نقابة الأطباء ومبدأ الإستقلالية
نقابة الأطباء ومبدأ الإستقلالية
بعد الإجتماع المستعجل الذي دعى إليه الكاتب العام لوزارة الصحة يوم الإثنين 22 يوليوز 2013 و الذي حضرته النقابات السبع ممثلة بكُتَّابِها العامِّين؛ وللتذكير جاء هذا الإجتماع ساعات قبل الوقفة الإحتجاجية التي دعت إليها النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام؛ قلت بعد هذا الإجتماع و بعد تأجيل الوقفة الإحتجاجية لا بد من وقفة تأمُّل و تدبر لمحاولة فهم ما يحدث من أجل تفادي الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلا.
يحق للبعض أن يصف ما خلص إليه إجتماع عشية الإثنين بأنه إنجاز عظيم وتقدم كبير في ملف الإنتقالات الذي يعرف جمودا « شتويا » و ذبذبات « هرتزية » و خروقات بالجملة؛ و برَّروا موقفهم هذا بأن الوزارة تخلت عن قرارها بفرض الإلتحاق على أساس الخصاص و كذلك تنازلت و ألغت العمل بدورية 2013 و حلت المشاكل العالقة و ما إلى ذلك مما جاء في البلاغ التوضيحي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام و بيان النقابات الأربع (CDT FDT UNTM UGTM).
كما يحق للبعض الآخر أن يصف ما اتفقت عليه النقابات مع الوزارة خيانة للشغيلة الصحية و مبررهم في ذلك هو أن ما قامت به الوزارة في شخص كاتبها العام و بتواطؤٍ مع النقابات هو مجرد مراوغة حتى يتم تهدئة الغليان داخل القطاع و خير دليل على ذلك إتفاق 5 يوليوز 2011 الذي لم يفعل منه إلَّا الفتات وكذا إتفاقات أخرى بقيت حبيسة رفوف الوزارة.
و هنا و بصفتي طبيبا منتميا للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام أقول لزملائي في المهنة لا بد لنا أن نتحلى بالشجاعة الكافية لكي نعترف أن المكتب الوطني خصوصا كاتبها الوطني د لهناوي و كذلك د الإدريسي العضو في المكتب الوطني قد بذلا جهودا ؛لا ينكرها إلا جاحد الجميل؛ لحل مشاكل الأطباء سواء على صعيد الإقليم أو الجهة أو على الصعيد الوطني و خصوصا الملف الشائك للإنتقالات؛ ولا بد من الإعتراف بالتقدم و المكتسبات فيه سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
و لكن يجب أن تكون لدينا الشجاعة نفسها للنقد الذاتي و الإعتراف بالخطأ و نقول أنه قد تم ضرب مبدأ الإستقلالية ضربة موجعة و ذلك من جهتين، أولاهما منطوقة و الثانية مفهومة:
· أولا: عندما اعلنت النقابة المستقلة عن وقفة الاحتجاج يوم الثلاثاء 23 يوليوز كانت تطالب بمبدأ المساواة في التعيينات و التنقيلات كحق دستوري و عندما علقت الوقفة قالت إنها أعادت الأمور إلى نصابها؛ فهل عاد كل من إنتقل بصفة غير قانونية إلى مكانه؟ هل أعاد الصيادلة و جراحو الأسنان المعيَّنون الجدد المناصب إلى الحركة الإنتقالية؟ هل فعَّل المكتب الوطني مقررات المجلس الوطني الأخير بالتصعيد؟
· و الثاني هو الظرفية السياسية التي يعيشها العالم العربي بصفة عامة و المغرب خاصة بعد إنحياز حزب الإستقلال إلى المعارضة تاركا حكومة بن كيران تطرح من جديد كل الخيارات الممكنة و الغير ممكنة؛ كل هذا لا يشجع إلى خروج 3000 أو 4000 طبيب مما قد يؤدي إلى تحول في مسار النضال إلى ما لا يحمد عقباه؛ ولكم في « مسيرة الغضب » ل 25 ماي 2011 خير دليل لمن كان له قلب يعقل به.
و خير ما أختم به المقال، كلام خير البشر محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام قال : (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا)
د.خالد نصاطي
Aucun commentaire