Home»Islam»ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد رمضان؟

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الذي ما أفلح من استعان بسواه,والصلاة والسلام على من كان الضلال سبيلا إلى من اقتدى بغيره, محمد إمام الأنبياء أجمعين وسيد الأولين والآخرين، من بكى شوقا إلينا وكسرت رباعيته جهادا في سبيل الله ورغبة في أن يوصل لنا هذا الدين والحمد لله الذي جعلنا خير امة أخرجت للناس وأكرمنا برسوله المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
يقول الحق تعالى: »وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها، إن الإنسان لظلوم كفور »س. إبراهيم الاية34. فنعمة من الله تعالى أن جعل أعمار هذه الأمة قصيرة ووهبها مناسبات إن هي استغلتها تداركت بها قصر عمرها، وفي هذا يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعله ان يصبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا)، ومن بين هذه المواسم هو الشهر الذي قال فيه الحق تعالى: »شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان »سورة البقرة الاية185 والشيء الذي اكسبه هذه العظمة هي الليلة العظيمة التي قال فيها من نسأله أن يدخلنا جنته: »انا أنزلناه في ليلة مباركة »سورة الدخان الآية 3 وقال في حقها أيضا: « إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر »سورة القدر.
أجل إنها ليلة عظيمة، إنها ليلة تعادل ألف شهر، فيها تنزل دستور هذه الأمة  وفيه توزع الأقدار لقوله تعالى: »فيها يفرق كل أمر حكيم »سورة الدخان الاية4.  فهذه الليلة هي من بين مميزات هذا الشهر. لكن ما ينبغي التنبيه إليه هو خطورة عادة بدأت تستفحل فينا، وذالك بعد خروج رمضان حيث « تعود حليمة إلى عادتها القديمة ». فما ان يظهر هلال شوال حتى تشكوا بيوت الله من نفور عباد الله، وتملا المقاهي  ويهرول المدخنون إلى السموم المندسة في السجائر، وتعود كل العادات السيئة ويخلف بالوعد الذي تم مع الله عز وجل وعد بتوبة وعدم العودة إلى ذالك الذنب من جديد.
لماذا العودة والنكوص؟ لماذا نضع تلك العهود وراء ظهورنا؟ إن رمضان ليس شهر عبادة فقط، انه ليس شهرا نقوم فيه الليل ونقرا فيه القران ونبتهل إلى الله.  كل هذه الأمور هي قمة في الروعة، لكن لماذا لا نداوم على هذه الحال بعد رمضان؟
فالله عز وجل الذي اوجب علينا الصيام في شهر رمضان، حبب إلينا الصيام في غيره، كما أن الأجر الذي خصصه للصيام والذي قال فيه في الحديث القدسي: »كل عمل ابن أدام فهو له إلا الصوم فانه لي وإنا اجزي به » لم يجعله مقتصرا على الصيام في هذا الشهر الفضيل كما أن الصلاة مفروضة علينا في كل الأوقات وكل الأماكن فلا يصح الاعتذار بدون عذر مقبول شرعا كما ان من نرفع له اكفنا في شهر رمضان موجود في غيره، إذن لماذا لا نستمر على نفس الوثيرة بعد رمضان؟.
إن حقيقة رمضان ليست في كونه شهر نتعبد فيه الله ونمسك عن الطعام والشراب، وإنما هي أعظم من ذالك بكثير. إن هذا الشهر هو بمثابة وقود تشحن به قلوبنا، انه فرصة لنرقى بإيماننا ونصلح أحوالنا. لهذا أخي لا تدع بيوت الله تشكوك إلى الباري، ولا تهجر كتاب الله فيغضب عنك فتضل وتشقى، و لا تدع الشيطان يظفر بك للحظة توديعنا رمضان. علينا بالصبر ومجاهدة النفس . نسأل الله عز وجل أن يرد بنا إلى دينه ردا جميلا وان يتقبل منا الصلاة والصيام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *