عودة الى ملف الغش في الامتحان وحقيقة الاحتجاجات
ظهرت نتائج امتحان الباكلوريا ,تراجع نسبي عن نسبة السنة الماضية. فرح البعض ممن حصدوا ثمار سنوات من الجد والكد , وحزن البعض الآخر ممن خاب ظنهم وتبخرت آمالهم.
النقطة المسجلة في امتحانات هذه السنة , ضبط حالات عديدة من التلاميذ الذين حاولوا الغش أو مارسوه بشتى الطرق خلال مرحلة اجتيازهم مادة ما من مواد الامتحان. كل هؤلاء تقبلوا الإقصاء ولو على مضض ,على اعتبار أن فعلتهم أوقعتهم في هذا المأزق. وبالمناسبة وفي لقاء مع السيد مدير الأكاديمية عبر عن أسفه على كثرة حالات الغش , وفي نفس الوقت وعد باعتماد أسلوب التخفيف ما أمكن مع هؤلاء التلاميذ الذين وكما قلت في مقالات سابقة يبقى أنهم ضحية عوامل عدة بعضها لا دخل لهم فيها.ولاعتبارات إنسانية واجتماعية وتربوية ومراعاة لظروفهم ومدى خيبة آمالهم , وعد السيد المدير باعتماد أسلوب التخفيف في العقاب والذي لن يضر كثيرا بهؤلاء الذين ضبطوا في حالات غش.ومن هذا المنبر أقدم له الشكر الجزيل على هذا الصنيع المتميز.
المسألة الثانية تتعلق بحالات عدة من الغش الذي ضبط أثناء التصحيح ,حيث وزعت على المصححين نماذج من أجوبة نقلت من الفايسبوك , واعتبر كل من تطابقت أجوبته مع تلك الأجوبة , غاشا في الامتحان , انطلاقا من توجيهات دليل الامتحانات . من هنا تجمهر الكثير من التلاميذ وأوليائهم أمام مقر الأكاديمية خلال الأيام الماضية معتبرين عملية ضبط غشهم إجحافا في حقهم ….
وعليه ومن باب المنطق ونظرا لتوالي ظواهر الغش بهذه الوسائل المتطورة ,سألت السيد مدير الأكاديمية عن كيفية التعامل مع هذه الحالة ,فأكد أن الحالات التي ضبطت هي التي ثبت أن صاحبها ضالع في الغش ,حيث أن هناك تطابقا حرفيا حتى بالفاصلة بين ما ورد كأجوبة عبر الفايسبوك وتناقله التلاميذ عبر الهاتف النقال بعض التلاميذ بشتى الطرق. وبالتالي تعتبر حالات غش واضحة ما على من ضبط إلا إعادة السنة ما دام السيد مدير الأكاديمية قد وعد بتخفيف العقوبة , واعتماد الإعداد الجيد بعيدا عن هذه الأساليب الدنيئة….
وهناك حالة ثانية من حالات الغش التي ضبطت أثناء التصحيح , وتتعلق بتلاميذ أتضح للمصحح أنها متشابهة في الإجابة حرفيا , الصحيح نقل صحيحا والخطأ نقل خطأ. هذه الحالة هي التي تستدعي من المصححين الدقة والتروي , بل مراجعة القرار مرة ومرات,لأنه قد يعمد أستاذ ما الى تحفيظ تلامذته بعض النصوص النموذجية خاصة في مادة الانجليزية وغيرها , لتبدو للمصحح وكأن التلاميذ نقلوها نقلا. لذا كلما تمعنا قليلا ,كلما كنا أكثر دقة في التعامل مع ورقة الامتحان التي تقرر مصيرا قد لا يتكرر مرة ثانية.
ولعلي بتلميذة مكفوفة صادفتها تشتكي بالأكاديمية حيث تحصلت على معدل 17/20 في الجهوي ومعدل 17/20 في المراقبة المستمرة .. تقول أنها استقدمت تلميذا حرا للكتابة بدلها بناء على دليل الامتحانات ,لتعتبر من بين الغاشين في الامتحان بناء على قرار أحد المصححين. لست هنا لأنزهها ,لكنني أدعو السادة المصححين الى المزيد من الحذر عندما تستوقفهم ورقة من هذا النوع قبل اتخاذ قرار … ويا له من قرار.
1 Comment
يا أخي حالآت الغش واضحة عندما تتشابه الأخطاء و النقط و الفواصل والفقرات و المقدمات و الخواتم.المصحح لا يعتمد على الشك.
و من الخطإ اعتبار اللغة الإنجليزية للحفظ.فهي كباقي اللغات تعتمد على الخلق و الإبداع.إلا أنه إذا اعتبرناالغش نوع من أنواع الفساد, نكون بحق قد أخطأنا في حق تلامذتنا لأنهم كبروا وترعرعوا في بيئة فاسدة. الفساد مستشري في كل مؤسسات الدولة فكيف لنا أن نحاسب التلاميذ و نترك المسؤولين الآخرين يعيثون في الأرض فسادا دون وازع أو رادع و نكتفي ب « عفى الله عما سلف » . ما أحوجنا إلى مقاربة شمولية قوامها العدل ثم العدل و لا شئ غير العدل بين جميع شرائح المجتمع مهما اختلفت درجاتهم.