Home»Jeunes talents»ثمانُ شَذرات ليلية

ثمانُ شَذرات ليلية

0
Shares
PinterestGoogle+

    (1)
لا يُمكن لبَلدٍ انجَب المهدي بن بركة، المهدي المنجرة، والجابري والعروي وابن بطوطة والكثير .. أن يخيبَ أمله كثيراً .
برغم كلّ شيء لا تزال تلك الدّماء تسري في عروقنا. ولعلّنا سنتعلّم من ابن بطوطة الصّبر في أن نجوب الأرض من طَنجة / المغرب إلى المَشرق، وأكثر . فرغم قساوة الوَطن غير أنه يبقى وكرنا المُشترك ..
«.. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور, وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور, وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً, ولقيت كما لقيا نَصَباً.» يقول ابن بطوطة .
(2)

الكتابة فعلٌ حَميمي وشخصيّ جدّاً.. إنه يصعُب على الكاتب أن يسمحَ للآخر بالقراءة له، يشعر بالتمزق وكأن جزءاً منه يتعرّى أمام العالم .. لكنه في ذات الوقت لا يمكنه الإحتفاظ بجزئه لنفسه، إنه يحتاجُ ذلك الكَشف لأنه الدليل الوحيد على كونه ليس وحيداً في العالم.

(3)

قبل عيد ميلادي الواحد والعشرين بأسبوع طاردتني أشباح الكآبة كما في كلّ عام، وشعرت بالموت والفراغ من كلّ جانب، كنت أدرك أنني أتقدم في العمر كلّ سنة ولا زلت متأخرة كثيراً جداً عن أحلامي التي بدأت شُعلتها في الخامسة عشرة من عُمري.
أحسب السّنوات كما أحسِبُ عدد الكلمات التي قرأتها منذ ذلك الحين.
غير أن الأمر تغير جذرياً يوم عيد الميلاد، وبعده، والذي بعد.. لم أفهم سرّ هذه الإنحناءة في تقاسيم القَدر.. أتُراه كان يريد اختباري أم أن الوقت قد حان لتحقيق النّبوءة ؟

(4)

لا نكتُب لأجل السّلطة. رغم أن الكلمات تحمل في ذاتها السلطة التي تُمارس على الآخر. غير أننا نكتُب لشيء أكثر تمرّداً من ذلك، نكتب لأجل الإفلات من قبضة السّلطة التي تُحاصرنا في كل مكان. ولكن لأجل تحقيق هذا الإفلات هناك خياران : إما العزلة المبدئية والإكتفاء بالهامش. وإما محاولة امتلاك سلطة. يبدو الأمر أشبه بالمفارقة غير أنه أقرب وصف للواقع الأدبي.
سلطة اللغة في مقابل مختلف أشكال السّلط المُتبقية. غير أن ما يجدر الإشارة إليه هو أن امتلاك السلطة يحتاج في البدء، العيش في الهامش. ولو لفترة قصيرة.

(5)
عليكَ أن تدخل وسط السّرب.. تتعلم طُرق عيشه.. وتفهم كيف يفكّر.. تصطاد نقاط ضعفه وتمتص نقاط قوّته.. وحين تتعلم الطّيران كفاية عليك التحليق بعيداً عن السّرب.. أن تختلف.. إنك لن تتعلم الكثير أبداً إذا ما أنت بقيت وسط السّرب تكتفي بالتقليد وحسب.

(6)

لدي قدرة فطرية على الصبر للأذى عشر مرّات.. لكنني في الحادية عشرة أتمنى أن لا يكون المُؤذي أمام ناظري.
(7)

الكتابة على الإنترنت سهلة وغير مُكلّفة. يكفي أن أترجم ما يجول بخاطري لحروف وأنشرها أحياناً دون التفكير في أي شيء.. لكن الأمر يصبح صعباً حين تكون الكتابة موجهة للنشر على الورق.. تتضاعف المسؤولية.. يصبح من الضروري التأكد من كل كلمة ومعلومة قبل الكتابة.. العفوية لا تعود مُجدية.. لأن الكتابة آنذاك تختلط بالأيديولوجيا والطبقية.. حتى ولو لم يكن الكاتب يقصد أي شيء .. يتم تحميل كلامه أكبر من طاقته.. لذلك الأمر شبيه جدا بالحرب.. أو باللعبة الشرسة إن شئنا التقليل من حدّة اللهجة.. خصوصا في هذا الوطن.. يمكن لكلمة واحدة أن تدخلك السجن من حيث لا تحتسب.
(8)

الحياة ليست مسألة حظوظ.. كما قلت دوماً.. الحياة مسألة حَركات على رقعة الشطرنج.. إن تمت في الوقت المناسب والمكان المناسب تصيبُ الهدف.. يسمّيها الذين لا يفهمون قانون اللعبة : الحظ. كي لا يكلفوا أنفسهم عناء التفسير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *