فاس الرومانسية
صنف موقع » اديوسو » المتخصص في السياحة والأسفار فاس في الرتبة السادسة عالميا ضمن المدن الرومانسية .
فاس والكل في فاس , عاشت عصرها الذهبي تاريخيا وحضاريا مما أهلها لدور ريادي كعاصمة علمية لا يشق لها غبار كيف لا وهي التي تحتضن جامعة القرويين أقدم جامعة في العالم والتي لازالت تدرس إلى اليوم , وقد تخرج منها علماء كبار مغاربة وأجانب كما درس بها كبار العلماء والمفكرين كابن رشد وابن ميمون وابن العربي وأبو عمران الفاسي وابن البناء المراكشي وتردد على حلقاتها الدراسية الشريف الإدريسي وابن زهر و النحوي ابن اجروم وابن باجة .
ومن العلماء الذين أقاموا بفاس ودرسوا بجامعتها العلامة ابن خلدون ولسان الدين ابن الخطيب وغيرهما.
تزخر فاس بمآثر تاريخية فرضت على اليونسكو أن تصنفها كتراث إنساني عالمي , من اجل المساهمة في إنقاذها مما يمكن إنقاذه خاصة المدينة العتيقة التي أحدثت وكالة متخصصة للإشراف على اوراش الصيانة والترميم بعد أن ظهرت علامات التصدع والانهيار على معظم بناياتها القديمة قدم تاريخ تأسيس المدينة الذي يفوق اثنى عشر قرنا على يد المولى إدريس الثاني .
كما أن هجرة طائفة من الأندلسيين إلى فاس جعلها تجمع بين العلم والحضارة وتبدع في ميادين المعمار والزخرفة والنقش والصناعة التقليدية والمهن اليدوية من خياطة و دباغة ونجارة وصناعة الأواني النحاسية والمعدنية والسروج التي قسمت المدينة العتيقة إلى أحياء ودروب للنجارين و الصفارين والدباغين وغيرها من الحرف التي تشتهر بها فاس وطنيا ودوليا مما جعلها قبلة للسياح من جميع الجنسيات والزوار الذين لا تخلوا منهم دروب المدينة وزواياها وأضرحتها كضريح المولى إدريس والزاوية التجانية التي يحج إليها الإخوة الأفارقة سنويا أفرادا وجماعات وجامع القرويين , فالجانب الروحي حاضر بقوة في هاته الزيارات التي تستشرف ربط الماضي بالحاضر .
فاس التي كانت عاصمة للدول الادريسية و المرينية والعلوية سجلت صفحات مشرقة في جميع الميادين ولازالت آثارها الشامخة تقف شاهدة على قصة حضارتها ومجدها , كالمدرسة البوعنانية والمدرسة المصباحية , وأبوابها التاريخية وأسوارها وأبراجها التي يصعب تعدادها لكثرتها , وكتب التاريخ خير مرجع لكل من يطلب المزيد .
خارج المدينة العتيقة شيدت في عهد المرينيين فاس الجديد التي تحتضن المشور وحي مولاي عبد الله والملاح الذي يرمز للتعايش بين الأديان , ويشهد الرواج التجاري أوجه في هذه المنطقة التي تحتضن أيضا حديقة جنان سبيل التي كانت ولا زالت متنفسا للمدينة يقصدها السكان للترويح عن النفس والتمتع بورودها ومياهها تحت ظلال الأشجار الوارفة الرائعة الجمال , وقد تغنى بها الشعراء والعشاق منذ القدم , ومن منا لا يتذكر أغنية » يا الغادي فالطموبيل » ولعلها أول عمل فني يسجله الفنان عبد الوهاب الدكالي الذي نشا وترعرع في دروب مدينة فاس وعاش بدايته الرومانسية بجنان سبيل في زمن العشق الممنوع .
المدينة العصرية لفاس عرفت في السنوات الأخيرة عناية خاصة بفضل الزيارات الملكية المتتالية , فتم توسيع شوارعها وتشجيرها بأشجار النخيل الباسقة وتزيينها بنافورات تتدفق مياهها على أنغام موسيقية رومانسية هادئة تذكرنا بزمان الوصل بالأندلس أو ليالي الأنس في فيينا بصوت الراحلة اسمهان .
أمام هاته الأجواء الحميمية والشاعرية كيف لا تصنف فاس وهي التي يقام بها مهرجان سنوي للموسيقى الروحية و أمسيات للموسيقى الأندلسية , كعاصمة عالمية للرومانسية وتحظى بمرتبة مشرفة جدا , انه تتويج مستحق نفتخر به كمغاربة تسري في عروقنا دماء وطنية وتخفق قلوبنا كلما رفعت رايتنا عالية في السماء .
Aucun commentaire