يعيش مجالي التوجيه والتخطيط التربوي هجمة شرسة من لدن خفافيش الظلام بوزارة التربية الوطنية، اعداء التنمية التربوية والثقافية ببلدنا ويتجلى ذلك في سلسلة من المقررت والمراسيم التي اعتدت على مجالي التوجيه والتخطيط التربوي وسعت لحذفه من منظومة التربية والتكوين.ونورد لكم اسفله نبذه عن هذه القرارات.كما تجدون رفقته نسخا منه:

1-                  قرار يحمل رقم 1328.13 بتاريخ 13 مارس 2013 بالجريدة الرسمية عدد 6149 بتاريخ 06 ماي 2013. ويتعلق هذا القرار بتحديد شروط وإجراءات وبرامج المباريات لولوج بعض الدرجات المنصوص عليها في المرسوم ر 2.02.854  الصادر في 10 فبراير 2003 بشان النظام الاساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية.

ويسمح  القرار المومأ إليه اعلاه لأساتذه التعليم الثانوي من حاملي الماستر بولوج الدرجة الاولى من إطار مستشار في التوجيه او التخطيط التربوي عبر مباراة مهنية متمثلة في اجتياز اختبار شفوي، يعين على إثرها الناجحون مباشرة بعد الاعلان عن نجاحهم.

إن هذا القرار، بالكيفية التي جاء بها، قد جانب الصواب للأسباب التالية:

  ü      كونه يضرب في عمق القيمة المهنية لدبلوم مستشار في التوجيه أو التخطيط  التربوي،الذي يسلم من قبل مركز التوجيه والتخطيط التربوي بعد  النجاح في امتحان التخرج من هذا المركز، بعد قضاء سنتين من التكوين والتدريب على إثر مباراة كتابية ومقابلة شفوية تفتح في وجه اساتذة التعليم الثانوي الاعدادي الذين قضوا على الاقل 4 سنوات من العمل بهذه الصفة. بينما أصبح الولوج لهذا الاطار، حسب هذا القرار، يتم فقط بناء على توفر الاستاذ على شهادة الماستر واجتياز مبارة شفهية ليتم إدراجه في الدرجة الاولى من إطار مستشار في التوجيه او التخطيط التربوي.

فكيف يعقل أن نطلب من مستشار في التوجيه او التخطيط التربوي  الذي كان في الاصل أستاذا، وحصل بعد ذلك على دبلوم مستشار  بعد قضاء سنتين من التكوين وعلى أقدمية معينة في العمل بهذه الصفة، كيف يعقل ان يطلب منه التوفر على  شهادة الماستر ليتمكن من اجتياز المبارة المهنية لولوج الدرجة الاولى، مثله مثل الاستاذ الذي لم يجتر لا مباراة ولوج لهذا الاطار ولم يستفد من تكوين مهني. وكل ما عنده هو شهادة ماستر. ألا يعتبر هذا الإجراء تنقيصا من قيمة التكوين الذي تلقاه المستشار ؟

مارأيكم   في المعادلة التالية:

 أستاذ السلك الثاوي الاعدادي+ ماستر = مستشار في التوجيه او التخطيط التربوي من الدرجة الاولى

 أستاذ السلك الثانوي الاعدادي+ دبلوم مستشار في التوجيه أو التخطيط التربوي+ ماستر = مستشار في التوجيه او التخطيط التربوي من الدرجة الاولى

؟؟؟؟؟

  ü        كونه يضر بحق المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي من الدرجة الثانية في الترقي للدرجة الاولى نظرا لتآكل قاعدة الترقي بالنسبة للدرجة الثانية.

1-      كونه سيعمل على التقليل من فرص الانتقال والتعيين في المناطق المرغوب فيها بالنسبة للمستشارين والمتدربين بالمركز حاليا.

 2-                  مشروع مرسوم بالأمانة العامة للحكومة  يتعلق بإحداث وتنظيم المركز الوطني لتكوين مفتشي وزارة التربية الوطنية، وهو المرسوم الذي ينص على دمج مركز تكوين مفتشي التعليم ومركز التوجيه والتخطيط  التربوي في مركز واحد تحت مسمى المركز الوطني لتكوين مفتشي وزارة التربية الوطنية .

