في تنشئة أجيالنا الذي نسلمهم أميين لا يفقهون ونستلمهم متمدرسين ممرسين . صحيح قد يتساءل البعض عن ضعف المستوى وتواجد تلاميذ بالتعليم الإعدادي لا يعرفون القراءة والكتابة وأساتذة متهاونين . المعضلة أكبر من قضية فلان أو فلتان ,وإنما قضية شائكة حالكة تتداخل فيها عدة عناصر وتتطلب مزيدا من الدراسة والتخطيط. لكن القضية تبقى مرتبطة بضرورة توفير ظروف أنسب لرجل التعليم الابتدائي حتى نمكنه من العمل في ظروف أنسب,وحتى نجعله يحس بالعناية والإنصاف .
4 Comments
بودي بداية أن أتقدم لك بالشكر الجزيل على مقالك الدي تميز بالدفاع فئة مهمشة بالفعل كما ورد في المقال . وإدا كان هدا التمييز يستمد مشروعيته من عهود سابقة ( الاستعمار) وكان يعتمد على المستوى الدراسي لكل فئة ، إد كان يكفي لأستاد التعليم الابتدئي مستوى الرابعة إعدادي وربما أقل من دلك وأستاد التعليم الاعدادي مستوى الباكالوريا وأستاد التعليم الثانوي مافوق الباكالوريا ، فإنه لم يعد من المنطق في شيء اعتماد هدا التمييز في الوقت الراهن خاصة ونحن نعيش زمن الألفية الثالثة ، زمن العولمة إن لم أقل زمن ما بعد العولمة حيث الشواهد العليا متوفرة في جميع الأسلاك بل الأدهى من دلك هناك شواهد متوفرة في التعليم الابتدائي وغير متوفرة بالقدر الكافي في الأسلاك الأخرى. فلمادا إدن هدا التمييز وهدا الحيف فكان من اللأجدر أن يشتغل الكل وفق وعاء زمني موحد ( 21 ساعة لجميع الفئات ) وبهدا نكون قد أنصفنا فئة تعاني من الاحتقار لا فرق بينها وبين الأعوان في التراتبية .أما الحديث عن الإدارة التربوية بالتعليم الابتدائي بالنظر إلى محوريتها وإكراهاتها فتلك قصة أخرى سأعود إليها في مقال آخر ختاما أستادي الجليل أشكرك على إثارتك لهدا الموضوع على الرغم من أنك لا تنتمي إلى نفس الفئة فتستحق مني كل تقدير واحترام وإلى فرصة أخرى والسلام .
عجيب أمرك، كيف تقارن التدريس في الابتدائي بالتأهلي؟؟؟
المستوى مختلف و ضبط التلاميذ في الثانوي مهمة صعبة.
تحليلك غير واقعي.
vous avez tout à fait raison, vraiment comme enseignante qui a eu l’expérience de travailler à l’école primaire et au secondaire, j’ai pu ressentir l’énorme différence qui existe entre les deux cycles. je peut dire franchement que avec 30 heures de travail, l’enseignant est devenu comme une machine et il se finira par des maladies chroniques.
en plus de ce que vous avez dit le professeur primaire est un ensengant polivalent il etudie la langue arabe plus histoir geographie education islamique education phisique math francais…..ouzid ouzidor classe il fait la cultur artistique