جامـعـة محـمـد الأول بوجــدة تـتـذكر أعلامها (1)
بقلم : الدكتورة سميرة حيدا
مكلفة بالتسيير الإداري لمركز الإعلام والتوجيه والحياة الطلابية
جامعة محمد الأول بوجدة.
***************************
جامعة محمد الأول بوجدة عبر تاريخها الطويل ، الممتد من سنة 1978 وهو تاريخ تأسيسها إلى يومنا هذا ، حباها الله تعالى العديد من كبار الأساتذة والعلماء والشخصيات العامة المرموقة علماً وأدبا ، الذين ساهموا مساهمة جبارة في إرساء القواعد والأسس والدعائم الأكاديمية ولا سيما البحثية لهذا الصرح العلمي الكبير الذي تحتضنه الحاضرة الشرقية للمملكة الشريفة، تدريسا ، ومشاركات علمية في مختلف أنشطتها العلمية.
ومن باب ردّ الفضل إلى أصحابه، وعودة الجميل لصانعه، ارتأيت أن أخصص سلسة مقالات تتوخى التعريف بهم ، وسرد أهم إسهاماتهم الفكرية والأدبية، عملا بقول رسول الله في السياق نفسه : « لا يَشْكُرُ اللهَ منْ لا يشْكُرُ الناس. »
وسوف نشرع على بركة الله في التعريف بعلم من أعلام الفكر المغربي المعاصر ، كان في زيارة أخيرة لرحاب جامعة محمد الأول بوجدة ، ألا وهو :
الأستاذ الدكتور أحمد شحلان
*******************
» أنا نَبْتَةٌ من الجامعة وعنَايَةٌ مِنْ طلابي »
ارتبط اسم الدكتور أحمد شحلان بجامعة محمد الأول بوجدة في الفترة الممتدة مابين سنة 1983 و1986، حيث كان أستاذا زائرا لها ، يتكبد عناء السفر ومشقة الطريق ، من أجل تدريس طلبة هذه الجامعة قواعد وأصول اللغة العبرية. ولم تنقطع صلة أستاذنا الفاضل بوجدة وجامعتها يوما ، إذ شارك في العديد من الندوات العلمية والأيام الدراسية التي تعمل الجامعة على تنظيمها تباعا نشرا للعلم والمعرفة ، وكان آخرها مشاركته الفعالة في الندوة التي نظمتها الجامعة في موضوع : « منظومة قيم البناء الحضاري في استراتيجية الإيسيسكو » تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، يوم الخميس 10 أكتوبر2013.
فمن هو الدكتور أحمد شحلان ؟
*******************
– من مواليد مدينة مراكش الحمراء ، سنة 1944، أستاذ اللغة العبرية والدراسات الشرقية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
-أستاذ مشارك في كليات آداب في كل من مراكش ووجدة ومكناس ، لتدريس اللغة العبرية والمقارنات اللغوية، في الفترة الممتدة مابين » 1977 و 1990 « .
– أستاذ زائر بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا « E.P.H.E « جامعة السربون بباريس سنة 2004.
– مدير مكتب تنسيق التعريب في الوطن العربي التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم، » ألكسو » خلال الفترة مابين 1991 و 1995.
– الكاتب العام للجمعية المغربية للدراسات الشرقية ، منذ تأسيسها سنة 1990 بالرباط .
– مدير ورئيس تحرير مجلة اللسان العربي التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم » ألكسو » في الفترة مابين » 1991 و 1995 « .
– حاز على جائزة المغرب للكتاب سنة 2000.
– وشح بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة سنة 1990.
وللدكتور أحمد شحلان عشرات المقالات والدراسات المنشورة في مجلات مغربية وعربية، له العديد من المؤلفات القيمة ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
– المدخل إلى اللغة العبرية.
– ألف عام من حياة اليهود بالمغرب.
– الضروري في السياسة ( مختصر سياسة أفلاطون لابن رشد ).
– ابن رشد والفكر العبري: فعل الثقافة العربية الإسلامية في الفكر العبري الوسيط .
– يهود الأندلس والمغرب.
– لغات الرسل وأصول الرسالات.
– التوراة والشرعية الفلسطينية.
– التراث العبري اليهودي في الغرب الإسلامي ( التسامح الحق ).
– مجمع البحرين : من الفينيقية إلى العربية، دراسة مقارنة في المعجم واللغات القديمة.
– يهود المغرب من منبت الأصول إلى رياح الفرقة.
– الهداية إلى فرائض القلوب.
– ترجمة شرح كتاب أرسطو، أخلاق نيقوماخيا لابن رشد، من العبرية إلى العربية.
– المحاضرة والمذاكرة لموسى بن عزراء.
شارك الدكتور أحمد شحلان في العديد من الندوات والمؤتمرات العربية والعالمية، كان آخرها الندوة التي شارك فيها مع الدكتور عبد الكريم بوفرة ، أستاذ اللغة العبرية بكلية الآداب بوجدة ، والتي نظمها مركز اللغات والحضارات الشرقية التابع لجامعة هارفارد بمدينة كامبردج بولاية ماساتشوسيتس، بالولايات المتحدة الأمريكية،
“CENTER FOR MIDDLE EAST AND ORIENTAL STUDIES”
في الفترة الممتدة ما بين 9 و12 ماي 2013.
حظي الدكتور أحمد شحلان بالتكريم مرتين :
**التكريم الأول بالرباط، تحت عنوان : » قراءات في مدونات الشرق القديم « ، في 16 دجنبر 2010 برحاب جامعة محمد الخامس بالرباط.
** التكريم الثاني بمسقط رأسه بمراكش، تحت عنوان : » أحمد شحلان في عيون أصفيائه »، في 25 ماي 2013، برحاب جامعة القاضي عياض بمراكش.
وهناك تفكير جدي في تكريم الأستاذ شحلان هذه السنة بجامعة محمد الأول بوجدة ، لأنّه بحق جدير بالتكريم والإشادة والشكر.
هذه لمحة موجزة عن هذا المفكر الجليل ، حفظه الله ورعاه ، وبارك في عمره وعلمه، ونفع به أجيالا عديدة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية.
4 Comments
رائع يا دكتور بارك الله فيك, وفي جميع علمائنا, وجعلك الله منهم
مقال رائع واختيار موفق هادف، سيحفظ للكلية وللجامعة على حد سواء ذاكرتها. ربي يوفقك ويحفظك وانا ومصلحة الشؤون العلمية بالكلية والتي أشرف عليها رهن الإشارة لدعم هذا المسار في التعريف بشخصيات الكلية والجامعة
بوركت جهودك د.سميرةووفقت لكل خير، عمل يستحق التقدير
kifach imanaya
9a3 atarikha l ahamiya walo