Home»International»من أوقد نار الفتنة والعداوة بين الجزائر والمغرب

من أوقد نار الفتنة والعداوة بين الجزائر والمغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

من أوقد نار الفتنة والعداوة بين الجزائر والمغرب

أضيف في 07 دجنبر 2013

يذكر بشير بومعزة في مذكراته ، وهو من قيادي جبهة التحرير الوطنية و كان إذاك في غياهب السجن ، إبان حرب التحرير أن أتى الحراس فجرا  ليقتادوا مجاهدا مغربيا للإعدام ، انتهى صوته إلى المعتقلين وهو يذرع دهاليز السجن إلى الموت يصدح قويا : عاشت الجزائر حرة ، عاشت الأخوة المغربية الجزائرية ، ثم يعقب بومعزة ، في حسرة ، أكان من اللازم أن يموت مرتين ؟

لم يتحقق الأمل الذي نذر الشهيد المغربي من أجله حياته ، لقد كانت حرب التحرير بوتقة انصهرت فيها مكونات الجزائر ، و أغتنت بدعم القواعد الخلفية في تونس و المغرب ، من أجل وحدة مغاربية ، و أدت ساكنة هذه القواعد ثمنا باهضا كما في عين الشعير بالتراب المغربي التي قصفتها القوات الفرنسية ، أو جبال الكربوز قرب وجدة ، أو مجزرة ساقية سيدي يوسف بالتراب التونسي ، وقامت بالزغنغن مخيمات تدريب لجيش الحدود ، ثم كان إختطاف القادة التارخيين في طائرة مغربية ، و هم متوجهون إلى تونس ، وكان الموقف الشهم للملك محمد الخامس الذي أراد أن يقايض بإبنيه القادة التاريخيين و قال قولته المدوية التي لم ينسها الجزائريون :  » لأن تحتجز فرنسا ابني مولاي الحسن و مولاي عبد الله رهينتين ، أهون لدي من أن تحتجز ضيوفي  » .. كان الشريط الحدودي في شرق المغرب امتدادا للمجاهدين من الفلاكة ، و كانت أعلام المغرب و الجزائر ترفرف فوق سطح البيوتات في وجدة و قصر السوق و تا ندرارة ، من غير تمييز و لا حرج ، و حين تحركت الدبلوماسية الفرنسية من أجل إجراء تسوية فيما يخص الحدود ، تحركت قيادات جبهة التحرير لعقد مؤتمر طنجة ، من أجل إرجاء قضية الحدود ، التي رأت فيها مناورة استعمارية ، و تجند القادة التقدميون من حزب الإستقلال ، الشهيد المهدي بن بركة و الموحوم عبد الرحيم بوعبيد ، لتقديم الاخوة المغاربية على كل اعتبارات كانت روح لقاء طنجة هي تجاوز القوالب الاستعمارية ، هي تقديم الشعوب على الدول  ثم استقلت الجزائر بعد حرب مريرة .

كانت أول زيارة قام بها المرحوم الحسن الثاني خارج المغرب هي للجزائر المستقلة ، و قدم هدية لدعم الدولة الجزائرية الفتية ، ثم وقعت حرب الرمال ، و تحول النهر عن مجراه بتعبير الكاتب الجزائري رشيد ميموني ، لم تتم قراءة دقيقة لهذا الحادث ، فهو عسكريا لا يعدو أن يكون مناوشات عادية ، كما يقع في الحدود ، و لكنه كان مؤشرا لتصور الدولة الجزائرية ، ينبني على إرث الإدارة الفرنسية وفق تصور مركزي ، لا يأخد بعين الإعتبار الخصوصيات الثقافية ، و يجهز من ثمة على أرضية مؤتمر الصومام الداعية لدولة تعددية ، من خلال حرب الرمال ، تم الإجهاز على تمرد القبائل ، أو بتعبير أصح ، تم قمع التوجه الذي يرعى الخصوصيات و يندرج في أٌفق عصري لدولة حديثة ، لا دولة ذيلية للشرق ، عرف المغرب ذات الشيء ، إذ عقب الإستقلال انتفضت منطقة تافيلالت ، و نظر إلى المسألة مضرة اختزالية تحقيرية ، كانت الاستقلالات ، هنا و هناك ، انسكابا في القوالب الموروثة عن الاستعمار ، و الأمر كان تكريسا لهيمنة الأجهزة على حساب الشعوب ، و بشكل من الأشكال ، سوف يقدم  المغرب الذي نصب عدوا ، خدمة للدولة الجزائرية وفق هذا التوجه للمخزن ، كلاهما العدو الضروري .