وحيث أن مشروع المرسوم المومأ إليه أعلاه قد قصر التكوينات الأساسية بهذا المركز في مجال التوجيه والتخطيط التربوي على شعبة التخطيط / سلك المفتشين، دون الإشارة الى شعبة التوجيه التربوي بسلكيها الاستشارة والتفتيش،فإنه يعتبر سابقة في تاريخ منظومة التوجيه والتخطيط التربوي، وضربة قاصمة لأحد أهم مكونات منظومة التربية والتكوين، ألا و هو التوجيه التربوي، وذلك بالنظر للحيثيات التالية:

  ü        كون حذف التكوين في التوجيه  التربوي بسلكيه الاستشارة والتفتيش، والتكوين في التخطيط التربوي بسلك الاستشارة يعتبر تجاوزا لنصوص صريحة جاءت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين باعتباره وثيقة مرجعية أساسية حضيت بالإجماع الوطني.

  ü        إن حذف التكوينات الأساس في مجالي التخطيط و التوجيه التربوي بسلكيه، لمن شأنه حرمان ملايين التلاميذ المغاربة بالتعليم العمومي والخصوصي من خدمات الاعلام والمساعدة على التوجيه ذات جودة، و التي هم في حاجة ماسة إليها بالنظر الى تشعب التكوينات والدراسات وصعوبة الاختيار واتخاذ القرار .

  ü        إن التوجيه التربوي أحد الحقوق الأساسية التي تقرها المواثيق الدولية لا سيما منظمة الأمم المتحدة للطفولة والتي تربطها بوزارة التربية الوطنية شراكات في هذا الباب تستهدف أساسا تنمية الحس المقاولاتي للتلاميذ وتشجيعهم على بلورة مشاريعهم الدراسية والمهنية، وهو العمل الذي انخرط فيه أطر التوجيه التربوي خدمة لناشئتنا.

  ü        كون هذا المرسوم المشروع – إذا ما تم تنفيذه لا سمح الله – سيضرب الجودة والمهنية ومن وراءهما المردودية التربوية والإدارية  في قطاع التوجيه والتخطيط التربوي بشكل خاص ونظام التربية والتكوين بشكل عام.

ü        كون هذا المرسوم سيؤدي للاستغناء عن مؤسسة عريقة ألا وهي مركز التوجيه والتخطيط التربوي المصنف الأول إفريقيا وعربيا والثالث عالميا  في مجال  تكوين أطر التوجيه والتخطيط التربوي . فماذا سيكون مصير هذا المركز عندما يتم الاستغناء عن خدماته وعن دوره في الارتقاء بمنظومة التربوية والتكوين، والمتمثل في تزويد المنظومة التربوية بأطر ذات كفاءة كبيرة، وإغناء الحقل التربوي  بما ينجز به من بحوث تربوية ذات جودة عالية ؟

ü        كون هذا المرسوم يخالف صراحة التوجهات الملكية الواردة في خطابي 20 غشت لسنة 2012 و2013 ، حيث شدد جلالته على أن منظومة التربية والتكوين ينبغى ان تسعى لانماء شخصية التلميذ وصقل مواهبه.  وكأننا بجلالته يتحدث عن التوجيه التربوي إذ لا يمكن تحقيق الأهداف المذكورة دون تفعيل أدوار ووظائف منظومة التوجيه التربوي، إذ أن الاهداف الواردة في خطاب جلالته  تتماهى بشكل كبير مع  أهداف التوجيه التربوي، والتي تتغيى إنماء شخصية التلاميذ في كل جوانبها.  أخانا الفاضل، إن التوجيه والتخطيط نسق تربوي داخل منظومة التربية والتكوين بوظائف متعددة منها مواكبة التلاميذ و تيسير إنضاج ميولاتهم، وتيسير اختياراتهم الدراسية والمهنية، و تفتيق ملكاتهم، وإبراز مواهبهم…، ولايمكن تصور نسق تربوي متكامل  في غياب أحد عناصره.

لكل هذه الأسباب، ولكل ما يجسده هذا المرسوم –المشروع من إجهاز على أحد أهم مكونات منظومة التربية والتكوين، ألا هو التوجيه والتخطيط التربوي، ولكل ما يمكن  أن يخلقه تنفيذه من استمرار الاحتقان في صفوف هيئة التوجيه والتخطيط التربوي خصوصا، وباقي مكونات المجتمع المغربي عموما،  فإننا في نقابة أطر التوجيه والتخطيط التربوي، نلمتس منكم تخصيص عدد كامل في جريدتكم الغراء لتسليط الضوء عن هذا الموضوع. ونعدكم اننا سنبقى رهن اشارتكم بخصوص تزويدكم بكل المعلومات التي قد تحتاجونها . وفي الختام تقبلوا مشاعر تقديرنا واحترامنا.

الكاتب الوطني لنقابة أطر التوجيه والتخطيط التربوي