هل من أساليب أخرى للحد من ظاهرة الغش في الامتحانات الإشهادية؟
يكثر الحديث مع اقتراب الامتحانات الإشهادية عن ظاهرة الغش، سواء على المستوى الرسمي الذي تمثله وزارة التربية الوطنية أو عبر منتديات التواصل الاجتماعي، بشكل يوحي بأن كل مقبل على هاته الامتحانات ينوي فعلا نهج أسلوب الغش طريقا لبلوغ هذه الشهادة اللغز.وإن كنا نقر فعلا بوجود هذه الظاهرة ومنذ زمان،لأن هذا واقع والواقع لايرتفع كما يقولون،ففي اعتقادي هذه السنة هناك مبالغة في الحديث عن الظاهرة ،حتى وصلت أخبارنا إلى ماوراء البحار،نظرا لتناول الإعلام للموضوع،وبتغطية غير مسبوقة وهذا أمر فيه من التبخيس لتعليمنا ما فيه،وأنا أرى أن أغلب المتحدثين عن الموضوع سواء من الجانب الرسمي أو الجانب الشعبي قد أعوزتهم النظرة الشمولية للموضوع،وتكلموا عن الظاهرة كما تتكلم العامة،ولم يكلفوا أنفسهم عناء تناول الموضوع من جميع جوانبه،علهم يلامسون حقيقة الأمور،ويقدمون بالتالي إضافة نوعية لظاهرة ما فتئت تتفشى عام بعد عام . ولعل السؤال الذي تجنب الجميع الخوض فيه وهو :من الذي أوصلنا إلى هذه المعضلة التي ظنها الممتحنون مكسبا وأصبح لها أنصار وفنيون وتقنيون خاصة مع هذه الطفرة التكنولوجية التي ساهمت في تفشي الظاهرة؟
وإن كنت ضد كل غشاش يسعى لنيل مراده بعيدا عن مبدأ تكافؤ الفرص،وبأقل جهد ممكن،فأعتقد أنه آن الأوان للبحث عن معالجة الظاهرة بعيدا عن الأحكام الجاهزة المسلطة على طالب مغربي قد يكون هو نفسه ضحية هذا الغش حتى وإن تمكن من الإفلات من عيون المراقبين.وإلا ما ذا سيفعل طالب غشاش بشهادته عندما تواجهه المدارس العليا بامتحانات أكثر تعقيدا،ليقف هناك حمار الشيخ في العقبة كما يقولون.
إن معالجة الظاهرة تبدأ أولا بمراجعة البرامج والأطر المرجعية للإمتحانات والتي لم تعد تنسجم وطالب مغربي لم يعد يحتمل حفظ الدروس عن ظهر قلب،ليقوم يوم الامتحان برد البضاعة إلى أهلها.ثم ما ذنب طالب علمي تضاف إلى مواد امتحاناته مواد قد لايحتاجها في مساره العلمي المستقبلي؟لقد أصبح الطلاب يستغرقون جل أوقاتهم في حفظ مقررات مثل التربية الإسلامية والاجتماعيات والفلسفة واللغة العربية،وذلك على حساب مواد أساسية وأنا هنا أتكلم عن الطلبة العلميين،فما بالك بطلبة الآداب بمختلف شعبها ،أليس هذا ظلم في حق الطلبة والطالبات،وللإشارة فحتى السيد وزير التربية الوطنية انتقد في تصريحات منسوبة إليه إدراج المواد الأدبية ضمن امتحانات الطلبة العلميين ،وتساءل عن فحوى إدراج مواد أدبية كثيرة ضمن برامج طلبة العلوم.
وأعود لأشير مرة أخرى إلى العذاب الذي يعيشه الطلبة كل سنة وهم يستظهرون عن ظهر قلب مقررات قد تتلاشى من ذاكرتهم بمجرد اجتياز الامتحان،ثم هل عجز رجال التربية عن وضع بديل لهذا الحفظ الذي جر علينا مشكل اللجوء إلى الغش؟أليست هناك طرق أخرى للتقويم غير هذه؟
لاأعتقد أن المغرب بأطره المختلفة عاجز عن وضع تصور جديد للامتحانات يضع حدا لهذا العناء الجاثم على عقول طلبتنا.
1 Comment
الغش ليس سببه المواد العلمية في الشعب الأدبية أو العكس
المشكل في الأساتذة الذين لا يدرسون موادهم بتفان وجدية
المشكل في الوزارة التي تعطي التأليف لمن لا يستحق التأليف وتصبح بالتالي عملية تجارية
المشكل في التلميذ الذي لا يراجع دروسه
أما رد الأسباب إلى المواد العلمية والأدبية فهذا تطاول
فالعلميين يحتاجون للغة العربية والفلسفة ويحتاجون للتاريخ
والعكس الأدبيون يحتاجون إلى المواد العلمية
فلا يعقل أن يكون تلميذا علميا لا يعرف اللغة العربية ولا يعرف عن تاريخ بلاده شيئا
والعكس لا يعقل أن يكون تلميذ أدبي لا يعرف الحساب وأساسيات العلوم