وزارة التربية الوطنية : حراسة المؤسسات التعليمية تضيع داخل مهام السخرة …
تتعدد مظاهر الاختلال بالمنظومة التربوية ، وتتوالد سلوكات ومظاهر لا تذهب في اتجاه الأهداف المرسومة لها ، حيث تتحول إلى قاعدة لها من الأضرار ما يعمق الاختلالات التي تعرفها المنظومة التربوية ، وحيث أن الأمن بالمؤسسات التعليمية وسلامة العاملين بها أهم الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها لهذا تتعاقد وزارة التربية الوطنية مع شركات من اجل القيام بحراسة المؤسسات التعليمية وضمان الأمن بها . إلا أن الملاحظ أن هذه المهمة تنحرف نحو ادوار أخرى ليس من مهمات الأشخاص المكلفين بها ، إذ تتعداها إلى القيام بادوار ليست من اختصاصها تمتد الى جوانب تربوية ، من خلال ما أصبح يفرض عليهم من طرف بعض رؤساء المؤسسات التعليمية ، إذ يكلفون بادوار السخرة كإيصال البريد إلى النيابة وإيصال وثائق تربوية إلى الأساتذة والمشاركة في عملية المطعم المدرسي والقيام بادوار أخرى كالبستنة وما إلى ذلك من المهمات … التي لا تنسجم وطبيعة دورهم الأمني بأبواب المؤسسات التعليمية . تجعلهم يتدخلون في أمور تربوية ليست من اختصاصهم ، إذ الانشغال بهذه المهمات يجعل من مسؤولية حراسة المؤسسة تتوه داخل الأدوار المتعددة التي يقومون بها . والغريب أن مسؤولين أصبحوا يزكون هذه الأدوار، أو يسكتون عنها ما يخلق حالة من الاعتراض من طرف العاملين بالمؤسسات على بعض المهام . رؤساء مؤسسات تعليمية الذين خاضوا نضالات من اجل رفض أسلوب السخرة الذي وجدوا أنفسهم يقدمونه من خلال طبيعة عملهم رغم أنهم يتلقون تعويضات عن ذلك ، فكيف يسمحون لأنفسهم بفرض نفس الأسلوب على غيرهم وهو الأسلوب الذي طالما اعتبروه مهينا لهم .
كما أن بعضهم حولوا مؤسساتهم إلى أشباه سجون أو معتقلات حيث تغلق الأبواب إلى درجة أن أي زائر لا يمكنه التواصل مع المؤسسة كون أن عون الحراسة أصبحت تتحدد مهمته في فتح وإغلاق الأبواب في فترات محددة وفق تعليمات صارمة لا تستثني العاملين بالمؤسسة من أساتذة وأعوان وغيرهم !!! في حين يتم الانشغال بمهام أخرى .
حتى أن انفتاح المؤسسات التعليمية على المحيط وعلى الفاعلين لم يعد موجودا عندما تحول الأمن المدرسي إلى حاجر يغلق كل أبواب التواصل فغابت المقاربة التربوية إلى مقاربة أمنية وصارت المؤسسات التعليمية صورة من صور الاحتجاز تكرسه إدارة تفتقد الأبعاد التربوية نحو أبعاد التسلط والإكراه ، وهو ما قدم بعض مظاهر العنف التي تمارس على هذه المؤسسة ، عندما لا يجد الآباء مخاطب تربوي قادر على نسج علاقات التواصل مع الفضاءات الخارجية ، وإلا فأي دور تربوي ستقدمه المؤسسات التعليمية في إطار تفاعلها مع المجتمع .
فهل يقبل المسؤولون التربويون أن تتحول المؤسسات التعليمية إلى سجون فاقدة لمنافذ التواصل والانفتاح .
3 Comments
الموازنة بين انفتاح المدرسة وبين عبثية الزيارات المتكررة أثناء حصص التدريس و أثناء حراسة التلاميذ في فترات الاستراحة من مهام مدير المؤسسة، وإذا كان الوعي بمواقيت الزيارات و ضرورة انتظامها من طرف أباء وأمهات التلاميذ فمرحبا بزياراتهم في إطار ضوابطها،أما إذا كانت هذه الزيارات تتخذ صيغة المرزور المباشر إلى حجرات الدراسية بمعدل أربع أو خمس زيارات يتخللها اقتحام الأقسام دون إخبار الإدارة بسبب الزيارة فتخيل أخي كاتب المقال كيف ستكون الحصص الدراسية. إن حصص التلاميذ أقدس من زيارات ولو كانت عاجلة، لأن سيرورة العمل التربوي لمن له وعي بضرورة سلاستها وعدم انقطاعها أقدس وأهم.
انا لدي ابن يدرس في مدرسة ابتدائية بها حارس يمارس القمع و الاستبداد على النساء بطريقة لا حول ولا قوة الا بالله و كأن المدرسة ملك له لا يتكلم باحترام و الشتم هل يمكن ان نقوم بشكاية ضده و من هي الجهة المختصة و شكراا
ابحث عن عمل حريس امن مدرسي