Home»Enseignement»من لغة القرآن إلى لغة الحمام(2) الجزء الثاني

من لغة القرآن إلى لغة الحمام(2) الجزء الثاني

0
Shares
PinterestGoogle+

بعض المتكلمين و المدافعين عن اللغة الفرنسية،انتهى إلى نظرهم أن يستبدلوا اللغة العربية الفصحى(لغة الضاد) و لغة القرآن، بلهجة دارجة لهجة تتحول بقدرتهم و رغبتهم، إلى لغة العلم و القراءة و الحساب و العلوم الطبيعية…اللهجة (الدارجة)لا يمكن أن ترقى إلى لغة العلم و القراءة،بل هي لغة الأفلام المغربية الرديئة، و المسلسلات الهندية و المكسيكية المدبلجة باللهجة المغربية،  وأغاني الراي… الدارجةهي لغة السوق و الحمام و الراي، هي لغة واحدة…لغة قاصرة و معوقة إعاقات متنوعة،.و الذين يناشدون باستعمالها كلغة العلم و الأدب و الفنون، لا شك أنهم يعانون من الخبل و الخرف.

لا يمكن أن نستمر في هذه المهزلة وهذه التفاهة ،فلغة الضاد(العربية الفصحى) كانت دائما لغة العلم، لغة القرآن،ولغة الإسلام و لغة نبي الإسلام ،شئنا ذلك أم لا، فليس لدينا في ذلك اختيار .وهي لغة التفكير و لغة الفهم و التطور،بها نعتز بعروبتنا و بديننا.والقرآن عندما ترجم إلى لغات أخرى تحول إلى لغة بشرية،وفقد قدسيته و روعته،وإعجازه.وعلى الناس الذين يدخلون في الإسلام(ومنهم أطفال و مراهقي المدارس) أن يتعلموا لغة القرآن التي هي لغة الإسلام. القرآن غير قابل للتحويل إلى الدارجة،فهل نتجاوزه ،أم نلغيه من مدارس الدارجة؟؟؟هل الدارجة لغة قابلة للكتابة؟

لو فكر هؤلاء في لغة الصم البكم لكان الأمر مقبولا.لأنها لغة لا موطن لها،وليست خاصة بشعب من الشعوب،بل يتكلم بها المتقدم من الشعوب و المتخلف و البدائي.فهي لغة الإنسان ابن الطبيعة.كما أنها لغة الأطفال قبل مرحلة تعلم اللغة.فهي أرحم لنا نحن المدرسون من التهريج و الضجيج و الصراخ و العويل و خاصة في الحصص الأخيرة أو في الأقسام المظلمة.بهذه اللغة يكون لنا قسم أشبه بمملكة النمل.هذا الصمت الفردوسي يجنبنا على الأقل تناول أقراص ارتفاع الضغط المزمن ،وحقن الأنسولين الصباحية و المسائية ،وأقراص الصداع النصفي كلما انتهينا من يوم دراسي. وستتحول حجرات الدراسة بعون الله تعالى هادئة كهدوء المحيط الهادي أو البحر الميت،ليس فيهما أمواج عاتية و لا رياح هوجاء.

في الوقت الذي كان يجب أن ندعو إلى تطوير لغتنا الفصحى حتى تصبح لغة لها قيمة حضارية،ومن اللغات الحية كالانجليزية،وقريبا كالصينية و الهندية و الروسية و الألمانية و اليابانية-لأن اللغات الحية هي انعكاس لاقتصاد قوي و متطورـ عوض ذلك نسمع بعض الأصوات النشاز تدعو إلى استعمال الدارجة في التعليم.والحق يقال ،لا نعرف كيف يفكر هؤلاء…و المؤكد أن تفكيرهم ليس صادرا من عقولهم،بل من جهة غير معلومة…فكيف يستقيم الأمر و نحن نعلم أن الدارجة ليست واحدة ،وتختلف من شرق المغرب إلى غربه،ومن شماله إلى جنوبه،ومن كل هذا إلى وسطه.نفس الأمر يلاحظ على الامازيغية؛فليس في المغرب امازيغية واحدة .فقد أحس كثير من المغاربة الذين يتكلمون امازيغية غير معترف بها من وسائل الإعلام السمعية البصرية،بالغبن إزاء هذا التجاهل و الإقصاء للغتهم.من هؤلاء قبائل فجيج ،وبني يزنا سن،وبني ورين و غيرهم كثير…

ما لا يعرفه المتفرنسون في العقل و الدين،أن اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن الذي يعتبر وحيا من الله تعالى إلى رسوله الكريم،ولغة الدين    والوطن،والقومية العربية.و في حالة إذا تنكرنا لهذا(القرآن والدين و الوطن و العروبة)،نقبل إذ ذاك بالدارجة كلغة التعليم و التعلم.

القرآن،يا متفرنسون ربما لم تسمعوا عنه في منازلكم،ولا من آبائكم، و لا في المدارس التي تعلمتم فيها،يستحيل أن يقرأ أو يرتل أو يفهم إلا باللغة العربية،كما يستحيل أن يترجم إلى لغة أخرى(إذ سيتحول إلى لغة البشر)وسيفقد قداسته وإعجازه اللغوي،لأنه بكل بساطة كلام الله،ونزل وحيا من الله إلى رسوله الكريم.والرسول الكريم كان أحرص عليه من ضياعه.رغم ما يفتريه بعض من فرق الشيعة ،وفريق كبير من المبشرين من كذب على نصوص و آيات و سور القرآن.

أخيرا أتساءل:هل نعتبر دعوة استعمال الدارجة في التعليم المدرسي،موضة لغوية،كموضة السراويل المتدلية، وموضة حلاقة المراهقين التي تشبه رأس ديك بالغ؛وموضة المراهقات التي تشبه ريش طاووس ذكر.من يدافع عن الدارجة ،يدافع بوعي أو بدون وعي،عن الميوعة في المدارس،وضرب للتقاليد الاجتماعية و الدينية عرض الحائط،باسم الحضارة و التحضر و « عقوق »الإنسان.هؤلاء، هم من يدافع عن الإباحية الأخلاقية ،على أنها الحق الطبيعي لكل إنسان أن يفعل بجسمه ما يشاء،إنها التبرير المرضي للشذوذ النفسي و العقلي باسم الحداثة و التقدمية و الانفتاح ومسايرة العصر…وهلم من الشعارات التي تشبه الطبول….ولله في خلقه شؤون…

انجاز:صايم نولاالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *