الفصحى والعامية في المتون اللغوية
الفصحى والعامية في المتون اللغوية:
ذ.إسماعيل علالي
إن الباحث في المعاجم العربية القديمة،وكتب »لحن العوام »لامحالة يخرج بنتيجة منطقية لا يدحضها إلا مغالط ،أعني »أن الأطوار التي مر منها البحث اللغوي عامة والمعجمي خاصة تكشف بالملموس أن علاقة الفصحى بالعامية كانت منذ أول متن لغوي علاقة تهذيب وتشذيب لا علاقة صراع ،نظرا لإيمان اللغويين القدامى بأن العاميات العربية ماهي إلا إنزياح شاذ عن العربية الفصحى لابد من رصده وتبين أسبابه ثم محاربته بغية إرجاع الناطق العربي إلى سكة الفصحى الصحيحة لكيلا يشوه اللسان العربي ومن ثمة تضيع اللغة الفصيحة ويفسد الذوق العربي السليم،فعلاقة التهذيب -لاعلاقة الصراع التي يروج لها بعض المغرضين -تلمح بشكل جلي حتى في المعاجم المتأخرة،فلو تصفحنا -مثلا-بعض وريقات من لسان العرب لابن منظور » لوجدناه لا يتحرج من تبيان بعض الألفاظ الفصيحة التي شوهتها العامة وغيرتها بل الأكثر من ذلك هو تقسيمه العامة إلى طبقات-سيرا على نهج من سبقه-فنجده يكرر في أكثر من موضع عند إيراده لبعض المفردات التي شوهتها العامة وغيرتها سواء من حيث الجانب الصوتي أو الصرفي »لفظة قديمة عن العرب غيرتها العامة ألأولى فقالت:كذا،فجاءت عامة سفلى غيرت عن الأولى فقالت:كذا،.. » ثم يرشدك إلى الصواب ومتفرعاته،وهكذا نجد في مختلف المعاجم وكتب »لحن العوام » التي سعى أصحابها إلى محاربة اللفظ العامي المشوه وترسيخ الفصيح في الأذهان حفاظا على بيضة المجتمع العربي والذوق السليم…
. وبناء على ماسبق نرى أن دعوى التدريس بالعامية هي دعوى باطلة وأن النقاش المفتعل الذي ظاهره الدفاع عن اللغةالأم »العامية »وباطنه تفتيت المجتمع ما هو إلا نقاش عقيم لا ينبغي الخوض فيه مادامت العامية حالة لغوية شاذة « والشاذ لايقاسعليه… »
…يتبع
1 Comment
مقال علمي في الصميم….شكرا أستاذ علالي