الجزائر الحالية مختصرة في صورة الرئيس بوتفليقة
كان والدي رحمه الله عندما أحرجه بسؤال في صغري يجيبني : عندما تكبر راك تعرف ياوليدي ..
كنت أعتقد أنه يتهرب من الاجابة عن السؤال، ولم أكن أدرك أنه يعني ، بأنك ستصل الى اليقين عندما تراه ماثلا أمام عيناك…
كنت أحلم أن أرى أوربا وأطلع على الخيرات التي فيها ،وأتعلم التكنولوجيا التي نفتقدها في الجزائر …وكنت أعتقد أنهم أصحّ وأنشط، وأذكى وأسرع منا في كل شيء…الى أن كتب الله لي أن أعيش في أوربا لسنوات وأرى بأم عيني بعض الذي كان عني خافيا .
سافرت الى أكثر من عشرة دول وأنا الجزائر …
وتوصلت الى حقيقية بعد عيشي في فرنسا ، يجهلها ربما الكثيرون من الشباب
سيما الذين منهم من يعتقد أن أوربا جنة الله في الارض …
لقد حول الغربيون أراضيها الجرداء الى جنات على ظهور آبائنا وأجدادنا …وصنعوا من ثرواتنا وحديدنا ومعادننا مستقبلهم ومستقبل أجيالهم ..
ان الأماكن السياحية التي تتمتع بها الجزائر لو كانت في بلد أوربي ما غزا الفرنسيون الجزائر..
وأن موقعها الاستراتيجي والمناخ والطبيعة والمساحة الجغرافية والتنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر… لو كان ذلك ببلد في أوربا لأصبحت الجزائر وحدها قارة يحج اليها الناس من كل فج ….
أما عن نسبة الشباب والحماس والمواهب ، فلو وجدت هذه الطاقات عند من يعرفون معانيها لأبهروا بها العالم .
للأسف العميق …دولة غنية و شعبها فقير …دولة أطباؤها يعملون ممرضين في الغرب ومستشفيات الجزائري يتسكع فيها الجرذان …
دولة فيها من الاساتذة من وصل النازا والمركبات الفضائية …وشوارعنا تحتلها القطط من كثرة القمامة …
دولة بحرها وشواطئها ممتدة طولا وعرضا وأهلها يبحثون للاستجمام في دول أخرى ، والطرقات تحولت الى برك للماء من كثرة الاهمال والتخطيط الفاشل …
دولة ينتقل بعض المسؤولين لتقليم أظافرهم في أوربا أو تغيير ملابسهم الداخلية ، فيما أساتذة وأطباء وأئمة وفنانون ، يبحثون عمن يتكفل بمعاناتهم وأمراضهم المزمنة ….
ان الجزائر الحالية أيها الاخوة بدون اطالة مختصرة في صورة الرئيس المعين « بوتفليقة » التي عرضتها وكالة الانباء الجزائرية ، والتلفزيون البارحة ، بعد أكثر من شهر ونصف من الإشاعات والأقاويل حول صحته.
نورالدين خبابه
13 أراب تايمز / 2013
Aucun commentaire