سوف يؤجج السياق الدولي للحرب الباردة الخلافات بين توجه اشتراكي ، يتبنى الاقتصاد الموجه ، و الحزب الوحيد ، و توجه ينظر إليه كنظام رجعي ، و كقاعدة خلفية للامبريالية ، ليست الصحراء هي سبب المشكل ، هي على الأصح أحد تجلياته و بتعبير أخر ، لو لم تكن هناك قضية الصحراء لكان هناك شيء أخر ، ألم يقل المرحوم بومدين عنها  » حجرة  » في صباط  » المغرب  » ؟

في حمأة التوتر ، ظلت هناك خطوط حمراء لم يتجاوزها أحد من مسؤولي البلدين ، كانوا واعين بالتذاخل المجتمعي ، و الأواصر بين البلدين ، رغم تجاوزات مؤلمة أدت ألأسر ثمنها ، لاحت في الأفق منذ 1988 بوادر انفراج ، هي التي هيأت لاتفاقية الإتحاد المغاربي ، بيد أن الجزائر عرفت فترة اهتزازات ، دفعتها إلى الاستنجاد بالشرعية التاريخية من خلال المناداة على محمد بوضياف ، ظل المرحوم بوضياف وفيا لتوجه الثورة ، وفيا لذكرى الشهداء ، غير آبه بمنطق الدولة ، مؤمن بتمازج الشعبين ، و أغتيل بوضياف ، و عاد منطق الدولة و أغلق قوس الإنفراج ، كان إغلاق القوس يحتاج إلى مبررات ، و هي التي تم استعمالها جراء حادث أسني في غشت 1994 من الطرفين ، ثم عاد ابن وجدة من منفاه الطويل و انتخب رئيسا للجزائر في 15 أبريل 1999 ، و بتاريخ 17 أبريل قدمت التلفزة الجزائرية مسرحية عن أمير يمزج الراح و الروح ، كان ذلك إيذانا أن منطق الأجهزة مستمر هنا و هناك .

تكتنف العلاقات بين البلدين ظلال تحجب الرؤية لكن الشعبين ظلا يرتبطان رغم كل أسباب التعتيم بأواصر قوية تتداخل انتماءاتهما التي تتهوأ بمنطق الدولة ، و برسم الحدود ، يرتبط المناضل الأمازيغي من المغرب بمرجعيات نظرائه في تيزي ووزو ، يحن ابن الأندلس من فاس لأبناء عمومته في تلمسان ، و يرتبط مريد الزاوية التجانية بـ ’’ الفقراء’’ من المريدين عين جاسي البييض ، حيث مولد المولى الصالح سيدي أحمد التيجاني ، و يحج المتحدرون من الدوحة الشريفة بالجزائر إلى مولاي إدريس ، و يتلو المادحون في جار المخزن في عيد المولد النبوي أشعار سيدي بومدين الغوث ، و إذ يحل فريق المغرب لكرة القدم بعنابة يلاقي بالترحاب ، الراسخون في الوعي يدركون أن البلدين شعب واحد ، و أن مصيرهما واحد ، و أن الفاتح من نونبر عيد الجزائر و عيد للمغاربة أجمعين ، يفتخرون جميعهم بماسينيسا و يوغرثن ويوبا ويسين و القديس أغسطين ، وديهيا و طارق بن زياد  و عبد المومن ، و يعقوب  المنصور ، و الأمير عبد القادر و عبد الكريم و للافاظمة نايت سومر ، و محمد الخامس ، و بن بركة ، و بوضياف ، هذا الذي يمكث في وجدان الشعبين و أما الزبد فيدهب جفاء.

د. حسن اوريد عن مجلة زمان

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. فريد-الجزائر
    08/12/2013 at 05:30

    بارك الله فيك يا استاذ تحليل موثق دقيق – جامع مانع – جعل الله لكل حرف في هذا المقال جزاء وفاقا في ميزان حسناتك – مشكور

  2. الصوفية و طرقها فلن تجمع بل ستفرق
    08/12/2013 at 09:29

    إن أردنا الأخوة الحقيقية بين الجزائر و المغرب يجب أن نعود للإسلام السلفي بإتباع سلفنا الصالح أما أن نذكر تاريخ الصوفية و الزوايا بالبلدين و الإفتخار بهما فإن ذلك فهذا كان أيام جهل المسلمين بدينهم بسبب الإستعمار وقتها .

  3. المكي قاسمي
    08/12/2013 at 14:35

    من باب الحقيقة التاريخية ليس إلا، وجب التوضيح أن عداء حكام الجزائر للمغرب بدأ مع الرئيس بنبلة. فهو من كان يحكم الجزائر ساعة قيام حرب الرمال، بسبب تنكره ومن معه لحق المغرب في استرجاع سيادته على صحراءه الشرقية، بعد أن كان قادة الثورة الجزائرية قد تعاهدوا مع الملك الراحل محمد الخامس وقادة الحركة الوطنيه معه على تسليم المغرب صحراءه الشرقية مباشرة بعد استقلال الجزائر. للتذكير، فإن فرنسا كانت مستعدة، في أواخر خمسينيات القرن الفائت، لإرجاع الصحراء الشرقية للمغرب مقابل تخلي هذا الأخير عن دعمه القوي للثورة الجزائرية، إلا أن المغرب رفض، وفاء منه لبلد جار وشقيق.ولعل العبارة الشهيرة التي أطلقها بنبلة بعد هزيمة عساكره آنذاك « المراركة حكرونا » هي مما جعل فكرة الانتقام من المغرب تترسخ لدى أجيال من الجزائريين، ناسين أو متناسين أن المغرب لم يكن معتديا، وإنما مارس حقه الطبيعي والشرعي في الدفاع عن أراضيه. في كل الأحوال، قمة ما يرجى من قادة البلدين الجارين هو أن يتجه نظرهم إلى الأمام، أي إلى المستقبل. فالسياقة مع النظر للخلف معروفة مخاطرها الكبيرة

  4. Anonyme
    08/12/2013 at 19:40

    c’est faut ! encore une fois la propagande a la marocaine , et la guerre des sable ? ainsi en 1994 les années noir de l’Algérie , les marocains étaient aux cotes des terroristes ( laboratoire ) ………etc . une chose est sur , que vous êtes nos ennemis a toujours . ( d’ailleurs 85 % DES ALGÉRIENS SONT CONTRE TOUT RAPPROCHEMENT AVEC LE MAROC SELON UN SONDAGE SUR UN JOURNAL ALGÉRIEN ).le FRÈRE marocain ? impossible . le vrais frère est celui qui est inscrit sur le livret de famille .

  5. Anonymous
    08/12/2013 at 23:59

    Etant donné le genre de réaction et de raisonnement que tu as, l’on doute fort que tu vives en paix, même avec tes frères inscrits sur le livret de famille, grand monsieur « anonyme ». Le commentateur Mekki n’a fait que relater des faits de l’histoire. Si tu contestes la véracité de sa version, tu n’as qu’à exprimer celle que tu trouves exacte. Mais de grâce, ton ennemité qui semble t’étouffer, gardes la pour toi-même, car c’est ton problème ; nous, on n’en a rien à foutre. Et comme il est si bien dit chez nous, et probablement chez vous aussi, « lli zine, zine lrassou w lnnas, wa lli chine, chine, chine ghi lrassou »

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *